لن أصل إن لم أبدأ المسير

كان همّي الوحيد أن أعيش اللحظة، وأستغل طفولتي، وأن أمرح وألعب رفقة بعض الصديقات في عالمنا الزهري الزمردي، ذلك العالم الممتلئ بالفرح والكثير من الابتسامات الهستيرية، والخالي من هموم البشر

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/21 الساعة 04:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/21 الساعة 04:06 بتوقيت غرينتش

لن أخفي عليكم أنني تهت كثيراً وضعت وأنا في طريقي إليه، حاربت وتعاركت وواجهت الويل وما زلت أواجه، وكأنني لم أبدأ السير بعد، أحياناً كنت أتعثر لأجد مَن يمسك بيدي يخرجني من حفرتي، ويساعدني على النهوض.

وأحياناً أخرى كنت لا أجد سوى الضباب، ولا شيء غير نفسي وحيدة دون سند ولا رفيق ولا عكاز أتعكز عليه.

قبل أن أصل لهذه المرحلة، لم يكن لديَّ حلم في البداية كالآخرين، كنت أعيش في هذه الأرض لا أعرف لمَ أنا هنا؟ ومَن أتى بي إلى هذا العالم؟ ماذا أفعل؟ لمَ أدرس؟ وماذا أريد أن أكون ولا كيف سأكون؟ لمَ سأرحل؟

كان همّي الوحيد أن أعيش اللحظة، وأستغل طفولتي، وأن أمرح وألعب رفقة بعض الصديقات في عالمنا الزهري الزمردي، ذلك العالم الممتلئ بالفرح والكثير من الابتسامات الهستيرية، والخالي من هموم البشر.

لكن سرعان ما عصف بي العمر، ووجدت نفسي قد أصبحت فتاةً ناضجةً ومسؤولةً أمتلك الوقت والصحة والكثير من الأحلام.

دون شك فإننا جميعاً نرغب بالوصول إلى الأشياء التي نحبها، ونطمح إليها، سواء أكانت تلك الأشياء أشخاصاً نحبهم، أو أماكن نرغب العيش فيها، أو دبلوماً أو عملاً أو منزلاً؛ لأننا نحن كبشر بطبعنا نسعى لتحقيق رغباتنا، ولا يمكننا العيش بدون هدف ولا حلم، نجد أنفسنا في بعض الأوقات تتغلب رغباتنا علينا فنركض للاستعجال، نعتقد أننا باستعجالنا سنأخذ ما نريد، ولهذا فغالباً ما نتعثر ونسقط في الطريق الطويل، ننسى أن تلك الأشياء بعيدة المدى لا يمكن أن نحصل عليها بالاستعجال، كما قيل "مَن استعجلَ الشيءَ قبل أوانه عوقب بحرمانه"، هي أحلام تحتاج منا انتظاراً وصبراً حتى يحين أوانها.

الحلم تغيير

الحلم ينقلك من شخص فاشل إلى شخص مجد، فسرعان ما يكون لديك حلم تسعى إليه تصبح أكثر نشاطاً، وأنت في طريقك الطويل إليه تحارب كثرة الخمول، وعيش الكسالى الفارغين، الحلم يغيرك ويظهر رغبتك في الوصول إلى نقطة النهاية، يبرز مواهبك، ويحررك من القيود التي كانت سبباً في فشلك ورسوبك.

الحلم لمن يحلم

لأنك أنت مَن ترغب في تحقيقه، فلا تنتظر من أحد أن يساعدك إلى أن تصل للنهاية، أو أن يقتسم معك حلمه إن تحقق، قد يشارك فرحة النجاح والتفوق ولا شيء غير ذلك، هو طريق لك وحدك، قد يرافقك فيه أحدهم لفترة، لكن لن يكمله أحد غيرك.

الحلم أمل ووقودنا للعيش

هو الأمل الذي يتولد بداخلك فيجعلك تعيش، ويعطيك رغبة في الصمود، فيجدد روحك، وينير الظلام الدامس الموجود في حياتك، مَن لا هدف أو لا حلم له لن يتذوق حلاوة الحياة، ستكون حياته روتينية مملة قد يفقد أمل الرغبة في العيش فيها.

الحلم نهاية الفراغ

لطالما عرفت أشخاصاً بمجرد أن رسموا حلمهم أمام أعينهم يفرون حينها للتخطيط والتفكير قبل سلك ذلك الطريق، تجدهم أقل إهمالاً لأبسط الأمور يعطون لكل شيء وقته (العبادة، العائلة، الأصدقاء، الدراسة، الرياضة..)؛ حيث إن الأولويات استغرقت معظم أوقاتهم.

الحلم مغامرة

حلمك محفوف بالمخاطر، كثرة الصعوبات والمعيقات والطرقات المنحدرة والمعوجة والأخرى المحفرة والمنزلقة…

عليك أن تعيش بحلم وتموت، وأنت تحاول تحقيقه ليس عيباً أن تجد الطريق إليه مليئة بالصعاب والعثرات، لا عليك فمن إخفاقاتنا نتعلم، ومن عثراتنا نعي خطورة السقوط، وكيفية النهوض، نأخذ تجربة تلو الأخرى… ونحن سائرون نعي ضرورة الرغبة والصمود وقوة الصبر وعامل الزمن والمجهود…

تشبث بحلمك حتى ولو أنك لم تصل بعد، والطريق ما زال في بدايته، فقدت القدرة على الوقوف ولم تجد مَن تستند عليه، ولا من يمد لك يده، فكّر في حلمك الذي ينتظر وصولك إليه، قاتل وقاتل حتى تراه ينبض بالحياة.

حتى وإن اشتدت التحديات كل شيء يمر، وستصل -بإذن الله- ما دمتَ بذلتَ ما في جهدك ستصل بعد أن بدأت السير.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد