حبَّات السُّكر

وكلما شعرت بالضيق اذهب إلى مطبخك واصنع قهوتك بنفسك بركوة وفنجان السعادة، واجلس مع نفسك واشرب قهوتك رشفةً رشفةً بحبٍّ واستمتاع، متناسياً كل ما يحيط بك، مستذكراً أيام المدرسة وتلك المعلمة التي طالما شاغبت في حصتها واضحك من قلبك؛ فروحك تستحق الضحك.

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/30 الساعة 02:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/30 الساعة 02:43 بتوقيت غرينتش

هل فكرت يوماً في أن تدلِّع نفسك، أن تكافئها وتصنع لها الفرح وتخترع لها ألف عذر كي تبتهج؟

لماذا تنتظر دائماً الدلع من الآخرين وكأن سعادتك واقفة على من حولك، علماً أنك أدرى الناس بنفسك وروحك وما يحفر البسمة في قلبك؟

حبَّات السُّكر هي تلك اللحظات التي تعيشها بعيداً عن ضوضاء الناس والعمل والمشاكل، ساعات تختلي فيها مع نفسك وسط هدوء روحي وفكري وذهني.

حبات السكر هي أمور صغيرة تحبها، ولكن مع ضجة الحياة لا تجد الوقت الكافي لها.
حبات السكر هي ساعة لقلبك، وجهة نظر أخرى للحياة، طاقة إيجابية تبتكرها لتعود لعملك بروح ونفس مختلفين.

هي فقرة لا بد منها يومياً أو على الأقل أسبوعياً، ضمن برنامج حياتك؛ لتتمكن من أن تستمر فيها بشكل طبيعي ومثمر دون أن تكون ثقلاً على الدنيا ولا تكن الدنيا ثقلاً عليك.

ازرع حبات السكر في حياتك؛ لتُحلّي مُرَّها وتبتكر لحظات للسعادة والفرح وسط هموم الحياة والمشاكل المحيطة بك، بأفعال صغيرة، ولكنها كفيلة بأن تنقلك إلى أجواء ملونة بألوان التفاؤل والرضا والهناء والسكر.

عزيزي القارئ، إليك بعضاً منها، علماً أن لكل منا حبات سكر خاصة به.

إذا كنت من محبي القهوة، فاذهب إلى أحد المحلات التجارية واشترِ ركوةً خاصةً بك تشبه شخصيتك وفنجان قهوة غير تقليدي يعبر عنك، وسمِّهما ركوة المكافأة أو فنجان السعادة أو اسماً آخر تختاره.

وكلما شعرت بالضيق اذهب إلى مطبخك واصنع قهوتك بنفسك بركوة وفنجان السعادة، واجلس مع نفسك واشرب قهوتك رشفةً رشفةً بحبٍّ واستمتاع، متناسياً كل ما يحيط بك، مستذكراً أيام المدرسة وتلك المعلمة التي طالما شاغبت في حصتها واضحك من قلبك؛ فروحك تستحق الضحك.

عزيزتي، إذا كنتِ من محبي الورد، فاقصدي أقرب محل ورود في منطقتك وأخبريه بأنك تريدين باقةً مميزةً جداً لشخص تحبينه كثيراً، واطلبي منه أن يوصلها إلى منزلك باسمك. وعندما يوصلها إلى المنزل اسعدي بها وعانقيها وافرحي بالوردات التي تشبهك بجمالها وعطرها، واسعدي بالهدية وإن كانت منك إليك.

ادعُ نفسك إلى أحد المطاعم وتناوَل الغداء أو العشاء، واختر وجبة تحبها، وتلذَّذ بالطعام، واشكر ربك على نعمة التلذذ والتذوق، هي نِعَم تستحق الشكر والحمد.

استمتع بمشوار على الكورنيش، وأدخِل الهواء إلى رئتيك لتدخل معه روح جديدة ونفس من الحب والحياة.

اشترِ الفول أو الترمس أو الذرة أو العصير أو غزل البنات أو أي طعام تفضله، وتأمل في البحر وهدوئه وفي زرقة السماء وعظمة الله، وتأكد أن مَن خلقَ كل شيء بقدر قادرٌ على أن يفرجها بطرفة عين.

ارسم، لوِّن، اكتب، اخترع الوقت لتمارس إحدى هواياتك القديمة، فهذه الساعات التي تعيشها مع هوايتك قادرة على أن تبعث فيك طاقة إيجابية وتكون حبة سكر وسط مشاغل الحياة ومتاعبها.
ويعتبر الكتاب أوفى صديق، يعطيك دون مقابل، علماً وثقافة وخيالاً وحياة وسكراً، فهو يأخذك إلى عالم آخر.

شاهد أحد أفضل أفلامك الكوميدية الخالية من النكد والرعب، وتخيَّل نفسك أحد أبطاله وماذا كنت فعلت لو كنت مكانه.

جلسة مساج، رحلة غير تقليدية مليئة بالمغامرة والحماسة تكسر فيها روتين حياتك اليومية.

ربما مر زمن طويل ولم تأخذ إجازة، فلجسدك عليك حق والعقل السليم في الجسم السليم، خذ إجازة واستمتع بها وحدك أو مع من تحب.

فكِّر وستجد العديد من حبات السكر، أبدع في اختراعها؛ لتجعل للحياة معنى آخر وتأكد أنك تستحق ساعة لقلبك.

انظر لوجهك في المرآة، كم أرهقته الهموم والأحزان، كم أتعبته الدنيا بمشاغلها، كم أنستك سرعة الأيام نفسك، ابدأ من اليوم بإضافة حبات السكر إلى قهوة حياتك وإلا فستقتلك مرورتها مع الأيام دون أن تشعر.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد