لماذا نجفل عن الحقائق المتعلقة بطعامنا، حتى ولو كان صعبة الهضم

في السادسة عشرة أن أكتشف أنني لا لم أعد أريد أن آكل لحوم الحيوانات مرة أخرى. وكانت المفاجأة أكبر لأمي، التي كان ردها على اتجاهي النباتي الناشئ "لا بأس، ولكن بإمكانك طهي عشائك الخاص". تقبلت ذلك بعقلانية، وقمت بتخزين الخضراوات وكتب الطهي.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/07 الساعة 08:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/07 الساعة 08:02 بتوقيت غرينتش

نشأت في قرية صغيرة محاطة بحقول الأغنام والأبقار؛ لذا كان من الطبيعي أن أتبع النظام الغذائي "هايدي"، الذي يشمل الكثير من حليب الأبقار وشطائر الجبن وشواء الأحد، ولن أكذب عليك، لقد أحببت ذلك للغاية.

كنت بطيئة جداً في إدراك أن هذه الأبقار تأكل بسعادة في الحقول المحيطة بي، ربما تتحمل رعباً لا يمكن تصوّره قبل أن تصبح اللحوم التي تصنع هذه الأكلات الإسترلينية كمرافق لأطباق بودينغ يوركشاير التي تصنعها أمي.

على الرغم من ذلك، كانت مفاجأةً لي وأنا في السادسة عشرة أن أكتشف أنني لا لم أعد أريد أن آكل لحوم الحيوانات مرة أخرى. وكانت المفاجأة أكبر لأمي، التي كان ردها على اتجاهي النباتي الناشئ "لا بأس، ولكن بإمكانك طهي عشائك الخاص". تقبلت ذلك بعقلانية، وقمت بتخزين الخضراوات وكتب الطهي.

من الطرق الأخرى للتعبير عن استجابتي هي أنني كنت أملك لعبة تشاك عملاقة، أوقفتها أمام غرفتي وبكيت بشدة من كل هذا الظلم ومن أنانية أمي وعلى "الأبقار المسكينة".

ومع بهجة الإدراك المتأخر، عرفت أنه في ظل وظيفة بدوام كامل، ومنزل يجب إدارته، والتزامات العمل التطوعي، ووجود زوج وطفلين وأفواه أخرى تعتمد عليها يجب أن تطهو لها، فقد اتخذت أمي ببساطة خطوة معقولة لطهي وجبة صحية متوازنة، وإذا كان ذلك لا يعجبك – يا لَلأسف!

بعد المواجهة مع أمي، تغلب الكسل على اعتراضاتي الأخلاقية لبضع سنوات أخرى. ولكن، في مرحلة ما خلال الجامعة، توقفت عن تناول اللحوم. وقد ساعد على ذلك أن أفضل أصدقائي في ذلك الوقت كان نباتياً، ما يعني أن هناك سيريني الطريق، ولن يدعوني ساذجةً عندما أترك شطائر اللحم المقدد – أعظم علاج في العالم لتأثير الخمر.
وهكذا نجح الأمر وكنت شخصاً سعيداً لا يأكل اللحوم.

على مدى ما يقرب من 20 عاماً منذ ذلك الحين، ازداد ابتعادي تدريجياً عن اللحوم ومنتجات الألبان، وحالياً أتبع النظام النباتي الكامل، لقد حدث أمران نتيجة اتباعي النظام النباتي:

1- لم أشعر أبداً أنني أكثر صحة. 2- لم أتعرض من قبل أبداً لكلام سيئ بسبب اختيار بسيط لأسلوب الحياة.

أعتقد أن هذا متوقع – فغالبية المعلومات الهائلة التي تعرضنا لها على مدى الثلاثين عاماً الماضية على الأقل، أخبرتنا أن المنتجات الحيوانية يجب أن تشكل جزءاً أساسياً من نظامنا الغذائي، وقد افترضنا أن هذا صحيح. لذا، فنتيجة ذلك أن أي شخص لا يتبع تلك النصيحة يستحق أن نحمل له الضغينة.

الأمر كالتالي، لقد أكلت كذلك الغلوتين بسعادة بالغة لأكثر من 20 عاماً، ولسبع سنوات واجهت أعراضاً غامضة، وعشوائية على ما يبدو، بما في ذلك تساقط الشعر، زيادة وفقدان الوزن بشكل سريع، وأمراض اللثة، والأرق، وآلام المعدة الشديدة، والإمساك، والإسهال، والتهاب المفاصل والصدفية، ولم أفكر في أي وقت أن ما أضعه في فمي يمكن أن يسبب كل هذه الفوضى.

خمّن ماذا؟ لقد كنت مخطئة. اتضح أنني مصابة بمرض الاضطرابات الهضمية، والذي يجعلني واحدة من الأشخاص الذين لا يأكلون الجلوتين، المزعجين ولكنهم مرضى بالفعل. كان يوم التشخيص يوماً فارقاً، ففي غضون ثلاثة أشهر، عدت إلى كامل صحتي، وهي معجزة غذائية.

لذا بدأت في النظر بشكل جدي أكثر في المعلومات الغذائية التي كنت أتلقاها بصورة يومية، هل كان من المفيد أن ينشر قطاع صناعة البيض معظم المعلومات عن المتعلقة البيض، وصناعة الألبان عن الألبان وهكذا؟ بعد كل شيء، هؤلاء هم الخبراء.

ولكن، إذا قمنا بتسليط ضوء آخر على هذا الأمر، هل يمكن أن نسمي ذلك الدعاية؟ ربما علينا مقاومة الإغراء الكسول بالضحك في وجه آخر الأبحاث، التي تقول بأن اللحوم من مسببات السرطان. ربما يجب أن يكون الاحتياج إلى تثبيت كاميرات مراقبة في مجازر بريطانيا، بمثابة نداء تنبيه لنا، وربما القيام بما كنا نقوم به دائماً في مواجهة الأدلة الكثيرة الجديدة والمنقحة -أتجرأ وأقول- هو جهل.

سأعترف، أنا مثل كثير من الناس، وجدت أن "الصحة" تمادت قليلاً، ولكن، ربما ما نحتاجه هو دفعة عملاقة في الاتجاه النباتي لنعيد ضبط التيار إلى الصفر. ربما قضينا وقتاً طويلاً نفترض عميانياً أن المنتجات الحيوانية مفيدة لنا، بغض النظر عن وجهة نظرنا بشأن المسائل الأخلاقية التي تُثار، وبالتأكيد، من المفيد أن نكون أكثر تعليماً فيما يتعلق بما نأكله.

– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأسترالية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد