“التشوسوك” يرفضه الملحدون والمسلمون في كوريا.. فما هو وكيف يتم الإحتفال به؟

في صباح أول يوم يتم تقدير الأسلاف بممارسة بعض طقوس العبادة، وتقديم بعض الطعام كقرابين شكر وتقدير لأسلافهم الذين زرعوا الأرض التي يحصدون منها اليوم، لكن كل ذلك يتم في منزل العائلة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/11 الساعة 06:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/11 الساعة 06:53 بتوقيت غرينتش

منذ أيام.. احتفل الكوريون بأكبر عيد لديهم.. الـ추석 أو "التشوسوك"

وكلمة التشوسوك تعني "ليلة الخريف"، ويتم الاحتفال به في الخامس عشر من الشهر القمري الثامن حسب التقويم الكوري، عندما يكون القمر بدراً، وبالإنكليزية يسمى هذا العيد عيد "الفصح الكوري".

ويتم الاحتفال به لمدة 3 أيام في الكوريتين – الشمالية والجنوبية. هناك أقاويل عدهة عن أصل هذا العيد، فأشهر قصة هي أن هذا العيد كان للاحتفال بنصر العائلة الملكية (مملكة شيلا) الحاكمة آنذاك على عدوها "مملكة بايكتشي".

وللعلم فإن مملكة بايكتشي ومملكة شيلا حكمتا المنطقة الجنوبية لشبه الجزيرة الكورية ، ومملكة غوغوريو كانت تحكم المنطقة الشمالية، وكان بينهما صراع دامٍ على السيطرة على أراضي شبه الجزيرة في الفترة بين 50 قبل الميلاد و600 بعد الميلاد.

مملكة شيلا في قمتها..

مملكة غوغوريو في قمتها..

ومملكة بايكتشي في قمتها.

وفي هذا العيد يغادر الكوريون المدن الكبيرة، ويتجهون لمكان ميلادهم، فتتحول المدن الضخمة والمزدحمة مثل سيول وبوسان إلى مدن شبه فارغة، فتجد أن أغلب المحلات والمولات مغلقة بسبب عدم وجود أحد في المدن.

ومن أهم الطقوس الكورية التي تمارس في العيد كالآتي:

1- في صباح أول يوم يتم تقدير الأسلاف بممارسة بعض طقوس العبادة، وتقديم بعض الطعام كقرابين شكر وتقدير لأسلافهم الذين زرعوا الأرض التي يحصدون منها اليوم، لكن كل ذلك يتم في منزل العائلة.

2- بعد الانتهاء من تلك طقوس الأولية، يذهبون للقبور لتنظيف المقبرة وتجميلها وتقديم بعض الطعام والفاكهة – وتقع تلك الطقوس ضمن مفهوم "عبادة الأسلاف".

وتلك الطقوس جميعها اسمها الـ"تشاريي" أو الـcharye.. وذلك لأن على مر العصور كان يؤمن الكوريون بأن أرواح الأجداد دائماً ما تكون متواجدة حولهم؛ لتحميهم من أي مكروه.

وجدير بالذكر أن طريقة تقديم الطعام لا تكون عشوائية، ففي شمال الطاولة يضعون الشوربة والأرز، وفي جنوب الطاولة يضعون الفاكهة والخضار، وعلى الشرق يضعون مشروبات كحولية، وفي المنتصف والغرب يضعون أطباق اللحوم.

وهناك بعض الطقوس المدنية التي تتم ممارستها بين الزملاء في العمل، فيرسلون لبعض مجموعة من الهدايا مثل مشروب الجينسنج، ومعلبات لحم الخنزير، وحلوى الـSongpyeon الشهيرة هنا بكوريا، التي تصنع من جيلاتين الأزر، ومحشوة بالعسل أو زيت السمسم، الفول الأحمر.. إلخ.

حلوى الـsongpyeon

سيتساءل البعض، هل يؤمن الكوريون الآن بهذا؟ وهل يوجد تعارض بين الأديان الحالية في كوريا والقيام بتلك الطقوس؟

قبل الإجابة، يجب علي أن أشرح أن في كوريا الغالبية العظمى من الشعب لا ديني، أما الباقون فهم إما مسيحيون أو بوذيون.. فالكنيسة الكاثوليكية سمحت سنة 1939 بهذا على يد البابا بيوس الثاني عشر، ولا يوجد تعارض في الديانة البوذية.

المشكلة تكون مع الأقلية المسلمة والمسيحيين البروتستانت، الذين لا يحتفلون مع أهلهم، مما يشكل لهم بعض المشاكل في المجتمع، وبالنسبة للملحدين فهم بشكل عام أيضاً لا يحبون ممارسة تلك الطقوس، بسبب عدم إيمانهم التام بتلك الطقوس ويعتبرونها طقوساً قديمة بلهاء.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد