إلى ماذا تحتاج لارتداء قبعة التخرج؟

أجل هذا ما سيحدث، وللأسف معظم شهاداتنا الجامعية صُممت من أجل تعليق على الحائط فحسب، لا للذهاب بها إلى سوق العمل وإخبارهم بأنك أصبحت قادراً على الوقوف بجانبهم والبدء بالعمل بها؛ لأنها تفتقر إلى أهم نقطة لم يخبروك بها في الجامعة ألا وهي الخبرة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/01 الساعة 02:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/01 الساعة 02:45 بتوقيت غرينتش

مَن منا لم يحلم بارتداء ثوب وقبعة التخرج والتباهي بنفسه بعد عناء طويل من الدراسة والاجتهاد؟

يظن الكثير أنه بإنهاء مواده الجامعية، قد أنهى مرحلة طويلة من عمره وأصبح قادراً على دخول عالم العمل ومهارات سوقه، لكن ما لا يعلمه هذا الخريج بأنه قد ارتشف قطرة من بحر لا حدود له، وإن أراد الانغماس فيه سيقضي عمراً ويحتاج لآخر حتى يبحر بأحد أنهُره فحسب.

أجل هذا ما سيحدث، وللأسف معظم شهاداتنا الجامعية صُممت من أجل تعليق على الحائط فحسب، لا للذهاب بها إلى سوق العمل وإخبارهم بأنك أصبحت قادراً على الوقوف بجانبهم والبدء بالعمل بها؛ لأنها تفتقر إلى أهم نقطة لم يخبروك بها في الجامعة ألا وهي الخبرة.

الخبرة التي يجب على الطالب أن يبدأ بركوب قاربه وحده وإبحاره في عوالم متعبة حتى يحصل عليها ويبدأ بتزيين سيرته الذاتية بها، وهنا سأقدم لك عزيزي الطالب بعض نصائح عليك اتباعها حتى تبحر سريعاً في عالم العمل والخبرة:

1- ابتعد عن المحبطين والسلبيين، فهم من أشد أنواع الأسلحة المختصة بقتل الإبداع بداخلك وسلك درب التشاؤم وقلة الحيلة وهو أحد أكبر أسباب الفشل.

2- قُم بأخذ تدريبك الجامعي وكأنه أحد مواد التخصص لديك، والعمل والتعلم والتعب خلاله حتى تتهيأ لعالم العمل وما هي مجرياته، وتنمي روح التعاون ضمن فريق العمل وتواصل مع الآخرين وقدرة اتخاذ القرارات المناسبة.

3- قُم بالاشتراك بالمسابقات والفعاليات ضمن تخصصك، وحتى إن لم ترَ لها نفعاً في حينها أو لم تملك وقتاً كافياً لها، فهذه الفعاليات سترشدك لأهل الاختصاص بمجالك وترى فائدتها عليك في دراستك وتكوين علاقات تمكنك من الإلمام بخبرة غيرك والاستفادة منها، وأيضاً قُم بكتابة تجاربك الناجحة في سيرتك الذاتية حتى تمتلئ بالخبرات والمشاركات المهمّة قبل تخرجك.

4- قُم بمتابعة الناجحين والملهمين في مجالك على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، فهم يقدمون لك جرعة من المعلومات الهامة وإرشادك لسلك الطريق الصحيح من خلال نصائحهم ورسائلهم الإيجابية.

5- لا تقم بدراسة موادّك الجامعية فقط من أجل اختبار مدته ساعة أو ساعتان، بل قم بدراستها وكأنها جزء من مستقبلك العملي والاستفادة منها.

6- ومن أهم النقاط، تقوية اللغة الإنكليزية لديك حتى تستطيع التعلم من مصادر تتحدث باللغة الأجنبية والعمل دائماً بحاجة لمن يتقنها، حيث لا تكن حاجزاً بينك وبين تخطيك أموراً عديدة.

7- قُم دائماً بالبحث عن مصادر خارجية للمعلومات وعدم الاكتفاء بالمقرر الجامعي لك، حتى تكون على علم بآخر المستجدات من المعلومات وتبقى على معرفة بتطورات العلمية.

8- لا تستمع كثيراً لمن يخبرك بأن العمل جاهز لديه بعد تخرجك، فهذا إن صدق القول، فهو فقط مجرد كلام لإكمال مجريات الحديث فحسب، ادرس بجد حتى تجعل كبرى الشركات هي من تبحث عنك، وبالتالي لا ُتحتاج أحداً.

9- لا تقُم بسؤال أي شخص" صديق، أو أحد أفراد العائلة" عن ماذا عليك فعله في مجال تخصصك، أو عدد موادك التي ستقوم بإدراجها في فصلك، أو ما المجالات المتاحة لديك لتخَّصص بها فيما بعد، فعليك سؤال أهل العلم والاختصاص حتى تأخذ الجواب الوافي الكافي لذلك ولتعلم الإيجابيات والسلبيات المحتمة عليك.

10- هذه الأيام طالت أم قصرت فهي ستمر كغيرها، ادرس واجتهد واعمل كل ما بوسعك حتى لا تندم على دقيقة قضيتها بغير حقها، وتوكَّل على الله ولا تتواكلْ حتى تحصل على الرزق الوفير.

الجامعة مرحلة صناعة الذات من حيث الشخصية، والخطابة، والمعلومات والعلم لتبدأ بممارسة كل هذه الأمور النظرية ضمن إطار العمل والتجربة في المرحلة المقبلة في هذه الحياة.

فلا تقم بجمع العلامات فقط كأنها نقاط للفوز في مرحلة من لعبة ما فحسب، بل تعلّم واستغل كل كلمة تقال لك؛ لتبدأ عليها البناء لحياتك العملية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد