الشهورية

تلك (الشهورية - اللعنة) أصابت كوكب الأدب العربيّ، وبدا مُجتمعنا الأدبيّ يُعاني ما يُعانيه من هؤلاء المُدّعين الفاقدين لأدنى درجات الموهبة أو الحرفيّة أو حتى الاحترام.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/20 الساعة 04:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/20 الساعة 04:15 بتوقيت غرينتش

في مجتمع بات يعاني من الخواء، وأصبح من الصعب على الإنسان أن يثبت وجوده فيه ككائن له قيمة ووجود وشخصية مستقلة، باتت الشهرة تعني للبعض تحقيق الذات.

طبعاً هذا لا شيء، وهو أيضاً خواء ومن مرتدات الخواء الذي نعيش، فالشهرة لم تكن يوماً هدفاً، إنما هي نتيجة ولا تأتي إلا بالعمل والجهد.

هذا ما هو متعارف عليه، مع بعض الاستثناءات، إلا أن الكثير من ضعاف الشخصية الذين يملكون حسّاً أقلّ بالثقة بالنفس، بل وربما أيضاً من الذين اكتشفوا أنهم فعلاً لا يحسنون شيئاً، ولن يحسنوا يوماً، يضعون نصب أعينهم الشهرة كهدف لا رجوع عنه، وفي سبيلها تراهم يبذلون الغالي والنفيس، منهم من يُعرّض نفسه للسخرية، ومنهم من يحاول الادّعاء ومنهم.. ومنهم.

من هنا أطلّت علينا إحداهنّ لتحاول أن تلفت لها الأنظار، هي على استعداد أن تفعل أيّ شيء وكل شيء من أجل ضوء صغير يُسلّط عليها.

طبعاً هي نموذج صغير، بائس، يستحقّ العطف والحنو، وهذا ما حازته مؤخّراً، وهو ما سيحوزه باقي المُدّعين المُتسلقين، الذين يفتقدون لأدنى موهبة أو خبرة أو حتى مَلَكة عقليّة.

تلك (الشهورية – اللعنة) أصابت كوكب الأدب العربيّ، وبدا مُجتمعنا الأدبيّ يُعاني ما يُعانيه من هؤلاء المُدّعين الفاقدين لأدنى درجات الموهبة أو الحرفيّة أو حتى الاحترام.

في كوكب صعب وشرس ككوكب الأدب، علم المدعون أنّ لا طاقة لهم بمناطحة من حفر اسمه بذهب على جدران الكوكب بموهبته وخبرته وتجاربه، فبدأ هؤلاء وبلعبة وضيعة بافتعال الفضائح والحروب الوهميّة، كأسلوب لوضع أنفسهم على الخارطة الأدبيّة، نصّبوا لأنفسهم أعداء وهميين، وبدأوا بسذاجة يحاربون خيال الظل، ويبذلون الدمع في سبيل الاستعطاف تارة وفي سبيل الاستجداء تارة.

هؤلاء طبعاً يجدون مَن يدعمهم، تتعدد أسباب ذلك الدعم، وتتعدد الأثمان التي يدفعها أولئك المدعون، وقد تخدمهم ظروف وقد يلعبون على تناقضات مرحلية، إلا أنهم سيدركون عاجلاً أن لا طاقة لهم بحرب تكسير العظام هذه، وأن هزالهم وخواءهم سيفضح أمرهم سريعاً، وحين يتوقف الدعم المالي، سيجدون أنفسهم أواني فارغة تتطاير مع جميع الاتجاهات، ويطرق على خوائها كل رائح أو غادٍ.

حينها ستنهمر تلك الدموع، دموع الندم، وسنكون هناك لنسجّل ذلك الحدث، بكل ما أوتينا من إنسانية وشعور بالمسؤولية.

يا طلاب الشهوريّة.. لا تغرنّكم تلك الأضواء المُوجّهة عليكم؛ لأنكم الآن سلعة، ووقود لمن يمتطيكم.

انتظروا.. إنا معكم منتظرون.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد