قواعد الحب الخمس

فالحب تحكمه قواعد محددة، حين تختلُّ أو تنعدمُ إحداها يصبح سلطاناً طاغياً ظالماً يُجبرك على فعل ما لا تريد.. يجعلك تبتسم رغم الدموع التي تذرف، وتركض خلف السراب وكل ما فيك يتألم؛ لذلك علينا أن نلتزم قواعد الحب وإلا أصبحنا كاذبين ومنافقين، نقنع أنفسنا بأن القطران عسل وأن ما نشعر به هو أسمى تجليات الحب.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/13 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/13 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش

إن من الغريب جداً أن نبذل جهداً ضخماً في حب شخص أكثر مما نبذله في حب ذواتنا وتطويرها والاحتفاظ بها للسيئ من الأيام، فلا شيء يحكُّ جلدَك أفضل من ظفرك، ولا أحد سيمسح الدمع عن خدك سوى أصابعك؛ لذلك بدل أن تستثمر مشاعر الحب لشخص راحل لا محالة اعتنِ بيدك؛ لأنها ما ستحتاجه وقت الضيق.

لا أحد يستطيع أن ينكر حلاوة الحب وجماله، ولا أن ينفي أن العطاء لأجله من أعظم الأحاسيس الموجودة في الكون. لكن يجب ألا يأتي على حساب النفس ولا راحتها. فالحب حين يحكمه العقل بقدر محدد يضمن ألا تظلم نفسك بحجة العطاء والبذل.

فالحب تحكمه قواعد محددة، حين تختلُّ أو تنعدمُ إحداها يصبح سلطاناً طاغياً ظالماً يُجبرك على فعل ما لا تريد.. يجعلك تبتسم رغم الدموع التي تذرف، وتركض خلف السراب وكل ما فيك يتألم؛ لذلك علينا أن نلتزم قواعد الحب وإلا أصبحنا كاذبين ومنافقين، نقنع أنفسنا بأن القطران عسل وأن ما نشعر به هو أسمى تجليات الحب.

قواعد الحب الخمس:

أن تحب شخصاً من مستواك: تعتبر من أهم قواعد الحب الناجح، أن تحب شخصاً من مستواك نفسه؛ سنّاً، وتفكيراً، وغنىً.

فشيء عجيب ذاك الذي يجمع بين مسنٍّ وشابة، أو بين غني وفقيرة، أو بين مثقف وجاهلة..! هذه علاقات تحكمها التبعية، وكل ما في الأمر انبهار أحد الطرفين بالآخر أو حاجة أحدهما إلى الآخر، لكنه حتماً ليس بحب.. فقط تضحية من أجل الحصول على إحدى وسائل السعادة.

لكن البشر أنفسهم يملُّون الشيء عند الحصول عليه؛ لذلك سرعان ما يدخل أحد الطرفين في دوامة من الحزن، ويفسرها على أن سرّ الحب الناجح التضحية بالسعادة، لكن أي تضحية تلك التي تجعلك تنظر لنفسك باحتقار أمام الذي من المفترض أن يكون شريكك؟!

أن تسأل نفسك دائماً هل هذا من تريد؟ قد يبهرك أحدهم في البداية بشكله الجميل أو ضحكته الجذابة أو كلامه المنتقى بعناية، فتظن أنك وجدت من تبحث عنه، لكنه في الواقع بعيد كل البعد عما يبدو عليه، فتكمل معه رغم الاختلاف الصارخ؛ فقط لأنك ما زلت تحتفظ بتلك الصورة الأولى عنه، فتتعامل معه حسب ما تظنه عنه، وليس عما هو عليه، فتجد نفسك تتعامل مع وهْم وليس حقيقة، كمريض يبحث عن علاج في دواء ليس هو دواءه.

ألا تكذب أبداً على نفسك: من سيئات الكاذب أنه يصدق كذبه حين يكثر، ومن سيئات بعض الحب أنه يجعلك تكذب وتختلق إلى أن تصدِّق كل ما يخرج من فمك من كذب. فحين تجد نفسك لا تستطيع أن تظهر ما أنت عليه، وأنك تضطر إلى أن تؤلف قصصاً عن نفسك وعن حياتك؛ كي تعجب الآخر- فتوقف؛ لأن ذلك ليس حباً؛ بل هو تعذيب للنفس بأوهام واهية.

أن تجعل شغفك هو حب نفسك: لا أدعو للأنانية؛ بل أن تجد طريقة كي تجعل نفسك سعيداً بهذه العلاقة وليس خائفاً ومتوجساً.. فلا مبرِّر يجعلك تبقى مع شخص يغيظك أو يجعلك تشتاط غيرةً عمداً، أو لا يجيب على مكالمة؛ لأنه منشغل باللعب، أو يذكرك دائماً بما هو سيئ فيك شكلاً أو مضموناً.. لا ترتبط بشخص يهوى تعذيبك.

لا تقترب من شخص درامي: ذاك الشخص الذي يرى نفسه محور الكون وأساسه.. ذاك الحزين الكاره لكل شيء بسبب ومن دون سبب، سرعان ما سيحمِّلك مسؤولية أحزانه، لكنه مع ذلك رومانسي. هذا النوع الماكر سيجعلك تعاني بالتأكيد؛ لأنه يشبه جرعات المخدرات الأولى.. يأخذك للدمار، لكنك لا تعي ذلك.

إن الحب كإحساس أول، لا يمكنك أن تتحكم فيه، قد يحدث أن تقع في غرام نقيضك، لكن من الغباء أن تستمر في مثل هذه العلاقة وأنت تعلم أن لا فائدة منها، تماماً كأنك تحشر قدمك في حذاء جميل، لكنه لا يناسبك.. الحب كي يحقق غايته، عليه أن يخضع لبعض القواعد؛ كي لا نخسر أنفسنا، وكي لا نعطي أي مبرر ونحن نعذب أرواحنا باسم أسمى المشاعر.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد