83 بالمائة من شباب لبنان يدقون أبواب الهجرة، ليس رقماً سهل الاحتساب، مقارنةً بنسب المتخرّجين ونسب الولادات في لبنان، هذا بلد يتجه نحو الشيخوخة، انحدار في نسب الإنتاجية، وتأخر في النمو.
قد يكون هذا السبب لكي ينظم مجلس النواب، ممثلاً بلجنة حقوق الإنسان النيابية ومنسقية الأمم المتحدة للعمل الإنساني، ورشة عمل تهدف إلى "تحديد حاجات لبنان الاقتصادية والخدماتية، وبحث المشاريع الإنسانية والمناطقية، وتشجيع الاستثمارات، ووضع نمو الاقتصاد اللبناني، وإيجاد فرص تعاون بين مجلس النواب والأمم المتحدة والمجتمع المدني"؛ لتعلن عن لسان رئيسها النائب سيمون أبي رميا كذا رقم.
إلا أن واقع النزوح الذي حفّز إلى كذا خطوة برئاسة أبي رميا، أعطى دافعاً أكبر لذلك، مما يعني أن لبنان لا تتحرك حكومته ولا المنظمات الدولية، بالإضافة لنوابه، إلا عندما تحزّ مسائل أعمق من نسب الهجرة المتراكمة منذ أن غنّى زين العمر "ليش مغرب" مثلاً.
يعزو سبب الهجرة نسبةً إلى المنظمات الدولية ربما إلى أسباب اقتصادية، أحياناً تلقى المسؤولية على الأمن فالسياسة إلا أن أحداً لم ينظر بعد إلى نسب الإحباط التي تطال هذا الجيل، وقبله وقبل قبله حتى أصبح الإحباط كعدوى تسلم من جيل إلى جيل.
لم يسأل أي وزير، ولا أي منظمة دولية عن سبب الإحباط… يجدون العلة في الزحمة؛ حيث يشرعون إلى ورش عمل لحلها، معتقدين بذلك أن الأمل الوطني قد يعود.
الأمل بلبنان هكذا لن يعود! فعندما تجد طالباً متخرجاً حديثاً لا يعرف ماهية العقود، عن سوق العمل، كيفية التعامل وإياه، حقوقه كعامل، واجباته، وإن تحدث باختصاصه وهو غارق في أبحاثه يسعى للتطور، فيصدم بواقع أن عدداً غفيراً من المتخلفين علمياً يكبحون طموحه، وكأنه يخضّع فكرياً قبل الاقتصاد منه، دون غض الطرف عن الواقع الاقتصادي نفسه.
ترفع وسائل الإعلام بوقها بعد أن تطلب ربما بكركي ذلك كي تفعّل مشاعر الوطنية، سيغني عدد كبير من الفنانين للبنان دون أن يقولوا لِمَ يفعلون ذلك إلا أنه فعلياً يكونون في صدد إذكاء روح التمسك بالأرض.
ستتحرك بعض المرجعيات الدينية للمسلمين لتذّكر أن الأرض الزراعية لن تنتج دونهم، فحتى تجد تلك أن أحداً ما عاد يهمه قطاع الزراعة.
أبواب الهجرة قد تكون سانحة بنسبة 83%، وقد تكون نصفها، لا أحد يعلم ما تفكر به السفارات بالشرق الأوسط، ولكن الأكيد من كل ذلك أنني أوّل من يحبط عندما أطرح فكرة علمية عالمية، ولا أجد إلا من يعيدني إلى صفوف الحضانة!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.