في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، مررت بلحظة نادرة من لحظات التجلي، عندما يمر عليك برنامج تلفزيوني ليقول فقط ما تفكر فيه؛ بل يعكس نسيج حياتك ذاتها.
بعدها، شعرت بالخجل من نفسي؛ لأنه يجب علي أن أشعر بالامتنان للحظة العرفان هذه.
أين ذهب أطفالنا؟ كيف بإمكاننا مساعدتهم في تطوير إيمانهم بأنفسهم وإلهامهم على المساهمة الفعالة في مجتمعنا، في الوقت الذي تلتف حولهم عباءة الإخفاء هذه.
أظن أنني لم أفكر حتى الآن أين كانت خيوط الحبكة هذه- بخصوص الأطفال الذين يعانون حالات صحية مزمنة أو حالات وراثية أو إعاقات جسدية أو إعاقات غير مرئية. ليست الأفلام الوثائقية الطبية؛ بل البرامج العادية. وهو أمر مثير للسخرية بالنظر إلى أنني أم لفتاة مدهشة مصابة بالتوحد وتعاني مشاكل كبيرة في التواصل، لكنها مشرقة كضوء يسطع على هذا العالم.
ما السبب؟ يتعلق الأمر ببعض البالغين الذين يحاولون حماية أطفالهم من حقائق العالم؟ هل يخشى صانع القرار في مكان ما من أن الجمهور لم ينضج بعدُ لتقبُّل العالم بكل تنوعه وتناقضاته؟ هل يفسد عليك غداءك مشهدُ طفل يضع أنبوب تغذية أو يرتدي خوذة لأنه مصاب بنوبات صرع متكررة، ويجعلك تغيِّر القناة وتقلل من أرباح الإعلانات؟
لماذا نفرض هذا الغياب غير المقبول؟
البرنامج الذي دفعني للتفكير كان برنامج الحياة السرية لذوي الخمسة أعوام الذي يعرض على القناة الرابعة، وهو تجربة اجتماعية لطيفة نتعلم منها أكثر عن حياة ونفسية الطفل، ونرى العالم بعيون الأطفال. ديزي، اللطيفة المسلية المشاكسة، تستعمل كرسياً متحركاً؛ لأنها مصابة بشلل دماغي. معظم الأطفال الذين قابلوها في البرنامج، على الأغلب لم يقابلوا شخصاً ذا إعاقة من قبل.
في حين انخرط الأطفال بلعبة التمثيل ولعبة التخيل، كان دور الأستاذ أن يشرح لهم بطريقة تناسب فهمهم كيف بإمكانهم إشراك ديزي في اللعب، ممهداً أمامهم تجربة تعلم للجميع، أن تزرع البذور في سنوات التكوين هذه يعني أن تُجري تحويلاً في سلوك البالغين.
كان ممتعاً رؤيةُ وجه ديزي المشرق الذي يدل على استمتاعها بكونها ذاتها ورؤية الآخرين يتقبلونها ويقدرون مساهمتها كما هي. وهو الأمر الذي يحتاجه الأطفال والبالغون، والأصحاء وذوو الاحتياجات الخاصة ويستحقونه.
طفلتي التي حولتها وسائل الإعلام بطريقة ما إلى طفلة خفية، لديها الكثير لتقوله للعالم. لكن في الوقت الذي أرى فيه أننا حققنا تقدماً ملموساً في قضية تمثيل الأعراق على شاشاتنا، ما زالت الإعاقة تمثل مشكلة يصعب تجاوزها مثل الهوية الجنسية والتمييز الطبقي.
لدينا الفرصة والمفوضون والكتّاب والممثلين والجمهور الذي يمكننا من المطالبة وخلق وتشكيل حقيقة تجبر وسائل الإعلام على تمثيلنا بشكل عادل. نحن لسنا ملائكة أو شياطين، ولا نريد أن نكون مجرد موضة استهلاكية لما يسمى الإلهام، ولكننا لا نريد أن نكون أخفياء أيضاً.
نحن فقط أشخاص يحيون حياة مختلفة بشكل ما، ونحاول مثل غيرنا فعل ما هو أفضل لأطفالنا. مثلكم تماماً.
أطلق موقع "هاف بوست" المملكة المتحدة اللايف ستايل مشروع "كل الناس"، وهو قسم جديد يدعو لمساواة أفضل وأكثر شمولاً لذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بأمراض غير مرئية.
الهدف هو دعم أولئك الذين لا يُسمع صوتهم عادة وإعادة تشكيل السلوك تجاه الهوية ونمط الحياة والقدرة في 2017. سنغطي جانباً من مواضيع اللايف ستايل من الصحة إلى الرياضة إلى المواعدة والجنس والعلاقات.
نود سماع قصصكم. للتدوين في هذا القسم، أرسلوا رسائلكم الإلكترونية إلى البريد: ukblogteam@huffingtonpost.com مع جعل موضوع الرسالة 'EveryBody'.
للإشارة إلى أي قضية قريبة من اهتمامك، أرسل إلى البريد التالي: natasha.hinde@huffingtonpost.com كذلك تحت عنوان EveryBody.
انضم إلى نقاشاتنا على الوسم #HPEveryBody على تويتر وإنستغرام.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية من "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، من هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.