لهذا قررتُ ألا أفقد من وزني قبل حفل زفافي

لم أحلم بأنني سأقف وسط متجر فساتين الزفاف، على وشك أن أطلب الفستان الذي اخترته، حين سمعت هذه الكلمات: "إذاً، كم من الوزن تخططين لخسارته قبل حفل الزفاف؟".

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/17 الساعة 08:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/17 الساعة 08:59 بتوقيت غرينتش

كفتاةٍ شابة، لطالما حلمت بأنني سألتقي توأم روحي، وسأقع في الحب بجنون، وأتبختر في الممشى مرتديةً فستاناً جميلاً ومحاطة بجميع الأشخاص المفضلين لديَّ.

هل تعلمون ما لم أحلم به طوال تلك السنين؟

لم أحلم بأنني سأقف وسط متجر فساتين الزفاف، على وشك أن أطلب الفستان الذي اخترته، حين سمعت هذه الكلمات: "إذاً، كم من الوزن تخططين لخسارته قبل حفل الزفاف؟".
كم ماذا، الآن؟
في ذلك الجزء من الثانية بدأت أشك في ذاتي، كما بدأت كل تلك السنين التي أمضيتها في علاج علاقتي بالأكل بالانهيار.
كم من الوزن سأفقد؟
هل أحتاج إلى فقدان الوزن؟
هل تقول إنني أبدو سمينة؟
ربما هذا ليس الفستان المناسب.. أتمنى حقاً لو أنني لم أتناول تلك الشطيرة على الغداء.. كان ينبغي أن أطلب سلطة.

هدأت من روعي، والتفت نحو عاملة المتجر قائلة: "لا أنوي أن أفقد أي وزن قبل الزفاف، لكنني لست متأكدة أي قياس سأحتاج. هل لديك شريط قياس؟".

لا أوجه هذا الكلام ضد عاملة المتجر، بالرغم من سوء اختيارها للكلمات، فبحسب المنتديات الإلكترونية ومجلات الأعراس وأصدقائي فإن النظام الغذائي الخاص بفقدان الوزن قبل الزفاف هو من أولويات العديد من العرائس.
لكنه ليس كذلك بالنسبة لي، وهذا هو السبب:

كافحت لعدة أعوام كي أقلص حجم جسدي، عددت السعرات الحرارية، وحسبت النقاط، حتى إنني ادخرت الأنصبة الغذائية لحفلات نهاية الأسبوع الصاخبة.

استغنيت عن الخبز، وقاطعت السكر، وتجنبت الخروج ليلاً مع الأصدقاء، اعتدت التقيؤ عندما آكل كثيراً. فقدت بعضاً من وزني لكنني كنت تعيسة، لم يهم كم انخفض الرقم على الميزان، لم أشعر بالسعادة قط.

أصبح التحكم في أكلي أكثر من مجرد محاولة كي أكون بصحة أفضل، وأن أكون أكثر سعادة بجسمي، بل تحولت إلى آلية للتغلب على كل شيء آخر خاطئ في حياتي، كانت بعيدةً كل البعد عما هو صحي، لكنني كنت جيدةً في فعل ذلك.

ثم في أحد الأيام، شيءٌ ما تغير
وقعت في حب شخص اعتاد توجيه أسئلة صعبة، والاستماع إليّ بينما أضطرب بين الأجوبة، منذ اليوم الأول، جعلني أتحدث عن أشياء لم أتحدث عنها مطلقاً من قبل، وبدأت أفكر في إمكانية أن تكون حياتي مختلفة.

تساءلت: إذا استطاع أن يحبني كما أنا، بالرغم من عيوبي، فلمَ لَم أستطع أنا ذلك؟
شيء ما في تفكيري تغير، قررت أنني لست جديرة بحبه هو فقط، بل جديرة بحبي لنفسي كذلك.

استغرق الأمر وقتاً طويلاً كي أغير العادات الغذائية المدمرة التي خلقتها على مر السنين، لكن حب الذات فاز في النهاية. أنا في مكانٍ أفضل الآن، آكل الطعام الذي يغذي جسمي، لكنني لا أخاف من السماح لنفسي بالاستمتاع بالطعام الذي أشتهيه، أحاول الاعتناء بجسدي؛ لأنه كل ما أملك، لكنني أستمتع بالحياة كذلك، هذا هو المهم، أليس كذلك؟
من السهل الوقوع في شَرَك الصفحات اللامعة لمجلات الأعراس، أو الصور اللانهائية لبينتيريست. لكن الحقيقة هي أنه، ليس من الضروري أن يكون زفافي مثالياً، ولا أنا مضطرة أن أكون كذلك أيضاً.

الاستغناء عن فكرة المثالية كان جزءاً مهماً من خطوتي نحو حب الذات، وهو شيء ما زلت أعمل عليه اليوم.
إذاً لا، لم أحاول أن أخسر وزني من أجل زفافي

حين أسير عبر ذلك الممشى في نهاية الأسبوع المقبل، سأتزوج صديقي المفضل، وهذا شيء رائع. لن يكون زوجي المستقبلي قلقاً بشأن حملي بضع باوندات إضافية، أو بشأن بعض الحلويات التي تناولتها قبل ثلاثة أسابيع.

ولن يكون ضيوفنا كذلك أيضاً، هل سبق لكم أن حضرتم حفل زفاف ودققتم في وزن العروس؟ لا أظن ذلك، لكن إذا فعلتم، أظن أن الأمر يتعلق بعدم الأمان الخاص بكم أكثر من كونه يتعلق بالعروس.

بالنسبة لي لا يعني الزفاف التنسيق المثالي للألوان، والقوائم المفصلة، أو أن تحشري نفسك داخل فستان.
إنه احتفال حب، وهذا ما سأركز عليه، وليس الرقم على الميزان.

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد