أنجبتُ وعمري 19 عاماً.. هل تضع الأمهات الصغيرات أنفسهن في خطر؟

ولعل الكلمات تمت صياغتها بشكل خاطئ، أو ربما هذا اقتراح مُقنّع بأن أفضل شيء للأمهات الصغار أن يعشن منفصلات عن أطفالهن. هل من المفترض أن نشحنهم كي يعيشوا مع أجدادهم، ويُربوا كأنهم أشقاؤنا، كما فعلوا في "الأيام الخوالي" من الخمسينات والستينات؟ أم أنه من المفترض أن نندفع بالآلاف إلى وكالات التبني المحلية ونتخلى عن أطفالنا؛ خشية أن يدمروا مستقبلنا؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/21 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/21 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش

أنا أم لطفل صغير وأبلغ من العمر 22 عاماً، خريجة قسم مسرح وتمثيل وكاتبة حرة. الوضع الحالي: أتوه وأنا أتنقل حياة الكبار.

ذكر تقرير صدر مؤخراً عن هيئة مفوض الأطفال أن عدة مجموعات من الأطفال "يضعون مستقبلهم في خطر بسبب أفعالهم". وشملت هذه القائمة 36 ألف أم صغيرة يبلغن من العمر 19 عاماً أو أقل، ممن يعشن مع أطفالهن. وكما يمكنك أن تتخيل، لدي مشكلة مع هذا.

قبل 3 سنوات، كنت واحدة من هذه الأمهات. كنت في التاسعة عشرة من عمري عندما أنجبت ابنتي، وعشت معها -ومع أبيها- في شقة بالمدينة الجامعية. من خلال القيام بذلك -وفقاً لمفوض الأطفال- كنت أُخضع مستقبلي للخطر.

ولعل الكلمات تمت صياغتها بشكل خاطئ، أو ربما هذا اقتراح مُقنّع بأن أفضل شيء للأمهات الصغار أن يعشن منفصلات عن أطفالهن. هل من المفترض أن نشحنهم كي يعيشوا مع أجدادهم، ويُربوا كأنهم أشقاؤنا، كما فعلوا في "الأيام الخوالي" من الخمسينات والستينات؟ أم أنه من المفترض أن نندفع بالآلاف إلى وكالات التبني المحلية ونتخلى عن أطفالنا؛ خشية أن يدمروا مستقبلنا؟

هل اعتبر مفوض الأطفال أن مستقبلنا لن يكون معرضاً للخطر إذا كان المعلمون وأصحاب العمل أكثر دعماً للطالبات الحوامل أو من لديهم مسؤوليات أبوية؟ كنت محظوظة وذهبت إلى جامعة قدمت لي كل ما يُمكن، ولكني سمعت من الكثير من الطلاب الآباء الآخرين الذين لم يكونوا محظوظين. وفي أفضل الأحوال، كان الدعم الذي تلقوه عادياً ومتوسطاً. وفي أسوأ الأحوال، تم الضغط عليهم حتى نقطة الخروج.

أنا أيضاً محظوظة الآن؛ لأن لدي صاحب عمل متفهماً، وأعلم أنه إذا أردت، يمكن أن أطلب ساعات مخصصة للأسرة. العثور على وظيفة بها قواعد صديقة للأسرة تلقائياً مثل البحث عن إبرة في كومة قش، والعديد من أصحاب العمل يتوقعون من الموظفين العمل فترة طويلة من الوقت قبل أن ينظروا حتى في أي طلبات بخصوص الساعات المرنة. هذا أمر جيد إذا كنتِ ستعودين من إجازة الأمومة إلى شركة قد عملتِ بها 10 سنوات قبل ذلك. لكن، ليس من السهل إذا كنتِ أمّاً صغيرة تخطين أولى خطواتك في الوظيفة.

لعل أكبر خطر على مستقبلنا هو وصمة العار التي نواجهها. تنجح الأمهات الصغيرات سريعاً في التعرف على النظرة التي تقول: "واو، أنتِ تبدين صغيرة قليلاً على أن يكون لديك طفل في الثالثة من عمره!". أشعر دائماً بأني مجبَرة على قص حكايتي للناس منذ وجود طفل. الدرجة الأولى في القصة، المدونة، مهنة ناشئة (انظر، أنا أفعل ذلك الآن!). إنه تحدٍّ لإظهار ذلك لهذا الشخص الغريب تماماً- انظر، لقد أصبحت أماً في التاسعة عشرة، ولكن هذه هي كل الأشياء التي فعلتها منذ ذلك الحين للتعويض عن ذلك!

للتعويض عن ذلك.

لا ينبغي أن تشعر أي أم بأنها مضطرة إلى "التعويض عن" إنجاب طفلها، ومع ذلك فهذا شيء تواجهه الأمهات الشابات -في كثير من الأحيان دون وعي- على أساس منتظم. نحن نسارع لطمأنة الناس بأننا لسنا مثل تلك الأمهات الشباب، ونحن لسنا مثل تلك التي تراها على برنامج تيلي بالتلفاز (كان عليّ التوقف عن استخدام هذا التعبير بعد أن ظهرت في برنامج تيلي لكوني أماً صغيرة)، نحن مختلفون. ونبذل قصارى جهدنا لنبين لهم أن "مختلف" تعني "أفضل".

هذا ليس شيئاً نريد القيام به. هذا ليس شيئاً نختار القيام به بوعينا. إنه شيء، في مكان ما داخلنا، يجبرنا على القيام بذلك؛ لأنه بخلاف ذلك سوف يصنفوننا على أننا مجرد أمهات مراهقات أخريات. مجرد شابة أخرى وضعت أعمالها ومستقبلها في خطر.

يجب على المرء أن يتساءل، في التقرير التي يهدف إلى تحديد الأطفال المعرضين للخطر والذين هم في حاجة إلى الدعم: هل وضع هذه المجموعات التي وضعت نفسها في خطر بسبب أفعالها -وإلقاء عبء كبير على هؤلاء الشباب لوقف وضع أنفسهم في خطر- بدلاً من حثّ أرباب العمل والمعلمين والوكالات والخدمات التي تضع خططاً لمساعدتهم على مساعدتهم، هل سيضر هذا أكثر مما ينفع؟ هل لو قرأتْ هذا التقرير -على سبيل المثال- أمٌّ في السابعة عشرة، هل ستفكر وتقول: "هذا ليس جيداً، أنا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للتأكد من أن مستقبلي ليس في خطر"؟ أم هل ستقرأه وتفكر: "عظيم؛ لأن لدي طفلاً، وأنا أفعل أفضل ما يمكن كي أكون أماً جيدة له، فأنا أضع مستقبلي في خطر. قد لا أزعج نفسي بهذا"؟

ومع ذلك، إذا كانوا يشعرون بأن الشباب يتحملون مخاطر حين يصبحون آباء وأمهات، فهذا رأيهم. إذا كان التقرير يؤدي إلى مزيد من الدعم والتشجيع للوالدين الشباب، وتحسين التعليم حول وسائل منع الحمل والجنس الآمن- فأنا متفقة معه تماماً. إذا كان يمكن فعل ذلك دون تشويه الآباء والأمهات الشباب الـ36.000 المذكورين في التقرير، فهذا كان سيكون أفضل، ولكن لا يمكن أن تحوز كل شيء.

في عام 2013، وضعت مستقبلي في خطر حين أصبحت حاملاً في عمر التاسعة عشرة. في عام 2017، أنا متزوجة بوالد ابنتي، ولدي شهادة جامعية من الدرجة الأولى، وأنا في بدايةٍ ما آمل أن تكون حياة مهنية طويلة في الإسعاف.

ربما كنت قد عرضت نفسي للخطر، ولكن هذا خطر مستعدة لتعريض نفسي له مرة أخرى.

– هذه التدوينة مترجمة عن نسخة المملكة المتحدة لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد