مدينة اسطنبول مليئة بالزوايا المخفية والسرية. كما اتفقنا سابقاً، ما عليكَ سوى أن تستمرّ بالمشي حتى تألفكَ وتعطيكَ بعضاً من أسرارها.
لا تكترث إنْ واجهتك زوايا مظلمة أو زقاقات مخفية أو حتّى أدراج متداعية، فالجمال كلّ الجمال يكمن فيما وراء هذه الأماكن أو حتى في قلبها.
جولتنا الآن ليست في مكانٍ سياحيّ مشهور، أو منطقة مزدحمة، لكنكَ إنْ كنتَ بالقرب من أحد تلك الأماكن فحتماً تستطيع الوصول لما سنذهب إليه.
احملْ حقيبتك واتجه نحوَ إمينونو أو إن شئتَ فصوّب خطواتك تجاه السوق المسقوفة، ولا تنسَ ما اتفقنا عليه سابقاً، اجعلْ من "جوجل ماب" وأحد تطبيقات المواصلات التي ذكرناها، رفقاء سفرٍ دائمين لك، اطلب منه المساعدة لكي يوصلك إلى واحدة من زوايايَ المفضلة في المدينة، خان الوالدة الكبير أو "Büyük Valida Han"
واحد من أقدم الخانات في إسطنبول؛ إذ بني في القرن السابع عشر، كان يُستخدم لتخزين البضائع القادمة عبرَ السفن الراسية في خليج القرن الذهبيّ، بالإضافة لكونه فندقاً أو نُزلاً للتجار المسافرين القادمين للمدينة، أما اليوم فهو عبارة عن تجمّع لورش العمل للعديد من الحرفيين ذوي الحرف المختلفة، من حديد وفخار ومصابيح وأراجيل وفضة وورش النسيج والخياطة وغيرها الكثير.
يتكون الخان من طابقين، وثلاثة أفنية، وهو ذو مخطط بنائي غير منتظم، تبعاً لموقعه والأرض المبنيّ عليها. يضم 153 غرفة في باحتيه الأولى والثانية و57 غرفة في الباحة الثالثة.
خذ جولةً حولَ ورش العمل الصغيرة، ودقق في تفاصيل الخان الدقيقة، فستجد الكثير الكثير من التفاصيل التي قد تشدّ انتباهك، ثمّ اشحذ نفسكَ للمنظر الكبير، الذي سيسحر عقلك ويأخذ لبّك، فما إن صعدتَ إلى سطح الخان، فستحظى بمشهدٍ بانوراميّ أخّاذ للمدينة، تمتع به بتمعّن واستعد لالتقاط صورٍ تذكارية فريدة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.