الحكومات الفاسدة.. كيف يتعامل المواطن العربي معها؟

بعدها بعدة أيام، صدمت ميريام كلينك، عارضة الأزياء اللبنانية، العالمَ العربي بفيديو كليب جريء، برفقة المغني جاد خليفة، وبعد حظر "الكليب" بأمر من وزارة العدل اللبنانية، وتعرّض "كلينك وجاد" لكثير من الانتقاد، أُضيفت إليها وجود طفلة في الفيديو، جاء رد خليفة عبر حسابه على فيسبوك بأن الكليب كان مجرد خبطة إعلامية جعلت الإعلام يحكي عنه

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/23 الساعة 06:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/23 الساعة 06:03 بتوقيت غرينتش

تنويه: لست بصدد الدفاع عن أشخاص أو حالات معينة في هذا المقال.

قبل فترة وجيزة عرضت شبكة BBC مقابلة أجراها مراسلها بنجامين زند مع أحد أكبر تجّار الحشيش في لبنان، في وقت تزدهر فيه هذه التجارة في المنطقة، وقال تاجر الحشيش عبارة مهمة للغاية: "لو الدولة تؤمّن البديل، لن يكون هناك داعٍ لزراعة الحشيش".

بعدها بعدة أيام، صدمت ميريام كلينك، عارضة الأزياء اللبنانية، العالمَ العربي بفيديو كليب جريء، برفقة المغني جاد خليفة، وبعد حظر "الكليب" بأمر من وزارة العدل اللبنانية، وتعرّض "كلينك وجاد" لكثير من الانتقاد، أُضيفت إليها وجود طفلة في الفيديو، جاء رد خليفة عبر حسابه على فيسبوك بأن الكليب كان مجرد خبطة إعلامية جعلت الإعلام يحكي عنه.

العامل في زراعة الحشيش، لم تؤمّن له الدولة بدائل، وجاد خليفة لم يهتم به الإعلام أكثر، وهو فقط نموذج من عالمنا العربي الذي لم تهتم به لا الحكومات ولا وسائل الإعلام.

تحت قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات" يتّجه الكثير من الشباب والنساء وحتى كبار السن إلى طرق ملتوية، ليحصلوا على ما يستحقونه.

في حالة تجّار الحشيش أو العاملين في هذا الحقل، هم يسعون إلى الوصول إلى غايتهم "الأمان المادي"، وهي غاية يسعى إليها البشر جميعاً، وفي حالة الكليبات الهابطة، يسعى "جاد مثلاً" إلى الوصول إلى الشهرة كحق لإبداعه في أغانٍ سابقة.

في إحدى حلقات المسلسل السوري بقعة ضوء -الجزء الثامن- تشخّص "لوحة واحسنا" ذات المشكلة، يحاول شاعر أن يصل إلى الشهرة عبر طرح كتبه في الأسواق، إلا أنه لا يصل لتلك الشهرة إلا عندما تصدمه "فنانة" مشهورة بسيارتها، ويخسر على أثرها إصبع يده، لكنه لاحقاً يصبح مشهوراً لارتباط اسمه باسم "الفنانة حسنا" باعتباره "هاد يلي قطعت إصبعتو حسنا".
اختلفت اهتمامات العالم العربي، والسبب يعود من وجهة نظري لعدم وجود حكومات تقدّر المواطن العربي، إن كان فناناً مبدعاً أو مواطناً عادياً يسعى إلى رزقه.

فتحت المجال لبرامج تلفزيونية مخصصة للتسلية لتحتل المرتبة الأولى في اهتماماتنا، وأغفلت برامج كثيرة لتنمية المواطن وحثّه على الاهتمام بالعلم والثقافة والفكر وغيرها.

وقامت بدور أسوأ، وهو تعميق الفساد في المجتمعات، وعدم توفير مجالات جديدة تتيح فرص عمل مختلفة للمواطنين الساعين لحياة كريمة، وسمحت "للواسطة والمحسوبيات" بأن تكون هي الأساس على حساب المهارات والخبرات والشهادات.

وأصبحت مع كل ذلك، الحاجة تدفع المواطن العربي للاستعانة بأي وسيلة للإرضاء، حتى لو كان ذلك على حساب "كليب هابط" أو "تجارة غير مشروعة".

ولا يمكن القول بأنه ليس هنالك لوم على الساعي لتلبية رغباته بطرق ملتوية، لكن اللوم الأكبر يقع على الحكومات بصفتها المعنيّ الأول بتلبية أساسيات الحياة الكريمة للمواطن في بلده، والسعي لضمان عدم لجوئه لوسائل غير مشروعة في سبيل تلبية تلك الاحتياجات.

ثم عندما تقوم الحكومات بدورها، سيكون من الطبيعي أن يواكب الإعلام مسيرة الحكومة، ويسعى إلى الإضاءة على الجوانب المشرقة "غير الهابطة" ويوفّر كثيراً من وقته، لعرض مواهب مميزة أو إنجازات علمية أو مبدعين في مجالات معينة، وسيسير إلى جانب اهتمامات المواطن الحقيقية لا أن يخلق لهم اهتمامات بعيدة عن حياتهم.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد