تجربتي في تعليم ابني اللغة الصينية

إذا كان الطفل ما بين ستة وتسعة أعوام سيكون لديه الصبر والشغف والتركيز الكاف لتعلم اللغات ولكنه لن يمتصها. يتعلم الطفل اللغات في هذه المرحلة بالمثابرة والمجهود والتكرار والترديد والاسترجاع. لن يكون الأمر سهلا مثلما هو الحال في الطفل في مرحلة العقل الماص.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/16 الساعة 07:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/16 الساعة 07:23 بتوقيت غرينتش

في هذا المقال سوف أتحدث عن أهمية تعليم الطفل اللغات وعن سبب اختياري للغة الصينية بالذات وعن المكان العظيم الذي وجدته لنتعلم فيه سويا.

أهمية تعليم الطفل اللغات

عندما يتعلم الطفل أكثر من لغة يصبح عقله أكثر مرونة وتصبح مخارج حروفه أكثر دقة وتنوع وتصبح مهارات الإنصات والحفظ والاسترجاع أقوى. عندما يكبر هذا الطفل يكون أكثر تفتحا ويكون أكثر تقبلا للثقافات المختلفة ويكون فهمه لتاريخ والحضارة أعمق ممن يتحدث لغة واحدة فقط.

هناك أيضا عامل المستقبل؛ إجادة أكثر من لغة بجانب اللغة الأم يفتح أبواب العمل أمام الإنسان ويمنحه نعمة الاختيار. يختار مجال الدراسة وبلد الدراسة ولغة الدراسة ومجال العمل وطريقة العمل وغيرها من الاختيارات التي لن تتوفر لمن لا يتقن اللغات.

تختلف طرق تعليم الطفل للغات وفقا لعمره؛ إذا كان الطفل أقل من ثلاث سنوات، الأمر لا يحتاج سوى وجود شخص يلعب مع الطفل ويحدثه بهذه اللغة. سيمتص عقل الطفل لغة واثنتان وثلاثة وأربعة بسهولة إذا كان يتعرض لهم من خلال الاحتكاك والتعامل مع شخص يتحدث هذه اللغة معه. هذا هو أسلوب الغمر.

إذا كان الطفل بين ثلاثة وستة أعوام سينجح أسلوب الغمر وقد يحتاج بعض المجهود من الطفل في الترديد والحفظ والاسترجاع. في هذه الفترة يظل الطفل في مرحلة العقل الماص ولكنه العقل الماص الواعي الذي يدرك ما يتعلمه الطفل ويبذل مجهود ليتذكره.

إذا كان الطفل ما بين ستة وتسعة أعوام سيكون لديه الصبر والشغف والتركيز الكاف لتعلم اللغات ولكنه لن يمتصها. يتعلم الطفل اللغات في هذه المرحلة بالمثابرة والمجهود والتكرار والترديد والاسترجاع. لن يكون الأمر سهلا مثلما هو الحال في الطفل في مرحلة العقل الماص.

إذا كان الطفل ما بين التاسعة والثانية عشر سيكون الأمر أصعب على عقله ولسانه وسيحتاج وقت أكثر ومجهود أكبر ممن هم أقل منه سنا. أما بعد الثانية عشر سيصبح الأمر في نفس صعوبة تعليم البالغين لغة جديدة.

لماذا اخترت الصينية كلغة ثالثة بعد العربية والإنجليزية؟

لقد بحثت عن أكثر اللغات المستخدمة عالميا بعد اللغة الإنجليزية ووجدت الإسبانية والألمانية ثم الصينية في أول القائمة. في مصر، الكثير من الطلبة يدرسون اللغة الفرنسية أو الألمانية ولكن قلة قليلة من المصريين يدرسون الصينية وأغلبهم من البالغين. بالنسبة لي، هذه فرصة لإمداد ابني بسلاح قد يفتح له باب الإرشاد أو الترجمة أو الكتابة أو الفن أو النقد أو الأدب المقارن أو التجارة أو السلك الدبلوماسي أو الطب في المستقبل.

أين نتعلم الصينية؟

لقد بحثت على أرض الواقع عن مكان يعلم الأطفال اللغة الصينية ولم أجد. بحثت عن مدرس خاص ولم أجد. اتجهت إلى الإنترنت ووجدت مواقع كثيرة لتعليم اللغات ولكنها كانت غالية جدا ولم توفر عنصر التفاعل البشري؛ كانت كلها تسجيلات معدة مسبقا لأي شخص يريد تعلم لغة جديدة. للأسف هذه الطريقة لن تصلح لتعليم طفل لغة جديدة.

وأخيرا وجدته! موقع Verbling! موقع سهل الاستخدام والتصفح يتيح لك الآتي:

– اختيار اللغة التي تريد أن تتعلمها (في حالتنا اخترنا لغتين … الإنجليزية والصينية).

– اختيار المدرس المناسب (هناك تقييمات لكل مدرس يمكنك الاطلاع عليها وهناك فيديو سجله المدرس ليعرفك بنفسه ومن خلال هذا الفيديو ستتعرف على نطق المدرس وبعض جوانب شخصيته).

– اختيار اللغة الأخرى للتواصل بينك وبين المدرس (في حالتنا اخترنا مدرس لغته الأم الصينية ولكنه يتواصل معنا بالإنجليزية ومدرس أخر يتحدث ويعلم الإنجليزية).

– اختيار مواعيد الدرس وحجزها مقدما.

– التواصل مع المدرس قبل الحجز.

– تجربة درس مجاني مع المدرس قبل الحجز.

– مدة الدرس التقليدي ساعة ولكن لصغر سن آدم تواصلت مع المدرسين وخفضنا المدة والأجر لنصف ساعة.

– أنت متحكم في عدد مرات الدرس ومدة الدراسة وفقا لميزانيتك.

– بعد الدرس طلبنا من مدرس اللغة الصينية إرسال ملفات صوتية للجمل التي درسناها وحدث هذا بالفعل.

– بعد درس اللغة الإنجليزية أرسل لنا المدرس الصور والفيديوهات التي كان يستخدمها معنا.

– يتيح لك الموقع تدوين الكلمات الجديدة ومعناها لتيسر لك المراجعة.

– يرسل لك الموقع تنبيه على الإيميل والموبايل قبل الدرس ب24 ساعة ثم يكرر التنبيه قبل الدرس بنصف ساعة.

هذه تجربة جديدة لي ولآدم ولا أدري هل ستنجح أم لا. كل ما أعرفه أنه باب هام يجب أن نطرقه على أمل أن يفتح لنا مسارات جديدة بديلة لكل ما هو مستهلك.

– تم نشر هذه التدوينة في موقع مصر العربية

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد