المؤتمر النوعي لتحسين الإنتاجية

ولا شك أن غياب الإبداع وتلاشي الفعل الحقيقي يسهمان في إضعاف الوزارات والمؤسسات والشركات ومثلها، ويعجّلان بهرمها بصورة تجعل من مسألة التنادي لأجل معالجة مثل هذا الوضع البائس ضرورة حتمية تفرضها مناحي التقدّم ودواعي التغيير والتطوّر التي هي كما القطار، إن لم تركبه في الوقت المناسب، لا يستطيع انتظارك.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/13 الساعة 01:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/13 الساعة 01:12 بتوقيت غرينتش

لأسباب ما أصبحت المشروعات والمبادرات شحيحة في عموم حياتنا وأعمالنا بحيث إن الجمود و(الرتابة) وما يسمى القوالب الجاهزة هي الانطباع السائد في شتى الممارسات، فلا جديد، ولا ابتكار -إلَّا ما ندر- يفرض نفسه في واقعنا ويستحق أن يُشار إليه بالبنان.

وبالطبع أعني هنا المبادرات والقفزات الحقيقية التي ينتج عنها إنجاز، يفتخر الناس به، ويستفيدون منه، وأضاف قيمة إلى معيشتهم وحرزاً إلى إجراءاتهم وحقق لهم مكتسبات يلمسونها ويشعرون بأثرها.

ولا أعني تلك المبادرات -المنتشرة للأسف الشديد- التي تميل إلى (الترقيع) وغايتها (التلميع)، وتهدف إلى مجرّد (الشو الإعلامي) وتسويق الأشخاص في وسائل الإعلام المختلفة بشكل دعائي فجّ، بينما لا يكون لها على أرض الواقع أي شيء مفيد يتعدّى الأحبار التي زاحمت بياض الصحف والجرائد.

ولا شك أن غياب الإبداع وتلاشي الفعل الحقيقي يسهمان في إضعاف الوزارات والمؤسسات والشركات ومثلها، ويعجّلان بهرمها بصورة تجعل من مسألة التنادي لأجل معالجة مثل هذا الوضع البائس ضرورة حتمية تفرضها مناحي التقدّم ودواعي التغيير والتطوّر التي هي كما القطار، إن لم تركبه في الوقت المناسب، لا يستطيع انتظارك.

استحضرت ذلك وأنا أتابع بعض تفاصيل المؤتمر النوعي المتميز الذي انتظم عقده في الأول من شهر أبريل/نيسان الحالي في رحاب العاصمة البحرينية، المنامة، وهو المؤتمر العالمي الثامن عشر للإنتاجية الذي يُقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعدما انعقد في كل من الولايات المتحدة، والسويد، وماليزيا، وجنوب إفريقيا، والنرويج، والهند، وأستراليا، وتشيلي، وكانت نسخته الأولى انطلقت في المملكة المتحدة عام 1969.

وشارك في هذا المؤتمر النوعي حوالي (300) مشارك يمثلون ما يقارب الـ70 دولة من مختلف أنحاء العالم، جمعهم شعار (طرق جديدة للابتكار ولإنتاجية أعلى) يستعرضون فيه أحدث التجارب الناجحة والنماذج الفريدة حول استغلال المصادر والارتقاء بالإنتاجية وتحسينها، باعتبارها من أهم روافد التنمية لمن ينشدها ويسعى لتجاوز -على الأخصّ- تداعيات الأزمة التي تعصف باقتصاديات مختلف الدول، لا سيما أن مفهوم الإنتاجية بات يعني "مخرجات أكثر بمدخلات أقل"، وهو تعريف دقيق يشكل تحدياً لمعايير الجودة والتفوق وتحقيق الربحية والمنافسة.

ولأن البحرين من الدول التي تولي اهتماماً متزايداً في مجال تشجيع المعارض والمؤتمرات التي تحمل الجديد في هذا العالم السريع التطوّر، وتحرص حكومتها على إتاحة كل الفرص لتحقيق التميز، فقد أعطت هذا التجمع العالمي اهتماماً فائقاً تمثل في رعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، لافتتاح أعمال هذا المؤتمر، وبحضور معالي خليفة بن أحمد الظهراني، رئيس مجلس النواب السابق، وعدد من الوزراء والمسؤولين الذين سعدوا أيضاً باتخاذ الاتحاد العالمي لعلوم الإنتاجية مملكة البحرين مركزاً له في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأحسب أنه في ظل تردّي أو ضعف مخرجات المؤتمرات والملتقيات ذات الطابع السياسي؛ فإن المؤتمرات الأخرى التي تبسط مصطلحات ومفاهيم في معايش الناس وأعمالهم وإنجازاتهم وتسهل نجاحاتهم وتكسبهم مهارات وقدرات، وتطلعهم على نماذج تجارب وخبرات، لعلّها هي الأجدى الآن، وقد تكون هي البديل المناسب لتلك المؤتمرات التي لا يُجنى من ورائها شيء.

بقي أن نشيد بالجهات المنظمة لهذا المؤتمر، وهي بالإضافة للاتحاد العالمي لتحسين الإنتاجية، شركة جفكون للاستشارات لتحسين الإنتاجية، وجمعية البحرين للتدريب التي يترأسها الخبير الدكتور إبراهيم الدوسري.

سانحة:

من القواعد المهمة في اختيار القيادات والمسؤولين قول الله تعالى: "إن خير مَن استأجرت القوي الأمين".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد