6 أمور أساسية عليك تعلمها قبل الاستقالة من وظيفتك والاستمتاع بحياتك وشغفك

ولكن بعد ذلك، كبرت أكثر وقيل لك إن تلك المهنة لن توصلك لأي شيء؛ لأنها ليست "مهنة" ولن تجعلك تجني مالاً كافياً لإنشاء أسرة وشراء منزل؛ لذا رضيت بوظيفة لست شغوفاً بها، ولكنها تمنحك راتباً مجزياً ومساراً وظيفياً واعداً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/26 الساعة 06:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/26 الساعة 06:13 بتوقيت غرينتش

هل تتذكر عندما كبرت وأردت أن تصبح رجل إطفاء، أو موسيقياً أو ربما رياضياً محترفاً؟ شغفاً أردت السعي وراءه؛ لأنك أحببت القيام بذلك.

ولكن بعد ذلك، كبرت أكثر وقيل لك إن تلك المهنة لن توصلك لأي شيء؛ لأنها ليست "مهنة" ولن تجعلك تجني مالاً كافياً لإنشاء أسرة وشراء منزل؛ لذا رضيت بوظيفة لست شغوفاً بها، ولكنها تمنحك راتباً مجزياً ومساراً وظيفياً واعداً.

بعدها بوقت وجيز، أدركتَ أن هذه الوظيفة لا تشبع حاجتك، ولا ترى نتيجة عملك؛ لأنك مجرد عجلة صغيرة في محرك كبير، وأحياناً تتساءل ما إذا كان عملك له فائدة أصلاً.

أنت تقضي الساعات في المكتب، ثماني ساعات أو أكثر تُهدر يومياً. تعطي ثلث يومك لشيء لا تستمتع به ولا يلبي حاجتك.

كانت هذه هي تجربتي في العمل كمستشار إداري لإحدى أكبر شركات تكنولوجيا المعلومات في العالم.

كنت عجلة صغيرة وكانت مكافأتي الوحيدة على هذه المهمة على ما يبدو هو أنه لم يتم تسريحي. أخيراً، قررت إنهاء سباق الفئران هذا، واستقلت من وظيفتي لأعيش الحياة التي أردتها حقاً.

الآن بعد ثمانية أشهر من رحلتي، فأنا أفعل كل الأمور التي أحب القيام بها: أشارك في فعاليات ومغامرات رائعة للدراجات، وتصوير لقطات فيديو، والكتابة في مجلات دولية.

كل يوم يبدو مختلفاً، لا أملك أي فكرة عما سيحدث في غضون أسبوعين، كما أنني لا أمتلك شقة وأعيش مرتحلاً. أسافر وأرتحل بالدراجة في جميع أنحاء أوروبا وأقابل أشخاصاً رائعين ملهمين ويشبهونني في التفكير، كما تتاح لي فرص لم يخطر لي أبداً أنها ممكنة.

لا توجد كلمات تصف كم أنني الآن أكثر ثراء واكتمالاً وسعادةً في حياتي حالياً، يمكنني أن أقول حقاً إنني أعيش حلمي.

إلا أنني وجدت بعض الشروط الأساسية للاستقالة من وظيفتك بنجاح والسعي وراء حلمك، فيما يلي ستة جوانب وجدتها مهمة:

لا تمتلك أمتعة

حرفياً ومجازاً، هذا هو شرط أساسي لترك عملك وفعل ما ترغب في القيام به، تخلص من الديون وقلل نفقاتك المتكررة.

تمكنتُ من خفض التكاليف الشهرية إلى 30 يورو فقط ثمن فاتورة الهاتف، كما أنني لا استأجر غرفاً أو شقة. وهكذا، فالتكاليف الوحيدة التي أتكبدها هي ما أقوم به في اللحظة.
وهو ما له أثر جانبي رائع: أنه يخلق شعوراً كاملاً بالحرية فأنت لست مملوكاً لبنك أو أي ممتلكات مادية، كما يعني أنني غير مضطر للعمل في وظيفة عالية الأجر.

حتى لو كنت لا تسعى إلى وظيفة أحلامك، أنصحك بشدة أن تقلل من احتياجاتك المادية، إذ إننا لا نحتاج معظم الأشياء التي لدينا.
إنه مجرد تصور أننا نحتاج إلى الكثير، أحياناً، يمتلك الناس الأشياء للاستعراض بها فقط، ولكن هذا أمر مختلف.
أنت لا تحتاج إلى إثبات قيمتك من خلال ممتلكاتك، قم بعمل تقييم لما تحتاجه فعلاً – وأراهنك أنك لا تحتاج إلى معظم الأشياء التي لديك.

كن متفانياً تماماً

في الماضي أردت أن أسعى وراء شغفي مرات عديدة، ولكنني فشلت، فشلت لأنني اعتقدت أن التفاني بشكل جزئي في السعي وراء وظيفة أحلامي سيكفي، مثل العمل لمدة أربعة أيام، كالعمل لأربعة أيام ثم جعل يوم إضافي لاستكشاف شغفي.

إلا أن الطريقة الوحيدة لأحقق ذلك كانت أن ألتزم بنسبة 100%، والسبب هو شقان؛ الأول، أنه عندما لا يكون هناك شيء آخر أركز عليه، يمكنني العمل فقط على تحقيق حلمي.

لم يكن لدي أي عذر يعطلني عن السعي وراء حلمي.

السبب الثاني والأهم الذي يجعل الالتزام بنسبة 100% مهماً، هو أنك الآن متفرغ، فلا يوجد ما يمنعك من تجربة كل شيء، ومن النجاح والفشل.
عندما استقلت من وظيفتي، كنت أعرف شغفي، ولكني لم أكن متأكداً تماماً مما ستكون عليه وظيفتي.

كنت أحتاج إلى الوقت والطاقة لأجرب كل شيء دون قيود.

الفرص تظهر عندما تعرض نفسك إليها، لم أكن لأحصل أبداً على أي من الفرص التي أعطيت لي إذا كان لدي التزامات أخرى؛ لأنني لم أكن لأمتلك الوقت للقيام بها.

الآن أتلقى عروضاً لمشاريع وفعاليات؛ لأن الناس يعرفون أنني متفرغ تماماً ولست مرتبطاً بعمل عادي.

يجب أن يكون لديك شغف بها

إن لم تكن مولعاً بالأمر فلن تصل إلى أي شيء، مجرد الاستقالة من عملك لتسترخي على الشاطئ لن توصلك إلى شيء. ولكن، إذا كانت لديك رؤية وكنت غير قادر على أن تكف عن الحلم بحياة مختلفة، فأنت على الطريق الصحيح.
"ليست حجم الكلب في المعركة هو ما يهم، بل حجم المعركة التي في الكلب". إذا كنت تشعر كل يوم بالرغبة في القفز من فراشك والعمل على على تحقيق شغفك، فستحظى بالكثير من المرح وأنت تسعى وراء هذا الشغف، ولن يكون عليك أبداً أن "تعمل" يوماً واحداً في حياتك، لقد كان كونفوشيوس محقاً.

دافع عن نفسك

اذهب في طريقك، بينما تنشئ مسارك الخاص، وطريقك الخاص، وحياتك الخاصة، سيكون هناك الكثير من الأشخاص الذين يخبرونك بما يجب وما لا يجب عليك فعله.

وكلما كان ما تفعله فريداً، وكلما خالفت التيار أكثر، كثر هؤلاء الذين يشكون فيك (ويعجبون بك).

ولكن لا تشعر بالإهانة من هؤلاء الناس الذين يشككون فيك. استمع، وافهم أين هم حالياً في حياتهم. ربما هم خائفون أو تنتابهم الغيرة ولكنهم لن يعيقوك عن طريقك بأي حال من الأحوال. وكما قال تشرشل: "لن تصل إلى وجهتك إذا توقفت ورميت الحجارة على كل كلب ينبح".

كن قادراً على التعامل مع الفشل

الأمر الجيد في القيام بالشيء الخاص بك هو أنك تكون مسؤولاً عن كل ما تفعله – نجاحك وفشلك. ليس هناك مدير أو أي سلطة أخرى تتلقى الضربات، فكل شيء يأتي لك أنت مباشرة. لقد أرسلت مئات الرسائل الإلكترونية وتلقيت الكثير والكثير من رسائل الرفض. ولكنني أحتفل بالنجاحات القليلة التي أحصل عليها كما لو كانت عيد الميلاد، والسنة الجديدة وعيد ميلادي مجتمعين.

إنه شعور رائع أن تمتلك النجاحات كشيء خاص بك، أحياناً يكون الفشل هو رسائل الرفض فقط، وأحياناً ما يكون أكبر من ذلك. ولكن لا تدعه ينال منك، وإذا حصل ذلك، فالنقطة التالية هي التي ستساعدك في تخطي ذلك…

احصل على شبكة دعم

شبكة الدعم أمر بالغ الأهمية، يمكنها أن تتكون من شخص واحد، أو من بعض الأشخاص، ولكن شبكة دعمك يجب أن تؤدي أغراضاً متعددة، وحيث إنها مختلفة بشكل جوهري، فأنا أنصح بأن يكون لديك شبكتي دعم على الأقل.

ليكن لديك شخص واحد للدعم العاطفي، شخص يحبك ويقدرك لما أنت عليه، بغض النظر عن نجاحاتك أو إخفاقاتك.

ليس على هذا الشخص أن يعرف بالضبط ما تفعله، ولكنه يجب أن يكون قادراً على الاستماع وقول العبارات المناسبة.

يمكن أن يكون ذلك الشخص أُمك أو شريكة حياتك أو صديق طفولتك المقرب.

شخص مهم آخر هو "مستشار أعمالك"، وهو شخص مهتم حقاً بنجاح عملك، يمكن أن يعطيك هذا الشخص نصائح متعلقة بعملك ومسارك وأن يشاركك حكمته، كما أنه سيتحدى تفكيرك بطريقة إيجابية.

ليكن لديك بعض الداعمين المقربين الذين "يشاركونك رحلتك" من خلال الاستماع إلى التحديثات التي تطلعهم عليها ومبادلتك الأفكار.

يجب اختيار هؤلاء الداعمين بحرص كبير؛ لأنهم يجب أن يكونوا مهتمين حقاً بنجاحك، وأن يظلوا إيجابيين، فأنت لست بحاجة إلى أشخاص يخبرونك أنك غير قادر على تحقيق شيء ما؛ فستقابل الكثير ممن يقولون هذا على أي حال دون أن تسألهم عن آرائهم. لا، يجب أن يعطيك هؤلاء الداعمون طاقة وقوة بينما في الوقت نفسه يوجهون لك نقداً إيجابياً ويتحدون أفكارك كي تتمكن من رؤية مسارك من زوايا مختلفة.

يمكن أن يكون هؤلاء إخوتك، أو أصدقاءك المقربين أو زملاءك السابقين.

لا تكُن خائفاً

الحلم يبقى حلماً إذا كنت خائفاً من السعي وراءه، معظم الأحلام الوظيفية للناس تبقى كذلك، فالخوف من الفشل أو من الرفض يمنعهم من اكتشاف الاحتمالات في الحياة. لا تخَف المجهول، فهو ما يجعل الحياة مثيرة.

أنا دائماً ما أسأل نفسي عندما أشعر بالخوف من الفشل: عندما أبلغ التسعين من عمري وأنظر إلى حياتي، هل سأشعر بالندم على قراري بعدم المحاولة في هذا الشيء؟ الحياة موجودة لنستكشفها، ونستخدمها. وكما قال أبراهام لينكولن "وفي النهاية، ليست السنوات في حياتك هي ما يهم، بل الحياة في سنواتك".

هذه هي الجوانب الأساسية السبعة لترك وظيفتك بنجاح وعيش حلمك، إذا كانت لديك رغبة قوية في أن تعيش حلمك، لا تتردد وحاول تحقيق ذلك!

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية من الـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد