حملت الانتخابات الرئاسية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) مفاجأة مدوية، حين خسر رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة قدم المسيطر على عرش الكاف عيسى حياتو بعد تسعة وعشرين عاماً ارتبط اسم كرة قدم الإفريقية فيها باسم الرجل القوي والمتحكم في القارة السوداء كروياً الكاميروني عيسى حياتو.
العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حملت مؤخراً أخباراً سارة لخصوم عيسى حياتو وما أكثرهم، وخاصة في شمال إفريقيا، الذي طالما عانى من ظلم حياتو وتهميش عيسى لهم.
المدغشقري أحمد أحمد الملغاشي يحصل على 39 صوتاً مقابل 20 لعيسى حياتو في أم المفاجآت، اهتزت القاعات بعد إعلان النتيجة وعلت أصوات خصوم الرجل.. ومن ورائهم قارة طالما حكمها الرجل كروياً بالقوانين الحديدية النارية كما يحكمها الجنرالات بأسلحتهم وجيوشهم.
نعم خسر الكاميروني بعد 29 عاماً من سيادة القارة والجلوس على عرشها، وحدث ما كان ينتظره الكثيرون، وكم من المرات أفشلهم جنرال الكرة الإفريقية الجاثم على صدورهم حتى خيل إليه أنه ورث الكاف عن أبيه.
فعيسى حياتو رجل عنيد، ومقاتل شرس، لا يهزم بسرعة، ولا يستسلم بسهولة وديكتاتوري في قوانينه الكروية، ولا يمكن القول إنه حقق أي نجاحات للقارة السمراء، بل عانت المنتخبات الإفريقية والعربية في عهده، حتى رغم النشوة الغانية في مونديال جنوب إفريقيا، والذي استضافت القارة السمراء فيه لأول مرة كأس العالم، ورغم صعود الأفيال الإيفوارية ووصول أندية مازيمبي الكونغولي والرجاء المغربي لنهائي بطولة الأندية العالمية، فإن إفريقيا خسرت في عهد الرجل الكثير والكثير وتراجعت الكرة في إفريقيا مقارنة بنظيرتها الآسيوية والأوروبية كما يحسب على الرجل محاباته للغرب الإفريقي على حساب الشمال الإفريقي في تحد واضح للمنتخبات العربية الإفريقية؛ حين حرم الجزائر من حقها المشروع في استضافة البطولة الإفريقية للأمم، التي استضافتها الغابون مؤخراً في يناير/كانون الثاني 2017، وتوج المنتخب الكاميروني بها على حساب نظيره المصري.
عيسى حياتو أحد أشهر رؤساء اتحادات كرة القدم على مستوى العالم، لِمَ لا وقد تولى قيادة قارة لمدة ثلاثة عقود، وكادت تزيد لولا المفاجأة المدغشقرية، فابن السبعين لا يمل من القيادة على طريقة الساسة والجنرالات.
وُلد عيسى حياتو في 9 من أغسطس/آب 1946، وانتخب في سنة 1988 بالدار البيضاء رئيساً للاتحاد الإفريقي ليحيا هو على عرش القارة، وتدفن الكرة في قارة تمتلك من المواهب ما يؤهلها لمكانة أخرى قد تؤهلها لمنافسة كبار الكرة العالمية.
يغادر عيسى حياتو العرش الإفريقي تاركاً وراءه أملاً جديداً لكل محب للكرة الإفريقية، وليحمل أحمد الشارة والقيادة لِمَ لا وقد قام المدغشقري ابن السابعة والخمسين بزلازل هز العاصمة أديس أبابا ليدوي صداه القارة السمراء بل والعالم الكروي كله في يوم لن تنساه القارة السمراء، ولن يمحى من مخيلة حياتوا؟! فقد خسر عيسى حياتو لتحيا الكرة في قارة دفنها الرجل طوال ثلاثة عقود من الزمن.
وما ينتظر من المدغشقري الرئيس الجديد هو أكثر من التهاني والرقص على أنغام المفاجآت بكثير، فإفريقيا قد ضاقت ذرعاً بعيسى حياتو ومن هو على شاكلته ممن يريدون الخلود على العروش، ويرفضون تسليم الكراسي قبل أن تسلم أرواحهم أولاً.
الرسالة كانت سياسية أولاً حتى ولو كان الحدث رياضياً وعلى الجميع أن يفهم الدرس على بساطته، وإن في عيسى حياتو لعبرة وما يذكر إلا أولو الألباب وما أقلهم في القارة السمراء!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.