يوميات مغربية في تونس

استلقيت لمدة ربع ساعة تقريباً، وبعد ذلك نزلت لأشبع بطني فقد كنت جائعة ومشتاقة للأكل المغاربي. خرجنا من الفندق، تناولنا وجبة الغداء وبعدها احتسينا كوباً من القهوة والحلويات الفرنسية، ثم مشينا في شارع الحبيب بورقيبة

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/19 الساعة 06:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/19 الساعة 06:19 بتوقيت غرينتش

لطالما وطئت أقدامنا بلداناً أشعرتنا أننا فقط عابرو سبيل في هذه الحياة، وأننا غريبون عن هذه البلاد. لكن في بعض المرات تشعر وكأنك تنتمي لهذه التي زرتها للمرة الأولى، لكنك قرأت عنها وسمعت عنها كثيراً، وهذا شعور جميل يجعلك تربط علاقات وطيدة مع أهل البلاد، ويجعلك تتعرف على تاريخها، وحضارتها وعمارتها.

ما إن خطوت أول خطوة على أرض تونس الخضراء، ذهبت أسأل عما إن كان يلزمني اقتناء التأشيرة، فأجابتني الشرطية بوجه بشوش وبلهجة تونسية جميلة: (مرحباً بك)، بعد أن عرفت أنني من المغرب.

المهم انتهيت من إجراءات المطار ووصلنا إلى وسط البلد إلى شارع الحبيب بورقيبة المتقاطع مع شارع محمد الخامس، والموازي لشارع مصطفى كمال أتاتورك. الناس يمشون بخطوات أثقل، والسيارات تحترم إشارة السير، حتى إنه قليلاً ما ترى زحمة السير كتلك التي اعتدت عليها في إسطنبول.

وصلنا الفندق، على الساعة ١١ صباحاً تقريباً، تسلمت مفاتيح الغرفة وصعدت المصعد إلى غرفتي حتى أرتاح قليلاً من تعب السفر، وأقرأ شيئاً عن البلد المستضيف وعن أخبار الساعة.

استلقيت لمدة ربع ساعة تقريباً، وبعد ذلك نزلت لأشبع بطني فقد كنت جائعة ومشتاقة للأكل المغاربي. خرجنا من الفندق، تناولنا وجبة الغداء وبعدها احتسينا كوباً من القهوة والحلويات الفرنسية، ثم مشينا في شارع الحبيب بورقيبة، وأنا أمشي في الشارع أحسست كأنني أمشي في الشار الرئيسي لمدينة الرباط عاصمة المغرب، كل المحلات تشبه بعضها، والناس تشبه بعضها، والنظام كله يشبه نظام بلادي.

منذ أن وضعت رِجلي على هذه الأرض المباركة، أرض الزيتون والزهر والعنبر، وأنا في داخلي إحساس أنني في زيارة لإحدى المدن المغربية البعيدة عن مدينتي؛ حيث تختلف اللهجة فقط وبعض من العادات الاجتماعية التي قد تختلف من منطقة لأخرى.

الشعب التونسي هو يشبه الشعب المغربي والجزائري في نصرته للقضية الفلسطينية، كنا نتجول في الحارات العتيقة مع مجموعة من العرب من مختلف الدول، لكنهم عندما يقابلون الفلسطيني يفرحون أكثر من فرحهم للقاء جارهم المغربي أو الجزائري أو الليبي، عندما يقابلون الفلسطيني يفرحون بشدة ويخبرونه بأنهم مناصرون للقضية الفلسطينية دائماً وأبداً ويكرمونه.

تونس هي الدولة المغاربية التي بفضل تاريخها العتيق تجدها تجمع التراث الروماني، والأندلسي والعثماني بصيغة مجملة، وهذا يتجلى في معمارها، ومطبخها، وحلوياتها ولباسها ولهجتها، فضلاً عن الثقافة الفرنسية التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هوية التونسي، فتجدهم في حديثهم يكادون يفصلون العربية والفرنسية، ومثلهم مثل المغاربة والجزائريين وذلك يعود إلى الاستعمار الذي لم تسلم منه أي دولة من دول شمال إفريقيا.

الشعب التونسي شعب تقرأ في ملامحه الحزن وخيبة الأمل، حزن على المستقبل، وخيبة أمله على الديمقراطية التي ضاعت من يديه وهو يحاول حمايتها والدفاع عنها.. شكراً لكم يا توانسة؛ لأنكم أيقظتم العرب من الغفلة، وحفظ الله لكم بلادكم.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد