أيها الربيع المتجدد في قانون ودستور الحب.. ليس من حقك أن تغيب

أيها الربيع الطيب والصديق الوفي.. كن لنا فيه أمنيات كُتبت على جدار الأوراق المتساقطة لتحيا لنا أحلام سنوات كادت تنسيها الذاكرة، ولولا إيماننا العميق بأن لكل بذرة متساقطة زرعاً نتيجته الفرح وحياة جالبة لابتسامة قد أخفتها هموم الزمن القاسي

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/27 الساعة 04:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/27 الساعة 04:44 بتوقيت غرينتش

عندما نتحدث عنك أيها الربيع ونستنشق عبيرك وأجواءك الساحرة، وحين نلمحك نتحدث عن بدايات الحياة وكل شيء جميل، حين يمر طيفك نتحدث فيه عن أن الأنثى التي تولد فيه كحديقة مليئة بكل أنواع الجمال، ولكن تصاب بالتصحر عندما يتولى رعايتها رجل لا يعرف قيمتها.

وفيك أيها الربيع نحتفل بعيد الأم، أصل الأرض والحياة، وإحياء الشجر بعد تساقطه، وإعادة الأرض خضراء بعد عناء الشتاء؛ لترتدي الأرض العارية عن الحياة وقسوة البرد أجمل ثيابها وأجمل أزهارها؛ ليبدأ فصل الجمال والألوان والأزهار فصل العمر الجديد، والعطر المنتشر بأجمل الأزهار، وحينها تعود الطيور المهاجرة التي غادرت البرد لتعود لأجواء الدفء، وحين تشرق الشمس بجمالها وطوال ساعاتها تبدأ زقزقة العصافير في عرض ألحانها بعد غياب طال؛ لتتراقص سيمفونية المحبة وتنشر أشعتها في فصل الجمال وفصل التجدد والأمل.

حين يأتي الربيع وجمعه تأتي سهراته المتأثرة في حنين الماضي، وعشق صفحات الألفة والحنين حول جلسات فيها من الذكرى، وتحت أشعة الشمس التي لامست وجوهنا بطيبة اللقاء وشوق الترحيب.

أيها الربيع الطيب والصديق الوفي.. كن لنا فيه أمنيات كُتبت على جدار الأوراق المتساقطة لتحيا لنا أحلام سنوات كادت تنسيها الذاكرة، ولولا إيماننا العميق بأن لكل بذرة متساقطة زرعاً نتيجته الفرح وحياة جالبة لابتسامة قد أخفتها هموم الزمن القاسي، سنبقى نتغنى فيك أيها الربيع، فبك يتغنى الحب برومانسيته حتى نذهب معك إلى ماهية ألوانك وجمالك الباهي؛ لتتبدل الأغصان المهترئة، وتكسوها البراعم الخضراء، وتتورد بزهر اللوز والكرز والمشمش وحدائق الفرح، سنبقى نتذكرك كل عام؛ لأنك أصل كل قصيدة مغنّاة رائعة الجمال، وحياة وروح كل جداتنا الأصيلات؛ لأنك بقدومك تحيي لهن حياة وعجزاً مضى.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد