أين القعر؟

أكثر من 90% من المجادلين اكتشفت أنهم لم يقرأوا الخبر أو الموضوع الذي نشرته (الموقع والصفحة فيهما خاصية معرفة عدد القراء لكل موضوع وليس أسماءهم). فلا أدري على أي أساس وأُسس يجادلون أو يناقشون!

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/14 الساعة 04:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/14 الساعة 04:07 بتوقيت غرينتش

عندما تكون مؤسِّساً لمجموعات كبيرة وأيضاً محرِّراً في قسم منها وعضواً في أخرى يصل عددها لأكثر من 40 جروباً، تحوي مئات الآلاف من المشتركين، قسم منها ضخم ومشهور، آخذين بنظر الاعتبار أيضاً المواقع العالمية التي أنشر بها، ومنها ما ساهمتُ شخصياً في تأسيسه ونشره.

تستطيع بعد فترة طويلة من كل هذا، أن تختبر، وبسهولة متناهية، كيف يفكر الغالبية العظمى من الشعب العربي أو بالأحرى كيف هي ردود الفعل لحدث ما، فأغلب تصرفاتهم وأقوالهم وأفعالهم ناتجة من العقل الانفعالي الذي يُكوّن جزءاً لا يستهان به من المُخ البشري ويشكل القسم الأعظم من المخ الحيواني.

فهذا الذي إذا ما دُسْت أو -ولو بأدب وموضوعية- معتقده، سواء كان معتقداً دينياً أو آيديولوجياً أو قبلياً، فهي كلها ترزح في خانة العاطفة لا العقل والمنطق إطلاقاً، ألمس وأشاهد ردود الفعل السريعة بلا أدنى خُلق أو أدب؛ بل تصل بسهولة، حد السب والطعن والجزم بانتمائي أو موالاتي لطرف أو عقيدة فقط؛ لأنني انتقدت (تاج رأسه) أو ما يؤمن به من هذه الباليات الوراثية.

الأمر يعكس حقائق كثيرة وخطيرة:
1- أزمة ثقافة لدرجة الشحة، فالأخلاق من الثقافة؛ بل شرطها الأول وتعكس أيضاً منشأ الشخص.

2- جهل مُدقع في المجالات كافة التي تخدم الحوار والتفكير؛ بل لدرجة أن هؤلاء المشمولين بكلامي هذا اتضح أنهم يجادلون ولا يناقشون في موضوع ليس لديهم فيه أي معلومة موثوقة أو حتى عامة؛ بل معظمهم لا يدري ما يقول أصلاً.

3- الجميع لا يفرق بين الجدال والنقاش على الإطلاق.

4- أكثر من 90% من المجادلين اكتشفت أنهم لم يقرأوا الخبر أو الموضوع الذي نشرته (الموقع والصفحة فيهما خاصية معرفة عدد القراء لكل موضوع وليس أسماءهم). فلا أدري على أي أساس وأُسس يجادلون أو يناقشون!

5- أغلبية المجادلين صغار في العمر، أما الخبرة فالسلام عليها، فهي السراب الذي يؤمن به. فمثلاً يناقش أموراً عسكرية وهو لا يدري هل التحية باليمين أو باليسار! أما التقنيات العسكرية فهذا ضرب من خيال.

النشر يعطيك صورة واضحة عن القعر الذي وصلت إليه هذه الشعوب والتي برأيي لا قعر لحضيضها أبداً، فكيف يريدون أن تعاملهم الدول المتقدمة باحترام!
فالاحترام يؤخذ ولا يُمنح أبداً.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد