ليالٍ بلا نوم، الإحباط، الأمل، يعقبه وجع القلب، لا يتكلمون عن هذا الأمر، لكن العديد من الناس يواجهون سراً نفس التحدي، لم أكن أتوقع أن أكون مجرد رقم في إحصائية، ولكن الحياة وضعتني في مأزق عصيب، واحد من كل 8 أزواج لديهم صعوبة في الحمل، أنا وجه العقم.. وأنا لست وحيدة.
إنه شيء لم أفكر فيه حقاً من قبل، قبل 10 إلى 15 عاماً، لم أتخيل أنني سأواجه صعوبات في الحمل في حياتي، بدا أن الحياة دائماً ما تسير معي بشكل جيد – زوج مثالي، حياة مهنية ناجحة، عائلة وأصدقاء مُحبون.
الشيء الوحيد المفقود كان الأطفال، ولكن شهراً بعد شهر، عاد اختبار الحمل بنتيجة سلبية، وكل شهر، يحزن قلبي أكثر قليلاً.
على مر السنين، اختبرت مجموعة من العواطف، ما بدأ بمثابة الإحباط تحول في نهاية المطاف إلى الشفقة، إذ وجدت نفسي أتساءل: "لماذا أنا؟" رقدتُ مستيقظة في الكثير من الليالي بينما زوجي مستغرق في النوم بجواري.
وبينما أبكي في صمت، وتساقطت دموعي على الوسادة، كان الشعور باليأس يغلفني، بكيت لأن الحياة لم تكن عادلة، عدد من المشاكل الصحية يعني أنني قد لا أكون قادرة على الإنجاب، بكيت بسبب العبء المالي الذي واجهته أنا وزوجي، سنوات من الفواتير الطبية زادت ونحن نسير في طريق العقم، بكيت لأنني شعرت أني وحيدة ويُساء فهمي، على الرغم من أنني كنت محاطة بالحُب، جعلتني حقيقة أن جسدي يخذلني أشعر بالهزيمة.
لم تفعل وسائل التواصل الاجتماعي شيئاً إلا زيادة حزني، كانت رؤية إعلانات الأطفال في الفيسبوك تسحقني، أدركتُ ذلك في أعماقي، كنت أغار ببساطة، ولكن بينما أصبحت ببطء أكثر انفتاحاً مع صراعاتي، وجدت أنني لم أكن الوحيدة التي تواجه حسرة العقم، هناك مجتمع بأكمله هناك، مليء بأشخاص يمرون بظروف مماثلة، ولكن قليل هم من يشعرون بالراحة في الحديث عن ذلك، إنه عام 2017، ومع ذلك لا يزال العقم يعتبر موضوعاً محرماً.
سأكون أول مَن أعترف بعدم الارتياح الذي يصاحب زيارة عيادة الخصوبة، بينما لم أكن خجلة من أن أتواجد هناك، تبدو الغرفة سيريالية، كما لو كانت هناك لوحة نيون كبيرة "العقم" تشير لي، وأنتظر الطبيب.
كان عقلي مليئاً بالأسئلة، هل كان كل هؤلاء الأشخاص في غرفة الانتظار يواجهون نفس الوضع؟ هل كان تأمينهم يغطي تكلفة العلاج، أم أنهم واجهوا جبالاً من الفواتير مثلي؟ هل كان الأمر حقاً يستحق كل هذا العناء، خاصة مع عدم وجود ضمان بأن علاجات الخصوبة ستنجح؟
كانت العواطف التي شعرت بها قبل بدء علاجات الخصوبة تتضخم عندما بدأت أنا وزوجي الشروع فيما يعتقد الأطباء أنه الحل الوحيد – أطفال الأنابيب IVF.
تقابل الأمل والإثارة لدينا مع الألم بينما استسلم جسدي لصدمات لا نهاية لها من الحقن المتعددة التي أعطيتها لنفسي كل يوم.
بعد بضعة أسابيع، كنت قد استُنزفت عاطفياً وجسدياً، ولكن كل هذا نُسي عندما أخبرنا الطبيب أنه بعد سنوات من العقم، أخيراً أصبحت حاملاً، كان قد مرت أربعة أعوام، ولكنني أتذكر تلك اللحظة كما لو كانت بالأمس فقط.
بعد فترة وجيزة من إعلان حملي، اتخذت خطوة جريئة بمشاركة كفاحنا مع الآخرين، تصالحت مع نفسي، أحلك أسراري، أخرجت كل ما في قلبي إلى العالم ليحكم عليه.
كنت أعرف أنه لن يتفق الجميع مع طريقة حملي، ولكني مضيت قدماً، وبينما بدأت في إخبار بعض الأصدقاء عن حالة العقم التي نواجهها، فتح مزيد من الناس قلوبهم لي، لم أكن وحيدة، بعض الناس ببساطة بحاجة إلى كتف يبكون عليها، في حين أراد آخرون المشاركة في نجاح الحمل، كانت كل القصص فريدة من نوعها، ولكننا كنا جميعاً متصلين من خلال رابطة مشتركة.
في هذه الأيام، أنا وزوجي مشغولون في مطاردة ابنتنا المعجزة، ثلاثة ناجين تحدوا العقبات في كل خطوة على الطريق.
الآن أربع سنوات من العمر، والناس غالباً ما يتساءلون ما إذا كنا نخطط لإنجاب المزيد من الأطفال.
الإجابة ليست بسيطة "نعم" أو "لا"، إنها في تلك اللحظة عندما يزحف العقم مرة أخرى إلى حياتنا. أيام الأمل ووجع القلب ليست ذكريات بعيدة جداً. فرص الحمل دون تدخل طبي ضئيلة، ولكن لا بأس بهذا، في حين أن العقم يمكن أن يؤدي إلى العزلة، هناك بعض الأمور الجيدة التي أتت من ورائه، فبسبب العقم، وجدت مجتمعاً داعماً لي.. وتبين لي أني لست وحيدة.
هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.