أشياء ستساعدك على تخطي حالة الحُزن بعد وفاة أحد الأحباب

كما يقول: "من الطبيعي أن نتعرض ليوم حزين بعد وفاة شخص نحبه، وحتى بعد شهور أو سنوات. ولكن من الأشياء التي ستزيد شعورك بالحُزن، قطعاً، التفكير في أنك تتعرض لشيء خطأ نتيجة لشعورك بالحُزن. وتذكَّر أن الحُزن جزء من العملية، ولا بأس بالبُكاء".

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/08 الساعة 07:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/08 الساعة 07:01 بتوقيت غرينتش

من الممكن أن يحظى كل شخص بيومٍ سيئٍ. وفي الواقع، يمكن حتى أن يمتد إلى يومين.

حتى بعد مرور سنوات على وفاة أحد الأحباب، يمكن لحالة الحُزْن أن تعاود الظهور وأن تؤدي إلى المرور ببعض الأيام المليئة بالدموع والحُزْن. ويمكن أن يحدث ذلك عندما يكون الحدث مرتقباً، مثل عيد ميلاده أو ذكرى وفاته، أو يمكن أن يتسلل خِلْسة دون سابق إنذار عندما تسمع الكلمات الأولى القليلة لأغنيته المفضلة على الراديو.

ويقول الدكتور إيلي أيزنبيرغ جرزيدا، أحد الأخصائيين النفسيين والأورام بمركز أوديت للسرطان: "يجب أن نتعرف جميعاً على مراحل الحُزْن أو الأسى؛ الإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب والتقبل. فهناك نزعة تجنح إلى اعتقاد أن تلك المراحل تسير بالترتيب وتعتمد على الوقت. إلا أن تلك المراحل يمكن أن تحدث وفقاً لأي ترتيب وفي أي وقت".

ولذا، حتى عندما تعتقد أنك تقبَّلت وفاة أحد الأحباب وانتهيت من حالة الحُزن، يمكن أن تمر بجوار منظف الملابس الخاص بوالدك ويغمرك الحُزن من جديد.

فماذا يمكنك أن تفعل عندما تمر بيوم مليء بالحُزن بعد مرور فترة طويلة من الأسى على وفاة أحد الأحباب؟ يعتمد هذا الأمر عليك، حسبما ذكر الدكتور أيزنبيرغ جرزيدا.

ومع ذلك، تتمثل الخطوة الأولى في البقاء بعيداً بعض الشيء عن هذه المواقف.

كما يقول: "من الطبيعي أن نتعرض ليوم حزين بعد وفاة شخص نحبه، وحتى بعد شهور أو سنوات. ولكن من الأشياء التي ستزيد شعورك بالحُزن، قطعاً، التفكير في أنك تتعرض لشيء خطأ نتيجة لشعورك بالحُزن. وتذكَّر أن الحُزن جزء من العملية، ولا بأس بالبُكاء".

فإذا ما وجدت نفسك في حالة غامرة من الأسى، فانتقل إلى مهارات التأقلم التي تعلمتها؛ كي تساعدك على تخطي أوقات الضغط والحُزن.

ويقول الدكتور إيلي أيزنبيرغ جرزيدا: "إن الشعور بالحُزن، وخاصةً عند فُقدان شخص تحبه، يعتبر حلقةً ضمن سلسلة واسعة من المشاعر الإنسانية".

ويُضيف: "يمكن لأساليب الإلهاء أن تساعد على تخطي الأمر. ولا يُمكن لأشياء، مثل الاستماع إلى قائمة الموسيقى المفضلة لديك أو مشاهدة أحد العروض التلفزيونية، أن تساعد في شيء سوى الضحك والابتسامة. كما يمكنك الخروج في جولة أو الركض أو ركوب الدراجة، ويعمل النشاط البدني كعامل إلهاء كما يُفرز الإندورفينات".

وتخبر أساليب الإلهاء عقلك بأنه "يمكننا الاستمرار. يمكننا القيام بذلك"، حسبما يقول الدكتور أيزنبيرغ جرزيدا.

"إن العلمية التي نقول فيها لأنفسنا (أشعر بالحُزْن) وبعدها نفعل شيئاً يمنحنا شعوراً أفضل، تمثل الكيفية التي يمكننا أن نحيا من خلالها في هذا العالم المليء بالتوتر والحُزن".

وببساطة، لا يعني استخدام الإلهاء "التظاهر للحصول على المُراد"، حسبما ذكر الدكتور أيزنبيرغ جرزيدا.

وأضاف: "غالباً ما تُستخدم هذه العبارة في عالم الحُزن، بالإضافة إلى حياتنا بوجه عام. فعندما نمر بحالة من العواطف الجياشة، تنتج ظاهرة شائعة من الرواقية (الرزانة) أو فكرة الإبقاء على الشفة العلوية مُتصلبة. كما أودُّ أن أُعلّم الناس أن: الشعور بالحُزن، وخاصةً عند فُقدان شخص تحبه، يعتبر حلقةً ضمن سلسلة واسعة من المشاعر الإنسانية".

فإذا كنت تشعر بالحُزْن، فربما يساعدك التعبير عن ذلك.

كما يقول الدكتور أيزنبيرغ جرزيدا: "غالباً ما أسمع في مكتبي، (أنا متأكد أن الناس سئموا من شعوري بالحُزن ومن حديثي عن شقيقتي التي توفيت العام الماضي؛ لذا سأحتفظ بذلك لنفسي). وهذا غير حقيقي في المعتاد. فالشخص الذي يتمتع بالطيبة والعطف وحُسْن النية يرغب دوماً في المساعدة. وقد لا يعرف كيف يمكنه ذلك؛ لذا حاول أن تخبرهم بما تريد. فمعظم الناس، عندما يعرفون ما تريد، يثبتون قدرتهم على المساعدة إلى حد كبير".

ولذا، إذا كنت بحاجة إلى الحديث عن شقيقتك، أو كنت بحاجة إلى البكاء لأنك تتعرض ليوم سيئ وحزين، فيمكن أن تقول لصديقك أو قرينتك: "أودُّ لحظة من وقتك. هل يمكنك الاستماع إليّ من فضلك؟ أودُّ أن أشعر بوجودك".

وتذكَّر أيضاً: من الممكن أن يتعرض كل شخص ليومٍ سيئٍ. وفي الواقع، يمكن حتى أن يمتد إلى يومين.
ولذا، لا تقسو على نفسك إذا شعرت بالأسى في بعض الأحيان.

كما يقول الدكتور أيزنبيرغ جرزيدا: "لا توجد مقدمات للأيام السيئة، إنها مشكلة تواجهها في الوقت الحالي ولا تتأقلم عليها كما ينبغي. ونخوض جميعاً تجارب تتعلق بالمشاعر. وعندما تكون هذه المشاعر زائدة بقدر يمنعك عن أداء مهامك، يعتبر هذا هو التوقيت الذي تحتاج فيه إلى التعرف على الأشياء أكثر".

وإذا لم تتمكن من الذهاب إلى العمل أو تخليت عن جميع هواياتك أو أنك تتجادل أكثر من السابق مع قرينتك وتصرخ تجاه أطفالك، فقد يكون ذلك هو التوقيت الذي تحتاج فيه إلى بعض المُساعدة.

فحسبما ذكر الدكتور أيزنبيرغ جرزيدا أنه عندما تكون هذه المشاعر زائدة بقدر يمنعك عن أداء مهامك، فيعتبر هذا هو التوقيت الذي تحتاج فيه إلى التعرف على الأشياء أكثر.

ويضيف الدكتور أيزنبيرغ جرزيدا، قائلاً: "اذهب إلى طبيب الأسرة أو إلى أحد الاستشاريين النفسيين لهؤلاء الذين يشعرون بالحُزن".

وإذا كنت مضطرباً بشكل حاد ولديك أفكار تتعلق بإيذاء نفسك، فاتصل على 911.

وإذا كان لديك تاريخ من التشخيص النفسي، فتواصل مع مقدم الرعاية الخاص بك.

"فعلى سبيل المثال، إذا جرى تشخيصك بأنك مُصاب بالاكتئاب منذ سنوات قليلة وتمر حالياً بحالة من الحُزن بسبب وفاة أحد الأشخاص الذين تحبهم، فربما تبدأ في التساؤل عما إذا كان الاكتئاب يعود مُجدداً أم لا. واتصل بطبيبك الخاص".

– هذا الموضوع مترجم عن موقع Business Insider. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد