لماذا لا نقاوم المقرمشات؟.. العلم والطب النفسي يجيبك

إذن ما الذي يجعل خليطاً من القرمشة والكربوهيدرات والملح قادراً على تحويل بريطانيا إلى أمة من متناولي المقرمشات؟ تبلغ صناعة المقرمشات ما يقارب 2.8 مليار جنيه إسترليني في العام في المملكة المتحدة، ونحن نتناول المقرمشات أكثر فأكثر.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/25 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/25 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش

عندما طلب منّي إعداد برنامج تلفزيوني عن المقرمشات المالحة فتنت بالفكرة.

أعتبر نفسي صاحب عادات غذائية صحية، لكني أدرك أنني أقوم كثيراً بفتح كيس من البطاطس، خصوصاً في الأيام التي أكون مشغولاً فيها.

عندما كنت جالساً في الحانة مع معدّي البرنامج شرحوا لي أنه أثناء بحثهم تحدثوا مع خبير تغذية أخبرهم أنهم قاموا بإجراء مسح على أدمغة متطوعين، واكتشفوا أنه حتى النظر إلى طبق مليء بشرائح البطاطس المقلية حفز رد فعل في الدماغ مشابهاً للكحول بالنسبة لمدمن الكحوليات.

إذن ما الذي يجعل خليطاً من القرمشة والكربوهيدرات والملح قادراً على تحويل بريطانيا إلى أمة من متناولي المقرمشات؟

تبلغ صناعة المقرمشات ما يقارب 2.8 مليار جنيه إسترليني في العام في المملكة المتحدة، ونحن نتناول المقرمشات أكثر فأكثر.

بالتأكيد كنت راغباً في معرفة المزيد.

في اليوم الأول من التصوير، وجدت نفسي في خط إنتاج البطاطس المقرمشة في يوركشاير.

هنا تدرك دون أي شك أن هذه صناعة عملاقة وذكية، شاهدت كيف تدخل البطاطس إلى خط الإنتاج، وتخرج بعد 14 دقيقة فقط على شكل كيس بطاطس مقرمشة.

كان لا يزال دافئاً، ويلتقطون صورة لكل شريحة بطاطس قبل دخولها إلى الكيس، كل قطعة ليست مثالية تتم إزالتها، أتقنت هذه الصناعة، فن جعلنا نرغب في المزيد، لديهم فرق متخصصة في تطوير نكهات جديدة كل عام، ويعرفون أننا انتقائيون جداً بخصوص البطاطس المقرمشة.

طلب مني فريق التلفزيون الاحتفاظ بيوميات للمقرمشات، بعد مراجعة الفيديوهات التي سجلتها كان هناك نمط واضح، هناك مقطع فيديو يظهرني في محطة للوقود في الساعة السابعة مساءً يلخص كل شيء، كنت أمسك كيس مقرمشات وأشرح كيف فوتّ وجبة الغداء، لم يكن لديّ الرغبة في شراء البطاطس المقرمشة، لكن حين دخلت لأدفع ثمن الوقود، رأيت أكياس المقرمشات المملحة فلم أستطع المقاومة.

خبراء التغذية كانوا على حق، منظر كيس البطاطس المقرمشة في الوقت الذي كنت فيه جائعاً ومتعباً كان لا يقاوم.

عندما ذهبت للتصوير مع الدكتور توني غولدستون، خبير التغذية من جامعة لندن الملكية، كان قادراً على تزويدي ببعض المعلومات، بحثه الأخير يقترح أننا إذا أكلنا طعاماً مليئاً بالكربوهيدرات مثل البطاطس المقرمشة تقوم بحماية أدمغتنا من بعض التوتر؛ لهذا فإن أكل كيس من البطاطس المقرمشة يجعل التعامل مع المواقف المليئة بالتوتر أسهل.

الكثير من الدراسات الأكاديمية المذهلة عن تناول المقرمشات تبحث في هل يلعب التشتيت دوراً في كيفية تناولنا للطعام.

الدكتورة ماريون هيثرنغتون من جامعة ليدز تشرح لي أن الضربة القاضية هي في الجلوس أمام الشاشة ومشاهدة الأفلام مع الحصول على كمية غير محدودة من البطاطس المقرمشة أو الفشار، إن كانت في طبق كبير وليس في أكياس منفردة، وإن كنا نركز على الفيلم، فلن نستطيع التوقف.

سألني أصدقائي إن كان إعدادي للبرنامج دفعني لتغيير الطريقة التي آكل بها وسأقول بالتأكيد إنه فعل، لدي إدراك أكبر بكثير لما يمكن أن يطلق شرارة هجوم المقرمشات، ووفقاً لذلك فإن عادتي في أكل خمسة أكياس في الأسبوع أصبحت تحت السيطرة.

أعرف أيضاً أنني إذا كنت مشتتاً أو متوتراً آكل كمية أكثر مما أحتاج، وتعلم أنك إذا اشتريت كيساً أكبر فمن المرجح أن تقوم بأكله كله في جلسة واحدة.

لا أحد يغلق كيس البطاطس المقرمشة لإكماله في يوم آخر، أصبحت أيضاً أكثر وعياً بجرعة الملح اليومية، وأحاول مراقبة القدر الذي أتناوله بشكل يومي.

لكن أكل المقرمشات عادة من الصعب التخلي عنها، خصوصاً حين تعيش نمطاً من الحياة دائمة الانشغال، أظن أنني أكثر وعياً بما أتناوله كمقرمشات الآن.

– هذه التدوينة مترجمة عن نسخة البريطانية من هاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد