اللهم‏ أجرني في مصيبتي وأخلف لي بحج بيتك.. فكانت الاستجابة

نعم كثيرون لديهم الاستطاعة المادية، وكثيرون يتمنون زيارة الكعبة وحج بيت الله الحرام، وكثيرون يرغبون في التكفير عن ذنوبهم بحكم أن ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، لكن حديثي هنا عن المتشوقين لزيارة بيت الله الحرام، المتلهفين لرؤية الكعبة، المسارعين في الطاعة والاستجابة لأوامر ربِّ العالمين.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/15 الساعة 03:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/15 الساعة 03:38 بتوقيت غرينتش

"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ" ‏(‏آل عمران‏:97)‏. صدق الله العظيم.

فريضة الحج هي الركن الخامس من أركان الإسلام، واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قادر مادياً، ويستطيع تحمُّل نفقات الحج، هذا الكلام مفروغ منه ويعلمه الجميع، لكن الشوق واللهفة لرؤية الكعبة، وإتمام فريضة الحج لمرضاة الله تعالى لا يتذوقها ولا يشعر بها إلا القليلون.

نعم كثيرون لديهم الاستطاعة المادية، وكثيرون يتمنون زيارة الكعبة وحج بيت الله الحرام، وكثيرون يرغبون في التكفير عن ذنوبهم بحكم أن ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، لكن حديثي هنا عن المتشوقين لزيارة بيت الله الحرام، المتلهفين لرؤية الكعبة، المسارعين في الطاعة والاستجابة لأوامر ربِّ العالمين.

إن سبب كتابتي لهذا المقال هو، أو هي بمعنى أصح، إنسانة عزيزة على قلبي، أُكنُّ لها كلَّ الحب والاحترام، لم تُكمل عامها الأربعين، أم لثلاثة أطفال، أصغرهم بَنُّوتة لم تُكمل عامَها الخامس، كانت تتمنى زيارة الكعبة وإتمام فريضة الحج، تبكي عندما تشاهد نقل صلاة العشاء من المسجد الحرام، تطلبها من الله عند كل سجود، سُرق منزلها فكانت دعواها اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها بزيارة بيتك الحرام، أصبح هدفاً أمامها وعليها الوصول إليه، قامت بتجميع "تحويشة العمر"، وأقنعت زوجها الذي لم يمانعها، بل ساندها حتى استكمال مبلغ حجهما، الذي ارتفع وتضاعف أضعافاً مضاعفة بعد تعويم الجنيه المصري، لكن لم يُعق ذلك الأمر حساباتهما، فمكنُون الزيارة والتمعُّن في الكعبة والوقوف بعرفات، والدعاء والتضرع إلى الله كان بالنسبة لهما خيراً من الدنيا وما فيها، حتى رزقهما الله بحج بيته وإتمام الفريضة هذا العا.

وهنا لفت انتباهي، كيف لزوج وزوجة في ريعان الشباب، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، ومسؤوليتهما كأب وأم، وغيرها من المسؤوليات أن يضحيا بها ويذهبا لحج بيت الله، لا أقصد التضحية، فلا يوجد شيء في هذه الدنيا أفضل من طاعة الله والاستجابة لأوامره واجتناب نواهيه، لأننا في امتحان كبير، لا يساوي عند الله جناح بعوضة، فمن يدرك قيمة الدنيا يستطيع التخلي عن ملذاتها، ويضحي من أجل الآخرة، من أجل دار البقاء، بل قصدتُ أن الحج ليس فقط لمن استطاع إليه سبيلاً، فالاستطاعة والقدرة قد تتوفران لأناس كثيرين، لكن اللهفة والشوق لزيارة الأماكن المقدسة، والرغبة في الطاعة والإصرار على الفوز بالجنة رغم المغريات التي تقابلنا في الحياة لا يملكها الكثيرون.

تقبَّل الله مِن ملهمتي لكتابة هذا المقال، ومِن زوجها العزيز.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد