إن كوني ممثلة يعني أنني قادرة على عيش أكثر من حياةٍ واحدة، أحب فهم ما يشعر به غيري من الأشخاص، أنا امرأةٌ وممثلةٌ، ولديَّ أيضاً صعوبةٌ في التعلُّم.
عندما بدأت أمارس التمثيل، واجهتني العديد من ردود الأفعال السلبية، كان لدى المخرجين العديد من المفاهيم الخاطئة بأنني لن أتمكن من أداء الأدوار المطلوبة، أو أنني سأعطل تصوير الفيلم أو جدول الإنتاج بسبب إعاقتي، كان يساورهم القلق أيضاً حول الطريقة التي يمكنهم توجيهي بها؛ لأنهم لم يعرفوا كيفية التواصل معي، أو لأنهم اعتقدوا أنني غير قادرة على فهم ما يريدونه منّي.
لقد تحسَّنت هذه الأمور حالياً، فقط لأنني أثبت أنهم مخطئون، أعتقد أن الناس أدركت أنني أتمتَّع بنفس قدر المرونة التي يتمتَّع بها أي ممثلٍ آخر، وأنني لا أمانع في تغيير الطريقة التي أؤدي بها الدور. أحتاج فقط أن يُشرح لي الدور، إذا وثق المخرج أو المنتج بي، سأثق بهم، إذا ساعدوني على فهم الشخصية التي أؤديها، وإذا تمكنت من فهم جوهرها، سأتقمَّصها.
إن دوري في مسلسل Call the Midwife هو المفضل بالنسبة لي حتى الآن؛ إذ لعبت دور شابةٍ تعاني من متلازمة داون وكانت حاملاً، لقد كان سماع تعليقات الناس تجاه الأشخاص، الذين لديهم صعوبات في التعلُّم، أمراً محبطاً، أنا ممتنة لكوني لم أولد حينها، لكن مع الأسف، ما زالت بعض هذه المواقف موجودة حالياً.
توصَّل بحثٌ لمؤسسة Mencap الخيرية لصعوبات التعلُّم، خلال العام الماضي، إلى أن 34% فقط من الأشخاص قالوا إنهم شاهدوا شخصاً لديه صعوبةٌ في التعلُّم في أحد المسلسلات الدرامية أو الكوميدية، وأن 12% من الأشخاص قالوا إنهم شاهدوا شخصاً لديه صعوبةٌ في التعلُّم في أحد الأفلام خلال الستة أشهر الأخيرة، هذه الأرقام متدينة للغاية، هناك نحو 1.4 مليون شخص في المملكة المتحدة لديهم صعوبةً في التعلُّم، ونحن نرى أشخاصاً مختلفين كل يومٍٍ في العالم الحقيقي؛ لذا لماذا لا ينعكس كل هذا على شاشة التلفاز؟
لكن الأمور آخذة في التحسن، ولقد كنت محظوظة بما فيه الكفاية كي أشارك في بعض خطوات التغيير الهامة، لقد كنت أول ممثلة لديها صعوبة في التعلُّم تؤدي شخصية لا تعاني من إعاقة على المسرح، وهي لحظةٌ مهمةٌ بالنسبة لمجتمع الممثلين ذوي الإعاقة، تساعدني مثل هذه الفرص على الاستمرار في الحياة.
إن حقيقة وجود أشخاصٍ في حفل توزيع جوائز الأوسكار يتحدثون عن التنوع لهو أمرٌ عظيم، لكنهم لا يتحدثون عن إتاحة مزيدٍ من الفرص لأشخاصٍ لديهم صعوبات في التعلُّم، وتبيِّن الإحصاءات أن 16% من جوائز الأوسكار آلت إلى ممثلين غير مُعاقين يجسِّدون شخصيات تعاني من إعاقة.
إن ما يثير غضبي هو عدم منح الممثلين ذوي الإعاقة الفرصة للعب أدوارٍ في السينما والتلفاز رغم وجود الكثير منهم، حتى إذا كان الدور عن شخصٍ يعاني من إعاقة، وأعتقد أن المخرجين يفوتهم أمرٌ هام. أنظر إلى الأشياء الرائعة التي قالها النقاد عن مسلسل My Feral Heart وبطله الذي يعاني من متلازمة داون، أحب الدراما الجيدة التي ينبغي أن تكون مقنعةً بالنسبة الناس، أعتقد أن هذا ما يستحقه الجمهور، إنهم يريدون النظر إلى عينيّ الشخصية والاقتناع بأنه يعاني من إعاقة.
من المهم أن يظهر الأشخاص الذين يعانون صعوبةً في التعلُّم على شاشات التلفاز؛ لأننا ببساطة موجودون، نحن في كل مكان، لسنا كائنات خرافية، يمكننا لعب شخصيات يستطيع الناس الاقتناع والشعور بها.
أريد أن أشاهد أدواراً مكتوبة لأشخاصٍ لديهم صعوبةٌ في التعلُّم، أدواراً لا ينصب التركيز فيها على الإعاقة التي يعاني منها الشخص، ومع قلة هذه النوعية من الأدوار، يميل التلفاز إلى أن تتمحور هذه الأدوار عن المشكلات التي تنشأ بسبب إعاقة الشخص، إن الشخصية هنا تصبح "الإعاقة" نفسها وليس "الشخص".
ينبغي على المسؤولين بالتلفاز توظيف شخصياتٍ لديها صعوباتٌ في التعلُّم تقوم بأدوارٍ لا علاقة لها بإعاقتهم، أدوارٍ تظهرهم كجزءٍ من الحياة، قد يكون دوراً صغيراً مثل شاب يقف خلف ماكينة الدفع في مطعمٍ يقدِّم الشطائر، هكذا يمكن أن نجعل الإعاقة تبدو كجزءٍ من المجتمع.
من المهم تحدي هذه الصور النمطية؛ لأنها مملة مثل كل الصور النمطية، إن الأشخاص الذين لديهم صعوبة في التعلُّم مثل أي شخصٍ آخر، ينبغي على التلفاز والسينما أن يعكسا الحياة الحقيقية، لكن إذا أُقصِيَ الأشخاص الذين لديهم صعوبة في التعلُّم، فهذا لن يعكس المجتمع على حقيقته.
إن حديث الناس عن التنوع في حفل الأوسكار أمرٌ عظيم، لكن ينبغي أن تكون الإعاقة جزءاً من هذا الحديث، لقد حان الوقت لتبني رؤية أكثر شمولية وجعل التلفاز والسينما أكثر تشويقاً وتحقيقاً للترابط بين عامة الناس وصعوبات التعلُّم.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية من موقع Huffington Post. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.