الحب هو أسمى المشاعر الإنسانية على الإطلاق وأجملها إحساساً من بِعد لقاء وحياة مستقبلية جديدة.. لماذا لا نحاول التعرف على قيم الحب السامية ونجلس معه في زاوية مقهى بجانب فنجان قهوة بطعم الوسط؛ لنتعرف عليه وعلى قواعده وأصوله المحلِّقة في الأرواح؟!
الحديث مع مفهوم الحب وأصوله، من العادات والقيم السامية عند أغلب الدول المتقدمة وأسمى المعاني، حين يسود الحب ستختلف منظومة البيت ويتشكل بغرفه وألوانه الزاهية.. لو تصالحنا في نشر مفهوم الحب فهل سننجح في اجتياز امتحانه الصعب؟ أعتقد، نعم.
يقال إن الإنسان الطبيعي كل يوم يقع في الحب بحالة الوعي واللاوعي، لكنه لا يستطيع أن يميز إن كان هذا الحب حقيقياً أم مزيفاً أم مستنقعاً من قذارة.. تتحدث الإحصاءات عادةً بأن الحب كفيل بتكوين حياة عيش كاملة من الحياة الوردية، ملؤها المودة والرحمة والسعادة بنظام متزن.
لا شك في أن هناك أنواعاً من الحب، كحب البشر الذي اعتاده وعرفه وبحث عنه الإنسان؛ فمثلاً أن يجتمع شخصان معاً بعلاقة شرعية، مبنيّة على الاحترام بِنيّة الارتباط، وتكوين أسرة محبِّة للحياة تجتمع على الحب السوي والأسرة الناجحة، فهذا الحب أصله التعايش الحقيقي، والضرب بما قسمه الله بعيداً عن مفسدات الحياة المختلفة، وهذا الشعور السلمي السامي في تكوين الأسرة المحبة بكل مغريات الحياة المختلفة.
ولكن السؤال الذي أطرحه في ذهني عادةً: لماذا لا نتعرف على الحب المفقود في عالم الإنسان المجتمعي والمحيط الذي يحيط مَن حولنا، ونجعل من تلك القيمة النادرة من المحبة فيروساً منتشراً دون أي تطعيم له وأن يكون شعار حياتنا القادمة؟ وهل لو فشلنا في نشر قيمة الحب فسنختلف فيما بيننا ونكره الخير للجميع؟! وإذا وُئد الحب فمن الممكن أن نكره فلاناً لأنه يملك الدنيا بما فيها، وهذا الشخص الذي يملك وظيفة مرموقة، أو ذلك البلد المستقر وغيره من البلدان لا؟ وغالباً، لو انتشرت منظومة الحب فهل كان من الممكن أن تشتعل البلدان بالحروب والثورات الظالمة وكان لـ"داعش" وأعوانه دور فعال في منطقتنا العربية؟
أنا أجزم بأنه لو عرفنا استخدام مفهوم الحب وحقيقته الواضحة كالشمس للعيان والإنسان السوي المتصالح مع ذاته السعيدة- فسيحب كل من حولنا دون اعتراض.
وكثيراً ما ميَّزني إحساس الصحفية #هناء_العلي في الكتابة وطرح وكتابة ما يدور من حولي ويومي من إحساس صحفية تمناه الكثيرون وبعض من يتابعني، أعتقد -ولو لوهلة- أنني أنتمي إلى عالم من أحلام وليس البشر.
فكثيراً يتساءل من يتابعني لماذا أحب وقت الغروب وأراقبه ويحدث حينها اللقاء والعشق بيني وبين الله عن طريق التأمل والدعاء ومناجاة إله المحبة الرحمن الرحيم؟! لماذا أحب شكل الأقحوان وأوراقه؟! ولماذا أحب رائحة الريحان التي تذكرني بطفولتي وزهرة القرنفل التي زُرعت بكل مكان في مدرستي وأنا في المراحل المختلفة في دراستي؟!
هل أنا أختلف عن غيري حين أستشعر قيمة الحب من حولي وأنشره وأستشعره بتفاصيله وماهيته من حولي في خلق الله وعظمته وقدرة إعجازه العجيب.
ولو عرفنا معنى الحب فحتماً سننشئ عالماً نقياً من عادة وطبع الكراهية الذي انتشر في وسائل social media والمحيط الإنساني وعاداته المختلفة، وحين أتابعه أتألم جداً لما وصلنا إليه من تأخر الإنسانية، ولو أكدنا وبادرنا في نشر المحبة والسلام فسينتشر عبيرها وأكسجين الحياة ليتنفس الإنسان النقاء وتملأ الورود الأجواء بألوانها العديدة كافة.
ولو آمن الأشخاص وانتموا إلى نظرية أن الخير والشر والبشرية والحياة هي من قدر وتقديرات الله، وأن الدنيا ليست بفعل البشر وأنها لم تُمنح للجميع في أغلب الأحيان؛ لأن تكافؤ الفرص ليس مكانه الأرض، وإنما هو وُجد بعدالة السماء وإله الكون وهو الله.. وأنه لا بد من نشر ثقافة الحب حتى لو مال الميزان بفعل البشر؛ لأن العدالة المجتمعية قد أكل عليه الزمن وشرب، حتى تستمر هذه الحياة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.