تشير الأبحاث الجديدة إلى أن آباء اليوم يقضون في الواقع وقتاً أطول مع أطفالهم. حان الوقت للتخلص من القلق والاستمتاع بأوقاتنا مع أطفالنا، بمنحهم الكثير من أوقاتنا.
وسط الضجة المثارة حول الأوقات الطويلة التي يقضيها الأطفال والأبناء أمام الشاشات، والإفراط في الجدولة وتزايد أوقات عمل الأمهات، فإن النتائج تؤكد أن الآباء الجدد، يقضون على ذلك.
وفقاً لدراستين نشرتهما جامعة أكسفورد وجامعة كاليفورنيا مؤخراً، فإن "الوقت القيم" الذي يقضيه الآباء مع أطفالهم يومياً، آخذٌ في الازدياد.
وقد أظهرت الدراسات في الرسم البياني أدناه، أن الأمهات في نصف القرن الماضي، يقضين مع أطفالهن ضعف الوقت الذي اعتدن قضاءه. أما الآباء فيقضون أكثر من ثلاثة أضعاف الوقت الذي اعتادوا قضاءه، على الرغم من أن الرقم فيما يتعلق بالآباء، بدأ من قاعدةٍ منخفضةٍ جداً.
لذلك مع وجود المزيد من النساء العاملات، والمزيد من الرجال مقدمي الرعاية، فقد حان الوقت أن نعطي -نحن الآباء- استراحةً لأنفسنا.
تُعد هذه مسألةً حساسةً بالنسبة لكثيرٍ من الآباء والأمهات الذين يقضين أوقاتهن بعيداً عن أطفالهن، خلال أسبوع العمل. وعلى الرغم من تزايد الأوقات التي يقضيها الآباء مع أطفالهم، فهل ذلك كافٍ حقاً؟
نعرف جميعاً أن الجودة مقدَّمة على الكمية. فالدقائق التي نقضيها مع أطفالنا يجب أن تكون ذات قيمةٍ عالية. ولأن كل طفلٍ يختلف عن الآخر، فإن الطفل وحده هو القادر على تحديد الوقت الذي يناسبه ويشبعه، وتحديد كيفية قضاء ذلك الوقت.
فإذا كان طفلك يحب مشاهدة الأفلام، فلتكن بجانبه في ذلك الوقت، لتقضيا معاً وقتاً ممتعاً لكليكما. هذا هو المطلوب.
بل يمكن أن يضيف ذلك قيمةً حقيقيةً إلى التجمع العائلي، مثل أوقات القيام بالمهام الروتينية معاً. نعم، تلك هي الدقائق القيمة لأطفالنا.
في الواقع، نحن نبلي بلاءً حسناً، علينا أن نكون أقل جَلْداً لذواتنا، ولنحتفل بما ننجزه مع أطفالنا.
كان ظهور مصطلح "الوقت القيم"، فرصةً مناسبة لجميع الآباء، ليقوموا بتصحيح مساراتهم. فالوقت هو سلعة غالية، وسواء قضيناه معاً في التعشيب، أو في استكشاف حديقةٍ ما، أو في القيام بأي مهمةٍ كانت، فهي لحظات نفسية قيِّمة للطفل، يجب ألا تكون جميعها لحظات مرحة ومليئة بالأحداث المثيرة.
نعم، من حسن الحظ أن الوقت الذي نقضيه مع أطفالنا في أثناء القيام بالمهام المنزلية، أو الإشراف على تنظيف أسنانهم، أو وقت استحمامهم، هي أوقات قيِّمة بالنسبة لأطفالنا.
ينبغي للآباء أن يفكروا باستمرار، في كيفية خلق أوقات ذات قيمةٍ عالية يقضونها مع أطفالهم، إليكم بعض الأفكار والممارسات التي قد تساعدكم.
5 طرق لتعزيز أهمية تلك الأوقات:
حين تمارس نشاطاً ما مع طفلك ضع التكنولوجيا جانباً.
لا للتفقد السريع للشاشات، لا لتفقد البريد، أو إرسال رسالة نصية سريعة. إذا كنتَ تقرأ قصةً ما، فأكمِلها وحسب. ثمة الكثير من الأنشطة الهادئة التي ستتيح لك فرصة إلقاء بعض النظرات السريعة.
قم بفرز وترتيب الأعمال الروتينية؛ للتقليل من الأوقات المزدحمة خلال يومك.
مجرد دخولك المنزل، بعد يوم عملٍ طويل، سيمنحك ويمنح طفلك شعوراً جيداً. ويعني هذا أنه يمكنك التنبؤ بالعمل الروتيني الذي ستقوم به بعد ذلك. ربما يكون وقت الاستحمام، أو وقت العشاء، أو وقت التحقق من الواجبات المنزلية، أو وقت قراءة القصة. التنبؤ المسبق بما ستقوم به مع أفراد عائلتك، سيقلل كثيراً من الشجارات والجدالات المزعجة.
خطِّط للقيام بنشاطٍ خاص مع كل طفل وقم به كل أسبوع.
قد يكون ذلك مشاهدة برنامجٍ تلفزيونيٍ معاً، أو قراءة فصلٍ من الكتاب، أوبناء شيء معاً. سيخلق هذا لكما هدفاً أسبوعياً تتطلعان إليه وتنتظرانه.
اجعل أوقات التخطيط فرصة للتفكير الجماعي للأسرة.
تكون المهام المنزلية مملة ومزعجة بطبيعتها. ولكن حين ترتبط في ذهن الأطفال بأوقات تجمع العائلة، فستكون أوقاتاً قيِّمة بالنسبة إليهم.
لا تضخم ما لا يستحق.
قم بتبسيط المهام المعقدة، وتوقف عن طلب الكمال في كل شيء، وخطِّط لما يهم حقاً. توقف عن تضييع الأوقات التي يمكن أن تكون قيِّمة جداً بالنسبة للأطفال.
مع تزايد انشغال الأسر، وتزايد استخدام الشاشات، وتزايد عدد الأمهات العاملات، يمكن بسهولة العزف على وتر تقصير آباء اليوم، مع أبنائهم.
ولكن الشعور بالذنب تجاه الأطفال، أمرٌ مدمرٌ جداً للآباء، وهو أمرٌ شائعٌ للأسف. لذا، فلتتخلَّص من الشعور بالذنب، وتبدأ في استغلال الأوقات القيِّمة مع أطفالك.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.