جبروت أنثى

الأنثى ليست ضعيفة أبداً، وليست شجرة مهتزة مطلقاً، هي معمرة كيفما شئتم، ليس عمراً بل ببصمة، بجذور تاريخية راسخة، ومهما حاولتم أن تبحثوا طويلاً فمن دونها لما وجدتم، من دون أن تكون ظلاً يحوم في صغر وكبر، بنورها العظيم واستقلالية رأيها الحكيم، دائماً كانت سلاحاً قويماً وسنداً في متكئ وفير، فلتسعدي بسيادتك فلولاك لما كان للوجود مكان، ومن دونك لما الغزل كان.

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/13 الساعة 00:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/13 الساعة 00:35 بتوقيت غرينتش

أنت يا فتاتي خلقت بملء الحب، خلقت لسكينة الوجود ولاقتبال ذاك البعيد من الشفق العالي.

يا بنيتي.. طريقنا وعرة، وصعوبة المشوار تحكمنا، صغيرتي لا يمكن لهذه البراءة أن تتلاشى أبداً؛ لأنك خلقت من نور الكون وتراب الأزل، إن احتضنت الحياة واحتضنتك هي بملء جمالك الفاتن، تلك التركيبة الاستثنائية، والنعومة الخلابة من شاهقات المرتفعات إلى كلمات في شفاه صغيرة، وتبرج خفيف، إنك تشكلين منحدراً ولست بهو نفسه، أن تشكلينه فقط ثم تذهبين ينهال يسقط يرتفع ما أدراك بما تخلفين.

بصيلات شعرك الذهبي، ووجهك بنوره المذهل، عيونك اللامعة ذات بريق جاذب، كلها تحيك في غرك الجذب والقتال، صغيرتي خلقت بشيء ثمين، شيء وجب عليك حفظه بشدة، وإمساك زمامه بقوة، أتدرين أنك خلقت لما بعد كون وسماء؟ خلقت للعفة، أنت ذاك الكائن الطهور المقدس، وجب عليك اختزان كل شيء، الحب، المشاعر، وعاطفة الليل، كلها من أجل سموك.

ويكأن جواهر الأرض تركت مناجمها واحتضنت وجهك وجسدك، فلا تجعليه للغير سائغاً، بعفافك أنت تتربعين على زمام قيادة العظماء، وتكتبين بضع صفحات من تاريخ لجيل مشرف تخلفينه وراءك، ورود وأوراق تجمعها الوحدة المقدسة من دماء زكية وهبت للحياة حيوات وأمة.

الأنثى، أنت تمازج عجيب لذرى الخجل والنعومة، لقداسة كل شيء، لا دناسة في ملائكة قلبك، وبياض عينيك بما يخفي من حور، صدقيني نورك الرباني العظيم وانفرادتك العجيبة كونك حضناً للكون في مقتبل عمرك، ومجرة فسيحة للجميع، يتكئ في قلبك مئات بل ملايين من أسرار كبيرة.

أتدرين أن قطعة قماش فوق رأسك هي تاج مرصون بذات جوهر؟ أتعلمين مدى الوقار في لباس فضفاض ذي رؤى؟ أنت مدهشة ومخيفة، أنت جبارة وآية في العلو، لا تتركي مقاعد القيادة لغيرك، تمسكي بأظفار الزمن، تمسكي بشدة في ظل مجهول لا يرحم، وأنظار تتفرس بين الهنا والهناك.

الأنثى ليست نقطة آخر السطر، بل السطر بما حمل، والقلم بما كتب، هي أساس كوني سرمدي على هذه الأرض، قبلتها سماوات للجمال، وبضع قطرات من تفاؤل، هي ملاك تنزل من البعيد؛ ليرى ابتسامتها الخالقة، فرحتها بولادة طفلها، بلمس أظفاره الناعمة.

الأنثى ليست ضعيفة أبداً، وليست شجرة مهتزة مطلقاً، هي معمرة كيفما شئتم، ليس عمراً بل ببصمة، بجذور تاريخية راسخة، ومهما حاولتم أن تبحثوا طويلاً فمن دونها لما وجدتم، من دون أن تكون ظلاً يحوم في صغر وكبر، بنورها العظيم واستقلالية رأيها الحكيم، دائماً كانت سلاحاً قويماً وسنداً في متكئ وفير، فلتسعدي بسيادتك فلولاك لما كان للوجود مكان، ومن دونك لما الغزل كان.

ارحمي قليل تفكيرهم، ومحدودية خلايا أدمغتهم، فكلهم يعلمون أنك إن أردت فلا سلالم محاولاتهم ولا عقبات منشآتهم تصلك أبداً، كيف لا وعزيمتك خفاقة، وجلال إصرارك ينشر في المكان هيبة استثنائية، فيك قوة مخيفة، وانفرادات لا تتكرر أبداً في الجنس الآخر، فيك جبروت، جبروت الأنثى المذهل، فيك حب الحياة وزهورها الفاتنة.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد