في الوقت الذي تحيي فيه العديد من عواصم دول العالم اليوم العالمي للبيئة، تعيش مدينة جالو في جنوب شرق ليبيا أوضاعاً بيئية أقل ما توصف بأنها كارثية.
على ضواحي المدينة يوجد حقل جالو النفطي التابع لشركة الواحة إحدى أكبر الشركات النفطية في ليبيا، غير أن سوء إدارة ذلك الحقل جعل منه نقمة لا نعمة على سكان المدينة.
بحيرات زيت تنتشر في مساحات واسعة بالقرب منها وهي ما يسميها السكان بالبؤر المسمومة، حيث تنبعث منها أبخرة ضارة ومواد مشعة، بحيرات الزيت القاتل تكونت نتيجة تقصير في تطبيق النظام التقني المعمول به عالمياً للتخلص من مخلفات النفط، فتسببت في أمراض فتاكة بين السكان منها السرطان وتشوه الأجنة.
عوادم النفط تُثقل سماء المدينة بالغازات السامة مسببةً انتشاراً كبيراً للأمراض الجلدية والصدرية، وهناك أمر آخر خطير ينذر بكارثة بيئية جديدة هو انخفاض مستوى الواحات وقرب منسوب المياه منها ومع وجود شبكة صرف صحي متهالكة الأمر الذي زاد من احتمالية اختلاط المياه الجوفية مع مياه الصرف الصحي.
الوضع يزداد سوءاً في الواحة وللنساء النصيب الأكبر، فبجانب تشوه الأجنة والعقم تؤكد مصادر طبية بالمدينة ازدياد حالات الإجهاض في مجتمع لا يتجاوز عدد سكانه الثلاثين ألف نسمة وفي منطقة تفتقر إلى أبسط أسس الرعاية الصحية.
ورغم كل تلك الظروف الصعبة تستمر العديد من المؤسسات المدنية في منطقة الواحات بإقامة ندوات توعوية وتوزيع للمنشورات التي تحذر من خطورة التلوث الذي تعيشه المنطقة، ولا يتوقفون عن مطالبة الحكومات المتلاحقة في ليبيا لحل هذه الأزمة البيئية لما تشكله من خطر كبير على مستقبل المدينة وسكانها.
النفط الذي يتصارع عليه الإخوة والذي يخرج من باطن هذه الأرض ويهب الحياة للبعيدين، لا يترك هنا في جالو إلا رائحة المرض والموت.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.