عندما تلغي أميركا العظمى كل دِفاعاتها، فإنّ أصغر الدول قد تحتلها في ساعات، كذلك هو الحب، عندما تسمح له بالتغلغل في قلبك دون دِفاعات، فإنه يحتلك أجمل احتلال.
وعندما يبدأ ذلك الحب في الخروج من حياتك، وتراهُ ينسحب من ساحة المعركة التي لم تهدأ طبولها عن القرع ولم تَنطَفئ نارُها منذ أول ليلة احتلك فيها، عندها ينتابك إحساس غريب بالسخرية من نفسك، من استسلامك له، وإن كنتَ مُدَخناً فصدقني قد تستهلك علبة واثنتين حتى تستوعب ما يحدث، وإن لم تكن مدخناً فكن متأكداً من أن وقتاً لا يستهان به من حياتك سوف يمر وأنت تشاهد بُنيان الحب ينهار وأسوار المثالية وتلك اللوحة الجميلة تتلطخ بإحساسك الاشمئزاز(ي) من نفسك ودِفاعاتك.
ستكتشف أن حبيبتك تلك تشبه المئات ممن صادفتَ في حياتك، وأن ضحكتها لم تكن أجمل من ضحكة "سعاد" وأن مشية "ليلى" أحلى من تبخترها، وأن ضحكتها العريضة أمام ابتسامة "مريم" لا شيء… وأنها لم تكن تمتلكُ قلباً أبداً.
وبوصولك لهذه المرحلة، كن متأكداً أن علاقتك الثانية لن تلغي فيها دفاعاتك، وأن كلام العاشقين في أن الحب الأول لا يُنسى هي مجرد كلام يُكتَب فوق أوراق دفاتر الفاشلين، وأنك ستعتقد بالمحاولة والفشل، وأنك دائماً معرّض للهزيمة مثلما يحدث مع أعتى الأندية العالمية، حتى اسأل عشاق الريال مدريد وبرشلونة كم ليلة باتوا في حَزَن وكم ليلة كانت سعيدة؟!
عندما تَتسَمَّم العلاقة تتحول من حبلٍ مَتين إلى أفعى سامّة، أَفلِتها وَلَك الأجر.
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.