على الرغم من نجاحه الباهر خلال سنة ونصف السنة، استطاع فيها زين الدين زيدان كسب ألقاب عجز عنها عباقرة التدريب في أوروبا، مثل مورينيو وقوست هدينك وبيلسا وغيرهم كثيرون، في مدة وجيزة من الزمن، وعلى الرغم من الفوز بالسوبر الإسباني ضد الغريم برشلونة في بداية هذا الموسم ذهاباً وإياباً- فإن الانطلاقة المتعثرة لزيدان في الليغا بخسارة 7 نقاط كاملة، والأكثر من هذا أن هذه النقاط كلها على أرض السانتياغو بيرنابيو جعلت الكثير يشكك وانقسم متابعو كرة القدم الإسبانية إلى قسمين؛ منهم من يعتقد أنه مدرب محظوظ وأنه وجد فريقاً جاهزاً، والبعض الآخر يعتقد أنه الأفضل في العالم.
ما علاقة الفقاعة بالتدريب وعالم كرة القدم؟
أصل هذا المصطلح اقتصادي، وفكرة هذه التسمية جاءت من البالون أو الفقاعة، فالبالون يتم نفخه ويشغل حجماً أكثر بكثير مما يحتوي عليه من المادة عدا الهواء، وهذه هي خلاصة فكرة اقتصاد الفقاعة، التي تعني ظهور اقتصاد أكثر بكثير من حجمه الحقيقي وقيمته الجوهرية.
ومن هذا المنطلق، نطرح السؤال التالي: هل سيستمر زين الدين زيدان في هذا النجاح الباهر أم أنه يواجه مشكلة النجاح السريع وأن مثله مثل اقتصاد الفقاعة التي لن تصمد كثيراً وسرعان ما ستنفجر؟
كيف حسم ليغا موسم 2017/2016؟
لم يستطع زين الدين زيدان حسم لقب الليغا إلا في الجولة الأخيرة، ولو نتذكر مسار ليغا الموسم الماضي نجد أن فريق ريال مدريد حسم نحو 8 مباريات في الدقائق الأخيرة عن طريق كرات ثابتة من مدافعين، خاصة سرجيو راموس الذي أنقذ الريال في العديد من المباريات.
مواجهتا كلاسيكو الليغا (1/6)
لم يحصد زين الدين، خلال الموسم الماضي، سوى نقطة واحدة من مواجهتي الكلاسيكو، تفوق خلالها لويس إنريكي على زيدان بوضوح، وخاصة في مباراة الإياب عندما تفوق برشلونة على ريال مدريد بـ(3/2).
واستطاع زيدان تحقيق لقب السوبر بعد الفوز على الغريم برشلونة ذهاباً وإياباً، لكن برشلونة، الذي كان يمر بفترة صعبة بعد رحيل المدرب إنريكي وقدوم خليفته فال فيردي ومشاكل انتقال نيمار وعدم تعويضه، كان فريق البارسا يمر بفترة تخبط كبيرة.
الرسم التكتيكي لزيدان
(4 3 3) لم يغير زين الدين زيدان في خطته كثيراً، واعتمد على هذه الخطة في أغلب مباريات الموسم. لكن ما يُحسب له، أنه استطاع الرفع من الروح المعنوية للاعبي الاحتياط وإعطاء دفعة أكبر لهم، خاصة من شبان الريال -أمثال فاسكيزو أسونسيون وأيضاً إيسكو- والذين أصبح يعتمد عليهم بشكل أكبر من سابقه.
هل نحن أمام ديماتيو جديد؟
استطاع المدرب الإيطالي ديماتيو تحقيق دوري أبطال أوروبا مع نادي تشيلسي الإنكليزي، وعلى الرغم من أن كلاً من المدرب الهولندي المخضرم قوست هدينك والسباشيل وان جوزيه مورينيو قد دربا النادي اللندني، فإن كليهما قد أخفق في إحراز هذا اللقب ونجح فيه ديماتيو، فهل نحكم أن ديماتيو أفضل منهما بمجرد تحقيقه لقباً واحداً والذي أسعفه الكثير من الحظ، والآن تقريباً نكاد لا نسمع أية أخبار تُذكر عن هذا المدرب.
لا نستطيع الحكم على زيدان بأنه الأفضل في العالم بمجرد تحقيق الألقاب، فهل كان زيدان سيحقق هذه الألقاب مع نادٍ آخر غير ريال مدريد وبالتشكيلة التي يتمتع بها من أساسيين واحتياط؟ كما يجب أيضاً ألا نبخس الرجل حقه؛ لأن المدرب الإسباني رافيال بينيتاز كان تقريباً يلعب بلاعبي زيدان أنفسهم، لكن لم يحقق أية نتائج تُذكر.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.