أحببنا بعضنا 5 سنوات.. ودون سبب اتصل بي وقال: لقد انتهى كل شيء

فى اليوم الثالث من تِلك الليلة التي أنهاني بها، قررت الذهاب إليه، كُنت أريد أن أُصرخ في وجهه، علاقتنا لم تكن عادية وتستحق نهاية أفضل من تِلك النهاية المُبتذلة، لا أحد يحب انتهاء العلاقات لما تحتويه من ألم مهما كانت مؤذية، ولكننا جميعاً نستحق أن نضمن نهاية عادلة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/24 الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/24 الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش

– في الحادية والعشرين، أحببت رجُلاً للمرة الأولى، تبادلنا الحب حوالي خمس سنوات، كنا نستعد في السنة الأخيرة للزواج، ومن ثَم تركني ورحل.

لم أفهم في بادئ الأمر كيف لك أن تحب شخصاً وتقضي معه أغلب لحظاتك وأشيائك ومن ثَم هكذا بكل بساطة، يتركك ويذهب تاركاً وراءه حيرة وألماً ووجعاً لا يُغتفر.

فى الليلة التي تُركت فيها، كان يحدثني في الهاتف قائلاً: إن كل شيء انتهى، صمت لبضع دقائق أحاول فيها استيعاب أن حب خمس سنوات ينتهي هكذا في بضع دقائق استغرقته مكالمة هاتف تافهة.

حاولت الصُّراخ وقتها ومحاولة سؤاله: "إزاي؟!، إيه اللي انت بتقوله ده؟ انت بتهزر!"، ولكني صمتّ، صمتّ تماماً حتى أنهى كلامه بجملة واحدة مقتضبة: "مش هانقدر نكمل، أنا آسف".

كيف يمكننا أن نصمت حين يؤلمنا قلبنا لهذه الدرجة، كيف يمكننا أن نصمت ونكتم ذلك الوجع؟!

اكتفيت بأنني قلت له حسناً أنت أدرى، ثم أغلقت هاتفي لمدة يومين، يومين أبكي فيهما بمفردي، لا أحد يفهم مقدار ذلك الألم الذي يجول بداخلك كيفما شاء، لا أحد يفهم.

فى اليوم الثالث من تِلك الليلة التي أنهاني بها، قررت الذهاب إليه، كُنت أريد أن أُصرخ في وجهه، علاقتنا لم تكن عادية وتستحق نهاية أفضل من تِلك النهاية المُبتذلة، لا أحد يحب انتهاء العلاقات لما تحتويه من ألم مهما كانت مؤذية، ولكننا جميعاً نستحق أن نضمن نهاية عادلة.

ذهبت ورأيته مع أُخرى، كانت أجمل، مرحة، ابتسامتها رائعة، تمتلك جسداً تُحسد عليه، لم يكن يشغلني كل ذلك، كل ما كان يدور في ذهني أنه كيف تركني من أجل أُخرى؟ لماذا؟ كيف؟ متى؟ والسؤال المؤلم: "هل أحبها؟!".

اكتفيت ليلتها بأنني ابتسمت وأنا أبكي وجعاً آخر نبت فوق الوجع الذي لديَّ، ثم رحلت تاركة ورائي بقايا رجل بالكاد أحزن على ذكراه، أو أحزن على نفسي التي أضعتها في حب شخص لا يستحق.

– بعدها بحوالي سنة، مررت فيها بكل ما هو سيئ، حاولت مسح كل صورنا معاً، محادثاتنا، رسائلنا الورقية التي كنا نتبادلها شهرياً، هداياه التي أحضرها لي في كل مناسبة مرّت علينا، كل شيء حاولت أن أمحوه وأخفيه من حياتي نهائياً، ولكن عقلي وقلبي في كل مرة يأبى أن يفعل، كلاهما تآمر على أن يجعلني أتذكر كل شيء، حتى إنني تذكرت تفاصيل أول لقاء بيننا.

– بعد ثلاث سنوات، كنت أذهب نحو الثلاثين بصمت، كل من حولي حزين على ما وصلت إليه، الجميع يردد أن سني لم يعد يصلُح للحزن أكثر من ذلك، وأنني يجب أن أتزوج.

بالأخير سمعت كلامهم، كان هناك شخص أحبني في وسط كل ذلك، حاول كثيراً خلال السنوات الماضية أن يجعلني أحبه، ولكنني في كل مرة كنت أسبب له ألماً بالغاً في طريقة رفضي له، ولكنني في النهاية وافقت، كنت لا أزال لا أشعر بأي شيء أتجاهه، ولكنني وافقت من أجل أمي وأبي، لم يعد لديَّ القدرة على تحمّل أي شيء، حتى نظراتهما التي تقتلني كل يوم لم أعد أتحملها.

– بعد 5 سنوات، أُريد أن أخبركم سراً: لقد عشقت ذلك الرجل، حاولت كثيراً أتجاهل ذلك الشعور، ولكن ذلك الحب الذي منحه لي أعطاني سلاماً داخلياً كافياً كي أعترف أنني أحب ذلك الرجل وبشدة، أكتب تِلك الرسالة الآن لكل من تركهم أحباؤهم ورحلوا، سيأتي ذلك اليوم الذي بالكاد ستتذكرهم فيه وتبتسم، ليس لأنك تفتقد أحداً منهم، بل لأنك لم تعُد تشعر بشيء تجاههم، أي شيء، يمكنك حينها أن تحتضن ذلك الذي حاول احتضانك وقتها بشتى الطرق، ولكنك رفضت، يمكنك حينها أن تخبره أنك سعيد، سعيد جداً؛ لأن الله يأخذ السيئ؛ ليعطيك الجيد دائماً، وأنك تحبه أكثر من أي شيء.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد