اتخاذ القرارات المصيرية شيء -من دون شك- صعب؛ لأنه مهما كنا متأكدين من رغباتنا فقد لا نكون متأكدين أنها الأفضل، فيبقى هناك شك دائماً وخوف من اتخاد القرار الخاطئ والندم عليه فيما بعد.
علينا أن نأخذ القرار الصحيح لنا، وليس بالضرورة أن يكون ما نريده هو الصحيح، فعلينا قبل اتخاذ أي قرار أن نقوم بدراسته جداً؛ لكي لا نندم فيما بعد، فكيف نثق بقراراتنا، وكيف نتخذ القرار الصحيح؟
بمن علينا أن نثق عند اتخاذ قراراتنا؟ وإلى من نلجأ؟ من سينصحنا بصدق، ويساعدنا في اتخاذ القرار الأصح لنا؟ من سينصحنا بالأفضل لنا وليس الأفضل لهم ومن وجهة نظرهم؟ من سيساعدنا في اتخاذ قراراتنا نحن؟
أولاً: علينا أن نميز الفرق جيداً بين النصيحة والقرار النهائي، فاستشارتنا للآخرين لا تعني أن نأخذ بنصيحتهم، فمن الطبيعي جداً ألا نقتنع بنصائح البعض لنا؛ لذلك إن لم تعجبنا نصيحة أحدهم فبإمكاننا -بكل بساطة- عدم أخذ هذه النصيحة بعين الاعتبار، فهم لا يأخذون القرارات التي تخصنا بدلاً منا، هم فقط يقدمون لنا نصيحة، والقرار النهائي نحن من نتخذه لأنفسنا، فعلينا ألا نتأثر بكلام الآخرين.
ثانياً: علينا أن نثق بما نعتقده. وعلينا أن نثق أكثر بأول ما يخطر ببالنا؛ لأنه الأصدق، وكل ما يأتي بعد أول قرار هو نتيجة تأثير العوامل الخارجية التي تؤثر في قرارنا، فأول فكرة تخطر ببالنا هي رغبتنا الحقيقية.
ثالثاً: علينا أن نحذر من النصائح، فالكثير من الأشخاص ينصحوننا من تجاربهم الخاصة ووجهات نظرهم، التي ليست بالضرورة أن تكون شبهنا أو تنعكس علينا؛ لذلك علينا أن ننظر إلى النصائح من طرفنا نحن وليس من الطرف الآخر، وأن نميز بأن لنا أحلامنا وطموحاتنا وآراءنا التي تختلف عن الآخرين، مما يجعل قراراتنا تختلف عن قراراتهم.
رابعاً: علينا أن نأخذ الزمن بعين الاعتبار، وأن نفكر في عمرنا الحالي وعمرنا القادم، فبعض القرارات المصيرية لا تؤثر على حاضرنا فحسب؛ بل تؤثر على مستقبلنا أيضاً، فعندما نأخذ الزمن بعين الاعتبار، علينا أن نعدل بين الحاضر والمستقبل.
عندما يكون الموضوع قراراً يخصنا، فهو قرار شخصي، لن يؤثر على أحد غير أنفسنا، فنحن من يعرف حقاً ما نريد؛ لذلك عندما يجب أن نتخذ القرار، يجب أن نتخذ هذا القرار بأنانية؛ لكي نتخذ القرار الصحيح.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.