تأمّلات في التعامل مع الرحمة والمصائب

تأملتُ في (النطاق)، فهو يعني المساحة التي تنظر إليها حال كان مع البصر، أو العمق الذي يتمكن فيه سمعك من فرز الأصوات على تنوع مصادرها، وعبر طول موجاتها، فعلى سعة نطاق الإحاطة يكون الإدراك، وما (أهمّك) له دور في حجب أو انتقاء ما تراه أو تسمعه ضمن هذا النطاق؛ لذا جاء في ﴿ثم ارجع البَصَرَ كَرَّتَين﴾، ما يحثّ على التحقق، فلعل رسالة ما موجودة ولم تتمكن من إدراكها، ويتسع النطاق عبر أداة (فتبيَّنوا)

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/22 الساعة 03:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/22 الساعة 03:35 بتوقيت غرينتش

تأملتُ (أشداء رحماء)، سمة لشخصيّة غير مسبوقة صاغ بها الله -جلّ جلاله- معتنقي الإسلام كدين ونمط حياة، صفة جمعت فيما بين متناقضين، منسجمة مع (لا أعبد ما تعبدون ولا أنا عابد ما عبدتم)، صفة محورها الفصل فيما بين نوعين من البشر، وما بين التعامل مع واقع شدته الأرض، وآخر تشده السماء، وهي منسجمة نحو ما نعبده في صفاته (الجبار والمنتقم والقوي مقابل الرؤوف الرحيم).

تأملتُ في (النطاق)، فهو يعني المساحة التي تنظر إليها حال كان مع البصر، أو العمق الذي يتمكن فيه سمعك من فرز الأصوات على تنوع مصادرها، وعبر طول موجاتها، فعلى سعة نطاق الإحاطة يكون الإدراك، وما (أهمّك) له دور في حجب أو انتقاء ما تراه أو تسمعه ضمن هذا النطاق؛ لذا جاء في ﴿ثم ارجع البَصَرَ كَرَّتَين﴾، ما يحثّ على التحقق، فلعل رسالة ما موجودة ولم تتمكن من إدراكها، ويتسع النطاق عبر أداة (فتبيَّنوا)، كما أن الألفة تحول دون إدراك الرسائل، ولعل الإجراء الذي قام به نبينا إبراهيم يحد من أثرها السلبي ﴿فلمَّا رأى القمرَ بازغاً قال هذا ربّي فلما أفلَ قال لئن لم يهدِني ربي لأكونن من القوم الضالين﴾، ونسأل هل كانت تلك مطالعته الأولى للقمر، أم سبقته مطالعات سابقة؟ كما نسأل: ما نطاق الإدراك لديكَ للأمور التي تحيط بك، (كفرد، كموظف، كرب أسرة، كمسؤول، كصاحب رسالة)؟

تأملتُ في (أدب التعامل مع المصائب)، فاحذر من لفظ تتلفَّظه أو سلوك تقصده لا تكون فيه ممتثلاً للخلق القويم، ذلك أنك تتعامل مع الله جلَّ جلاله، أما المصيبة وعناصرها أو أطرافها فليسوا ضمن دائرة الحول والقوة، ذلك أنها لا تقع إلا بإذن من الله جلَّ جلاله، فما المصيبة سوى (ضيف)، سواء في ضراء أو سراء، ضيفٌ وجهته لِمَسَارين: فالأول ليبلّغك رسالة منه فلعلك تدرك رسالته، أما الثاني، فليجعلك تتعرّف إليه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد