تعرف على ثلاث طرق لممارسة ألعاب الطاولة (وهذه لن تفسد حياتك الزوجية)

ترَعرَعتُ وكان لدى والديّ أجمل طاولة شِطرَنج، كانت مصنوعة من مربعات رخامية بيضاء وسوداء، وكانت تتخلل الرخامَ عروقٌ خضراء مزيِّنة، وتعلوها سبيكة بيوتر مصبوبة بشكل متداخل، وأنا أتذكرهم وهم يلعبونها ثلاث مراتٍ في اليوم تحديداً، لستُ متأكدة من سبب ذلك، ولكن الذي عَلق في ذهني أن أمي كانت تفوز دائماً

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/25 الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/25 الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش

إن الأمر كلَّه متعة ولعب، حتى يخسر شخص ما.

ترَعرَعتُ وكان لدى والديّ أجمل طاولة شِطرَنج، كانت مصنوعة من مربعات رخامية بيضاء وسوداء، وكانت تتخلل الرخامَ عروقٌ خضراء مزيِّنة، وتعلوها سبيكة بيوتر مصبوبة بشكل متداخل.

وأنا أتذكرهم وهم يلعبونها ثلاث مراتٍ في اليوم تحديداً.

لستُ متأكدة من سبب ذلك، ولكن الذي عَلق في ذهني أن أمي كانت تفوز دائماً، ولم يكن فوزُها بسبب حركة ذكية تفعلها أمي بعد معركة محتدمة بينها وبين أبي، وإنما كانت تنكز أبي نكزةً قويةً تجعله لا يريد اللعب معها مرة أخرى.

وبما أنّ رغبتَه في إنهاء اللعبة قد تعود إلى النزعة الذكورية التي عنده والقدرة التنافسية التي كانت سائدة في السبعينيات والثمانينيات (تذكروا أن هذه الفترة كانت فترة ظهور شخصية روكي ورامبو)، إلا أن الأمر لم يكن يساعد في شيء؛ فأمي لم تكن تستمتع بالفوز كثيراً على ما يبدو، وربما بدون تلك النعمة التي تعودت عليها في بقية حياتها.

لذا فإنني أنا وزوجي احترفنا لعِبَ ألعاب الطاولة في هذه الأيام، فاللعب للبالغين أمرٌ مهم، فهو يمكن أن يساعد على تقليل التوتر وحدة القلق، ويساعدنا على التواصل مع الآخرين، واللعب أمرٌ جيد للتطوير المستمر للدماغ، هذا بالإضافة إلى كونها لعبةً تبعث على المرح والمتعة بصفاء ونقاء.

ثمة ثلاثة أمور تعلمتُها من لعِب ألعاب الطاولة، مما يجعلها سهلة، ولن تضطرك إلى نكز محبوبك في عينه بإحدى قطع اللعبة المدببة.

1. الألعاب التعاونية هي الأفضل
هناك أنواع عديدة ومختلفة من ألعاب الطاولة، ولكن بعضها يمكن كسرُه بشكل عام في قتال مشترك يحاول فيه كل طرفٍ القضاء على الآخر.

وتلك الألعاب التعاونية تسمح للاعبين باتخاذ بعض الحركات التي تؤدي إلى زيادة العاطفة وعادة ما تُمارَس اللعبة ببطاقات يمكن لجميع اللاعبين رؤيتها. فاللاعبان يعملان معاً لخلق استراتيجيات للفوز ضد مجموعة من الظروف.

ومثال جيد على ذلك هو لعبة بانديميك، وهي لعبة شعبية أنشأها مات ليكوك الذي يرى أنه "يوجد الكثير من الألعاب في السوق التي يُنهي فيها لاعب واحد الجولة من خلال السيطرة على الآخرين، وتركهم مكبلِي الأيدي"، (أما لعبتنا هذه فلُعبة مختلفة تماماً تتطلب مشاركة اثنين).

وهدف اللعبة نبيل وشريف، وهو تحرير العالَم من أربع إصابات عدوى مميتة قبل أن تُبيد الجميع، والشيء الجميل في هذه اللعبة هو أنك تتحدث فعلاً مع شريكك، "فإذا ذهبت إلى بوجاتا واستطعت تطهيرها من تفشّي العدوى، يمكنك بعد ذلك بناء منشأة بحثية في ميلانو"، والشعور بالإنجاز المتبادل عندما يعود العالم آمناً مرة أخرى.

وبدلاً من أن يجلس شريكك مكتئباً في الجانب الآخر في الزاوية، فأنتما تتشاركان شعوراً إيجابياً في التخلص من أربعة أوبئة مرَضية.

2. تجنُّب الإجراءات العقابية
أنتم إذن قررتم أن تتجاهلوا ما سبق، حسناً هذا رائع، العبوا إذنْ لُعبتكم المفضلة رأساً برأس، لا أقصد التقليل! إنما كنتُ أودُّ أن أوفر عليكم الدموع والإبقاء على وَحدة العائلة!

ثمة طريقة لإنقاذ نفسك من الجوانب المشؤومة في لعب الطاولة، وهذه الطريقة هي سَنُّ قواعد من اختيارك، لا سيما من أجل أن تتحكم أنتَ في إصدار الأحكام.

عندما نلعب لعبة مشروع مانهاتن، وهي لعبة صغيرة ساحرة تتسابق فيها لبناء قنابل بلوتونيوم ويورانيوم وتسليح بعض القاذفات، فإننا بكل بساطة نقتطع جزأين من اللعبة.

أولهما: ممنوع التجسس، ثانيهما: ممنوع الهجوم بالطائرات النفاثة على مصانع الطرف الآخر.

دعونا نفترض أن الأمر بدأ بهجوم طائرة مقاتلة نفاثة، وانتهى بهذا الحوار "لماذا كنت تطلق النار على منجم الكعكة الصفراء الذي كان في مُعداتي، كان يبدو عليك أنك كنت تستمتع بقصفي! كان يبدو الأمر وكأنك تريد أذيتي. لن ألعب معك أبداً هذه اللعبة مرة ثانية".

حسناً، إذن، فكما ترى، فإن اقتطاع الأجزاء التي تنغص عليك حياتك من اللعبة مفيد أيضاً لك.

3. كن كريماً عند النصر
عبارات مسموح لكَ قولُها: "يا للهول، ما أمتعَ هذا الأمر! شكراً لك على مشاركتي هذه اللعبة، يا حبيبتي، دعينا نلعبها مرة أخرى في وقتٍ آخر".

عبارات غير مسموح لكَ قولُها: "فعلتُها، لقد قضيتُ عليكِ تماماً! هل شاهدتني وأنا أناور عندما حجبتُ عنك الماء، ثم مُتّ من الإرهاق الحراري بسبب البُعد عن المنزل في الصحراء! كان هذا رائعاً. حسناً، ما مجموع انتصاراتي حتى الآن؟ أهي ستة انتصارات لصالحي؟ لم أعد متأكداً من أنني أريد أن ألعب هذه اللعبة مرة أخرى، فهي سهلة جداً عليّ، وأفوز فيها في كل مرة".

وفي النهاية أقول إنّ ألعاب الطاولة متعة بذاتها، والغرض منها هو المتعة في الأساس، وربما كنت ترغب في تكرار لعِبها المرة تلوَ الأخرى؛ لذا عليكَ أن تكون كريماً ونزيهاً في اللعِب حتى تكسب وُدّ شريكٍ راغبٍ فيك لمدى الحياة.

– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد