التربية الجنسية للأطفال “1”| كيف تحمي طفلك من الاستثارة المبكرة؟

يقصد بالاستثارة المبكرة شعور الطفل بالإثارة الجنسية في وقت سابق عن الوقت الطبيعي لذلك، وهو وصوله لسن البلوغ، وذلك نتيجة تعرضه لمشاهد جنسية، ولذا فإن حماية الطفل من حدوث هذه الاستثارة هو أول خطوة في التربية الجنسية

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/21 الساعة 08:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/21 الساعة 08:34 بتوقيت غرينتش

يقصد بالاستثارة المبكرة شعور الطفل بالإثارة الجنسية في وقت سابق عن الوقت الطبيعي لذلك، وهو وصوله لسن البلوغ، وذلك نتيجة تعرضه لمشاهد جنسية، ولذا فإن حماية الطفل من حدوث هذه الاستثارة هو أول خطوة في التربية الجنسية؛ لأنها تبدأ مبكراً منذ لحظة ولادته؛ حيث جاء في الأثر أنه من أراد بأهله شيئاً وكان في الغرفة رضيع فليخرجه، أي أنه إذا أراد الزوجان إقامة علاقة وكان لديهما طفل رضيع فلا يقيمانها في وجوده؛ لأن هذا الطفل يرى ويسمع ويخزن في ذاكرته كل ما يشاهده، وقد اهتمت الأبحاث الغربية بهذا الأمر، وتم عمل أبحاث على الأطفال الذين يشاهدون إخوانهم أو أخواتهم في علاقة جنسية مع أصدقائهم على أساس أن هؤلاء أطفال لا يفهمون ما يحدث؛ حيث حدثت استثارة مبكرة في نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال.

وقبل أن نسترسل في باقي مظاهر الحماية فلنوضح ما هي خطورة هذه الاستثارة التي قد تظهر على الطفل في سن الخمس سنوات.. للأسف يظهر ذلك في تعامل الطفل مع أقرانه في الحضانة؛ حيث يمكن أن يتحرش بزميلته أو التحرش بزميلها تقليداً لما شاهدته واختزنته مما يؤدي إلى أزمة لمن تعرض للتحرش من الأطفال وللطفل نفسه، وربما اتخاذ إجراءات ضد طفل لا يفهم ما يفعل أو ما يجري له، والأخطر هو أن يتعرض هذا الطفل المستثار للاستغلال الجنسي من الكبار الذين ربما يكتشف أحدهم طبيعة الطفل فيستغله جنسياً.

لننتقل إلى الخطوة الثانية في الحماية، ونستعرض الآيتين ٥٨ و٥٩ من سورة النور "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".

إن سبب الاستئذان كما توضّحه الآيات هو تخفف الآباء والأمهات من الملابس، واحتمال إقامة علاقة جنسية بين الزوجين، فلا يصح أن يرى الأبناء والبنات هذا الموقف حماية لهم من الاستثارة المبكرة حين تقع أعينهم على هذه المشاهد.

لنصل إلى سؤال متكرر من الأمهات حول مدى تخففهن من الملابس أمام أبنائهن؛ لتكون إجابتي دائماً أن ملابس النوم الخفيفة حدودها هو غرفة النوم ولا يصح الظهور بها أمام الأولاد، وينطبق هذا الأمر على الأب أمام بناته، والبنات أمام إخوانهن، والأولاد أمام أخواتهن.. ليست الإخوة مبرراً لأن يجلس الولد أمام أخته البنت بملابسه الداخلية أو ربما شبه عار لحرارة الجو، وكذلك لا تجلس الأخت أمام أخيها بالشورت الساخن أو صدرها مكشوف؛ لأنها في بيتها فتجلس براحتها، وهذا ليس تقييداً للحرية، ولكن وضع حدود آمنة تحمي الجميع.

لننتقل إلى خطر داهم انتشر في بيوتنا، وهو حماية أطفالنا من الاطلاع على المواقع الإباحية؛ حيث يشاهد بعض الآباء المواقع الإباحية أمام أطفالهم، متخيلين أنهم لا يفهمون أو يترك الأب الموقع مفتوحاً فيشاهده الطفل بالصدفة، أو يفتح الأب القنوات الأوروبية الجنسية، ويشاهد الأفلام أمام أطفاله، كل ذلك يؤدي لاستثارة مبكرة، وفي إحدى الحالات التي لا أنساها قام الطفل بالتحرش بابن خالته المعوق تقليداً لما شاهده على قناة تليفزيونية تركها الأب مفتوحة.

لتكون الخطوة القادمة في الحماية هي الفصل بين الأولاد في المضاجع، التي ينصرف ذهن الكثيرين إلى أن المقصود منها فصل الأولاد عن البنات فقط، والحقيقة هي أن الفصل يكون بين الأولاد والأولاد، وبين البنات والبنات، وطبعاً بين الأولاد والبنات، والأفضل أن يتم في غرف منفصلة، فإن لم يكن ففي سرير منفصل، فإن لم يكن ففي غطاء منفصل، ويشمل ذلك تغيير الملابس، بمعنى ألا يغير الولد ملابسه أمام أخيه أو زميله، وأيضا البنت لا تغير ملابسها أمام أختها أو زميلتها، بل يستتر كل منهم عند خلع ملابسه، ولا معنى مطلقاً لجملة إنهم أولاد مثل بعضهم أو بنات مثل بعضهم،

فلا بد من التحلي بخلق الحياء، وهو ما نراه أيضاً في الحمامات بعد تدريبات السباحة؛ حيث يتعرى الأولاد تماماً أمام بعضهم، وكذلك البنات أمام بعضهن، ويشبه ذلك ما يحدث في المدن الجامعية؛ حيث يدخل الطلاب على بعضهم دورات المياه ويستحمون معاً.. كل هذه المظاهر تحتاج من الآباء والأمهات إلى توعية الأبناء والبنات لها؛ لأنها مما عمت به البلوى أي مما اعتاد الناس على حدوثه وهم لا يشعرون لخطورته وتأثيره النفسي في حدوث الاستثارة المبكرة التي تزعج أبناءنا وتعرضهم للخطر؛ لأننا لم نوجههم وننبههم.

في النهاية هذا أول درس من دروس التربية الجنسية هو حماية أبنائنا من الاستثارة المبكرة، فلا تقع أعينهم على علاقتنا الجنسية منذ ولادتهم، ولْنلتزم آداب الاستئذان، وليكن هناك حدود للتخفّف من الملابس خارج غرفة النوم، ولنحمِ أولادنا أن تقع أعينهم على مواقع أو قنوات إباحية، وأن نفصل بينهم في المضاجع، ولْنعلمهم ألا يرى أحد ولا يطلعوا هم على عورات بعضهم في أثناء تغيير ملابسهم أو استحمامهم في بيوتهم، أو حمامات السباحة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد