15 سبباً لكراهية القاهرة

ثم اتجوزت.. وجيت هنا للأبد. اتجوزت في أول 2015 ومكملين، شفت القاهرة على حقيقتها، أنا أصلي جاية من بلد الروقان والجمال، مش متعودة على كل هذا القبح، فحسيت إن أحسن هدية ممكن أهديها للقاهرة، قاهرتي وقاهرة كل اللي عايشين فيها، هي قايمة بأسباب كراهيتي ليها، القايمة هتكون من 15 حاجة، بس أنا أقدر أكتب قايمة مكونة من 2015 حاجة يخلوني أكرهها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/18 الساعة 08:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/18 الساعة 08:15 بتوقيت غرينتش

ملحوظة: التدوينة بالعامية المصرية

أنا هفهمكم الموضوع، أنا أصلي إسكندرانية، عشت فيها 26 سنة من حياتي، وما كنتش بنت خجولة من البيت للمدرسة ومن الشغل للبيت.. أنا كنت بلف إسكندرية وأتشعبط في الترام، وأتنطط في المواصلات، وأمشي في شوارعها لما الجزمة تشتكي، فاكرة إني أول مرة آجي فيها القاهرة كانت من حوالي 7 أو 8 سنين كده، كانت زيارة لمدة يوم واحد، وكنت حاسة بغربة شديدة، وما اتنفستش بعمق إلا لما عديت بوابات إسكندرية، ثم توالت الزيارات، حبيت القاهرة آه مانكرش، بس حب من بعيد لبعيد، عمري ما كان نفسي أعمّق علاقتي بيها.

ثم اتجوزت.. وجيت هنا للأبد. اتجوزت في أول 2015 ومكملين، شفت القاهرة على حقيقتها، أنا أصلي جاية من بلد الروقان والجمال، مش متعودة على كل هذا القبح، فحسيت إن أحسن هدية ممكن أهديها للقاهرة، قاهرتي وقاهرة كل اللي عايشين فيها، هي قايمة بأسباب كراهيتي ليها، القايمة هتكون من 15 حاجة، بس أنا أقدر أكتب قايمة مكونة من 2015 حاجة يخلوني أكرهها.

ريحة الخنفري

أول ما جيت هنا، كنت بقوم الصبح أشم ريحة وحشة مش عارفة جاية منين، لحد ما فهمت إن دي ريحة الجو، كوكتيل مش مفهوم من العوادم والتراب والدخان، ريحة قوية جداً قادرة أميّزها بوضوح؛ لأني من البشر اللي اتعودوا على ريحة اليود والهوا النضيف.

أسطورة اللبيرانث

اللبيرانث ده في الثقافة الإغريقية هو عبارة عن متاهة اللي بيدخلها مش بيعرف يخرج منها أبداً، هي دي القاهرة باختصار، لبيرانث كبير، أنا لحد دلوقتي مش فاهمة إزاي ممكن أروح المعادي اللي هي على شمالي وفي نفس الوقت أروح مدينة نصر اللي هي على يميني، والاتنين أروحهم من على الدائري.

التحرش

صدقاً أنا ما كنتش متخيلة إن الوضع هنا مزري للدرجة دي، وأحب أتوجه بالاعتذار العميق لكل بنت كتبت على فيسبوك عن التحرش اللي بتتعرض له وأنا حسيت إنها بتأفور، التحرش هنا أسلوب حياة، والأسوأ منه هو طريقة تعامل الناس معاه، ما بقولش إسكندرية ما فيهاش تحرش، بس ع الأقل هتعرفي تاخدي حقك هناك، إنما هنا، هتاخدي كلمتين من اللي حواليكي وتسكتي.

بلد الزومبيز

الموتى الأحياء، كل اللي ماشيين في الشوارع موتى أحياء، مش شايفين ومش حاسين ومش متفاعلين، محدش بيساعد حد، لو طالعة ميكروباص محدش بيتطوع ويفتح لي الكرسي القلاب حتى لو شايلة شنطة وزنها طن، لو قعدت أصرخ في البلكونة سنة محدش هيقول لي مالك فيكي إيه.

الأسعار

كل حاجة هنا غالية بطريقة مبالغ فيها، المواصلات.. الأكل.. إيجارات الشقق.. فيزيتا الدكاترة.. حتى التوك توك هنا غالي، المسافة اللي بدفع فيها في إسكندرية جنيه ونص بدفع فيها هنا تلاتة جنيه، ده أنا كمان بدفع الجنيه ونص في إسكندرية نزاهة يعني مش عشان السكة تستاهل.

24 ساعة مش كفاية

ما ينفعش تعمل حاجتين في يومك، يا تروح الشغل يا تخرج، يا تروح المهندسين يا تروح المعادي، يا تروح للدكتور يا تروح السوبر ماركت، كل الأماكن بعيدة عن بعض جداً، الوقت فعلاً ما يكفيش مشوارين في نفس اليوم، حتى لو هتروح مكانين قريبين من بعض نسبياً، القاهرة بتبلع الوقت والطاقة.

زحمة يا دنيا زحمة

مفيش حاجة اسمها نص ساعة وأبقى عندك، مفيش حاجة اسمها مسافة السكة، هنا مفيش حاجة مضمونة، عشان تطلع على أول الشارع الرئيسي -أي شارع رئيسي- محتاج وقت مفتوح، ونية صافية ودعا أمك ساعة فجرية وهي راضية عنك.

مفيش جيران

أياً كانت المنطقة اللي إنتي ساكنة فيها، جيرانك مالهومش وجود في حياتك، أنا في جسر السويس، صاحبتي في المعادي، صاحبتي التانية كانت في العجوزة، تباين واضح في مستوى المناطق والنتيجة واحدة، الجيران شيء خيالي، مالكيش هنا إلا الحيطان.

أعطني خبزاً وبلاش حنان

العيش هنا مأساة، مش هتكلم عنها كتير.

حران يا عم الحج

طول السنة هنا حر، هنا مفيش شتا، ما تصدقوش الإشاعات، إحنا هنا عايشين في الخليج بس من غير بترول، يا خسارة الجواكت اللي بتتلبس تلات مرات طول الشتا!

بناكل كاوتش

اللي ما جربش الفول والسجق برة القاهرة فايته كتير، الفول هنا من أصغر عربية لحد أكبر محل ملوش طعم ومش مستوى كويس، السجق ملوش أي معنى، أنا بدمس الفول في البيت وبشتري السجق (اللي هو السدق بلغتنا) من إسكندرية.

الدوشة

كل الأماكن دوشة.. كلها.. بلا استثناء. كل الناس بتزعق، كل العربيات بتكلكس، كل الأصوات بتتداخل مع بعضها في مزيج رهيب بيضغط على أعصابك طول الوقت، أنا مكنتش عايشة في صحرا، بس قادرة أميّز كويس مستويات الدوشة غير المسبوقة اللي موجودة هنا.

مفيش مفر

النقطة دي شخصية جداً وعارفة إنها مش مشكلة بتواجه كل الناس، إنما أنا هنا مش شايفة أي جدوى للخروج، أصل هتخرج تروح تقعد في كافيه بيطل ع الشارع وسط دوشة العربيات وزحمة الناس، أقصى حاجة هتقعد في مكان ع النيل وهتفضل شايف الناحية التانية بزحمتها، مفيش مساحات مفتوحة، أنا متعودة ع البحر، تقعد في الكافيه قدامك مسطح فاضي عينيك مش جايبة آخره، تحس بسلام وتغسل عينيك وتروح، إنما هنا؟ مفيش فرق، كلها حوائط أسمنتية صماء من غير روح.

بنكُحّ تراب

تراب في كل حتة، التراب عالق في الجو، لدرجة إن أوقات كتير السما بتكون مغيمة، أنا مصدقة الدراسة اللي بتقول إن القاهرة هي أكتر المدن تلوثاً في العالم، اقفلوا الشبابيك بسرعة، بلا هوا بلا شمس، أصلاً الهوا هنا ملوث وريحته وحشة.

مفيش فرق بين الاسم والصفة

اسمها القاهرة، إنما صفتها كمان القاهرة، وألف ولام التعريف بيخلونا متأكدين إنها الوحيدة اللي بتقهر سكانها، وشوش الناس وتصرفاتهم، خلقهم الضيق وأخلاقهم الوحشة، ضهورهم المحنية ونخوة معظم رجالتها اللي راحت في الوبا، كل دقيقة فيها بتأكد إنها القاهرة.

دي كانت خلاصة تجربتي السنة اللي فاتت في المدينة دي، احتمال كبير أكون شايفاها كده لأني جاية من مدينة جميلة واحتمال أكون متحاملة عليها عشان لسه مخدناش على بعض، احتمال أحبها مع الوقت، واحتمال تفضل علاقتي بيها متوترة، بس اللي أنا متأكدة منه، إن القاهرة ما بتحبنيش.

– تم نشر هذه التدوينة في موقع نون

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد