“لا”التي تصنع شخصية طفلك

أريد منكِ أن تفكري بهدوء، ماذا تريدين أن يكون طفلك بالمستقبل؟ هل تريدينه ذلك الشخص الواثق بنفسه والمتحكم في قرارته، أم تريدينه مترددًا تابعًا إمعةً؟ .. إننا نحن المسئولون عن البناء السويّ لشخصيات أطفالنا، فترك المجال لهم لتشكيل شخصيتهم دون خوف عقاب أو غضب أحد الوالدين، أو التدخل الزائد في اختيار كل شئ بدلاً منهم بل مساعداتهم على اتخاذ قراراته بإنفسه والقدرة على الاختيار، وتقبل أفعالهم وتصرفاتهم، كل هذا هو ما يعطيهم شعورًا بالأمان ويساعدهم على النمو بصحة نفسية سليمة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/04 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/04 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش

هل طفلك في عامه الثاني تقريباً وأصبحت أكثر كلمة يجيدها هي "لا"؟ لايتقبل أي أوامر منك؟ هل أصبح كثير الرفض؟ ويجيب أغلب طلباتك بكلمة "لا"؟ .. لا تقلقي فهو تطور طبيعي جدًا، بل أزيدك من الشعر بيتًا، إنه أمر صحي وينبئ بالخير ويجب أن ننميه!

جولة داخل تصور طفلك.

ببلوغ الطفل عامه الثاني تبدأ تتشكل شخصيته، ويسعى في تكوين شخصيته المستقلة واتخاذ قراراته بذاته، يريد أن يشعر أنه صاحب إرادة واختيار، ويصدر هذا في شكل رفض مستمر لكل ما تطلبينه بقول "لا"، فحينما تخبرينه أن عليه الذهاب إلى النوم الآن فتكون الإجابة "لا"، وإذا أخبرتِه بأنك تريدين منه ارتداء تلك الملابس فيسارع بالرفض، بل ما يستفزك أكثر هو أنه في بعض الأحيان يبادر بالرفض قبل أن يعلم أصلًا ما الذي تريدينه منه، هوّني عليكِ، فكلنا هذه الأم.

ما الذي تريدين أن يكون عليه طفلك في المستقبل؟

أريد منكِ أن تفكري بهدوء، ماذا تريدين أن يكون طفلك بالمستقبل؟ هل تريدينه ذلك الشخص الواثق بنفسه والمتحكم في قرارته، أم تريدينه مترددًا تابعًا إمعةً؟ .. إننا نحن المسئولون عن البناء السويّ لشخصيات أطفالنا، فترك المجال لهم لتشكيل شخصيتهم دون خوف عقاب أو غضب أحد الوالدين، أو التدخل الزائد في اختيار كل شئ بدلاً منهم بل مساعداتهم على اتخاذ قراراته بإنفسه والقدرة على الاختيار، وتقبل أفعالهم وتصرفاتهم، كل هذا هو ما يعطيهم شعورًا بالأمان ويساعدهم على النمو بصحة نفسية سليمة.

ماهو الدافع وراء رفضه المستمر؟

رفض ابنك لأوامرك وتكراره كلمة "لا"، ليس لإغاظتك أو لأنه طفل عنيد، فليس هناك أطفال سيئون، الأمر أبسط وأجمل من ذلك، فقط هو يكبر وتنضج شخصيته، يريد أن يرسم بنفسه صورة ذاته بريشة اختياراته واللوان قراراته.
يريد أن يشعر أنه قادر على التحكم، واختيار ما يريد وما لا يريد، وأنه فرد مهم في هذه العائلة وله قراراته وأرائه الخاصة.
قد يكون من ضمن العوامل المؤدية لكثرة رفضه هو كثرة رفضكم لتصرفاته، "لا تضرب أخاك، لا تفتح الدرج، لا تجلس على الطاولة، لا تلمس هذه الموقد".
(أبنائنا مرأة تصرفتنا).

كيف أتعامل مع كلمة "لا"؟

بعدما فهمنا لماذا يقول الطفل "لا" وأن هذا نابع من إرادته للاستقلالية، وعلمنا أننا يجب أن نشجعه على ذلك، إذًا يتبقى ذكر بعض الحلول المستخدمة في التربية الإجابية.

اعطاء اختيارين:

لكي تشبعي لديه تلك الرغبة وفي نفس الوقت تقللي من التوتر الناتج عن الرفض العام اعطي طفلك اختيارين يختار من بينهما، فحين يأتي وقت ارتداء ملابس النوم جهزي له قطعتين يختار من بينهما، وإذا رفض ستجيبية بحنان وحزم معاً "ليس لدينا سوا هذان الاختيارين، أيهما ستختار"، وإن رفض فستختارين أنت واحداً وتعطيه له ولكن دون غضب فقط (حنان وحزم).

مهدي طفلك للقرار قبل أخذه:

فمثلاً أثناء تحضيرك للعشاء أخبرية "عندما ننتهي من الطعام سنغسل أسناننا ونستعد للنوم"
ثم بعد الانتهاء من الطعام قولي له "هيا حتى نفرش أسناننا لننام"
فهكذا يكون لديه تمهيد مسبق أن وقت النوم قت اقترب فهذا يقلل من النزاع أثناء الذهاب للنوم"

لا تكثري أنت أيضاً من قول "لا" لطفلك:

فمثلا بدلاً من قول "لا تضرب أخاك" قولي " لاعبه بلطف"
بدلاً من "لا تلمس الموقد" قولي "يمكنك اللعب بمكعباتك"
إن كان ما يصر على فعله هو أمر خطير فيمكنك أن تقومي بإلهائه بدلاً من اعطائه أوامر، مثلا أنت بالمطبخ ونسيتي السكين قريباً منه وإذا به قد وصل إليه، خذي منه السكين سريعا ثم قولي بهدوء "السكين خطير" ثم أسرعي بقولك" ما رأيك أنت تساعد ماما، وضعي له شياء يفعله (كقطعة عجين مثلا، أو تقطيع شئ بيديه كقطع الخبز).

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد