جولة في أميركا: في جامعة ييل

في الحقيقة، تأسست ييل بسبب تمرد ديني في هارفارد: انقسام القساوسة في مجلس إدارة هارفارد. قال "محافظون" إن هارفارد صارت "ليبرالية" (خفضت المقررات الدينية، والصلوات اليومية في الفصول)، وانسحب "المحافظون"، وتحالفوا مع مجلس إدارة كلية كونيتيكت الدينية؛ لتكون أكثر تديناً من هارفارد.

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/21 الساعة 02:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/21 الساعة 02:37 بتوقيت غرينتش

في العام الماضي، قبلت جامعة ييل (ولاية كونيتيكت) 4 توائم من عائلة ويد، في هاملتون (ولاية أوهايو): نيك، نيجل، زكاري، أرون.

كانت جامعتا هارفارد وبرنستون، أيضاً، قبلتا التوائم، لكنهم قالوا إنهم، بعد أن زاروا الجامعات الثلاث، فضلوا ييل لأنها، كما قالوا: "تبدو أكثر إنسانية، وقدمت لنا منحاً دراسية مغرية".
أي هذه الجامعات أكثر "إنسانية"؟ وأيها أكثر "ليبرالية"؟ هذا سؤال عمره أكثر من 300 عام.

صدفة، أعلن خبر قبول التوائم في جامعة ييل مارفين شين، أول رئيس آسيوي للجامعة. (فتفوقت ييل، مرة أخرى، على هارفارد وبرنستون، في هذا النوع من "التنوع").

ييل واحدة من 8 جامعات تاريخية (تأسست قبل استقلال الولايات المتحدة)، يجمعها كلها وصف "أيفى ليغ" (دوري نبات اللبلاب، نبات متسلق وزاحف وسام، لكنه يقاوم الشتاء الذي يشتد في ولايات الشمال الشرقي؛ حيث توجد هذه الجامعات، ويضفي على مبانيها التاريخية خضرة وجمالاً).

تأتي جامعة هارفارد في قمة هذه الجامعات الثماني، وذلك بجمع عدد طلابها (25,000) وحجم وقفها (40 مليار دولار)، وتأتي جامعة ييل الثانية (15,000 طالب، و30 مليار دولار وقف)، وتأتي جامعة برنستون الثالثة (10,000 طالب، و25 مليار دولار وقف).

لكن، يتناقش بعض الناس بأن مقارنة عدد الطلاب بالوقف يجب أن تجعل برنستون الثانية، وييل الثالثة.

لكن، لا يتناقش الناس في أن ييل أقدم ثالث جامعة أميركية؛ حيث تأسست في عام 1701 (قبل 75 عاماً من تأسيس الولايات المتحدة)، سبقتها هارفارد (1636) ووليام أند ميري (1693).

مثلما كان لهارفارد اسم آخر، هو "نيوكولدج"، كان لييل اسم آخر، هو "كولدج أوف كونيتيكت"، وذلك لأنها كانت، قبل استقلال الولايات المتحدة، تابعة لمستعمرة كونيتيكت.

ومثلما تأسست هارفارد كمدرسة دينية عليا، تأسست ييل.
وبينما يعود اسم "هارفارد" إلى قسيس اشترك في تأسيس "نيوكولدج"، يعود اسم "ييل" إلى تاجر مول "كولدج أوف كونيتيكت".

في الحقيقة، تأسست ييل بسبب تمرد ديني في هارفارد: انقسام القساوسة في مجلس إدارة هارفارد. قال "محافظون" إن هارفارد صارت "ليبرالية" (خفضت المقررات الدينية، والصلوات اليومية في الفصول)، وانسحب "المحافظون"، وتحالفوا مع مجلس إدارة كلية كونيتيكت الدينية؛ لتكون أكثر تديناً من هارفارد.

وساعدهم التاجر اليهو ييل. (أرسل لهم 9 صناديق منتجات وبهارات من شركة الهند الشرقية التي كان ممثلها في مدراس، في الهند). كانت قيمة المنتجات 560 جنيهاً إنكليزياً (120,000 دولار بسعر اليوم).

هل، بسبب ذلك، صارت ييل أكثر تديناً من هارفارد؟
في البداية، ركزت ييل على الدراسات العلمية على أسس من الكتاب المسيحي اليهودي المقدس (خاصة العهد القديم باللغة العبرية)، وبينما فضلت هارفارد الدراسات الأوروبية "الحديثة" (في ذلك الوقت)، فضلت ييل الدراسات الكلاسيكية اليونانية والرومانية.

لكن، مع بداية القرن التاسع عشر (صار عمر هارفارد 170 عاماً تقريباً، وصار عمر ييل 100 عام تقريباً)، غمرت كثير من الجامعات الأميركية موجة الدراسات العلمية البحثية، وقل الاهتمام بالأدبيات والإنسانيات.

اليوم، تعتبر الجامعتان في قيادة جامعات البحث العلمى.
لكن، ربما تتفوق ييل في العلوم الإنسانية، وخاصة العلوم السلوكية (علم النفس)، وذلك بسبب منحة 10 ملايين دولار من عائلة روكفلر، قبل 50 عاماً تقريباً.

في عام 2001 (ذكرى مرور 300 عام على تأسيس ييل)، قال رئيسها ريك ليفين: "ها نحن في قيادة جامعات الوطن في الأبحاث، ها نحن نلتزم بأن نكون جامعة الصفوة".

رغم أن هارفارد خرجت رؤساء جمهوريات أميركيين أكثر من ييل، تشتهر ييل بأنها خرجت رؤساء مثل: جورج بوش الأب، جورج بوش الابن، جيرالد فورد، بيل كلينتون، بالإضافة إلى آخرين ترشحوا لرئاسة الجمهورية ولم يفوزوا، مثل: هيلاري كلينتون، وجون كيرى.

ورغم مرور أكثر من 300 عام على التمرد الديني "المحافظ" في هارفارد، والذي ساعد على تأسيس ييل، يظل النقاش يدور حول فلسفة كل من الجامعتين.

في عام 1988، ترشح بوش الأب الجمهوري (خريج ييل) لرئاسة الجمهورية، ونافس مايكل دوكاكيس الديمقراطي (خريج هارفارد). ومرة قال بوش عن دوكاكيس إنه "تعلم السياسة في حارات هارفارد".

وعندما سأله صحفيون لماذا أساء إلى هارفارد؟ أجاب: "ييل أحسن من هارفارد؛ لأن هارفارد جامعة ليبرالية متطرفة، وتسيطر عليها صفوة متطرفة".

لا يمكن اعتبار ييل جامعة يمينية، لكن ربما مقارنة بهارفارد، هي أقل ليبرالية، وقال ذلك توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، عندما أسس فرع مؤسسة "بلير للإيمان" في ييل عام 2009.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد