لا يصح إلّا الصحيح “6”

في هذه الزاوية، نقبض على خطأ لغوي مشهور سوّل له إهمالنا أو جهلنا أن يظهر على اللافتات أو المنتجات أو في وسائل الإعلام. هذا، لننبّه وننوّه ونصحّح، لا لنفضح. وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/21 الساعة 02:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/21 الساعة 02:06 بتوقيت غرينتش

تدقيق: رزق

لا يصح إلّا الصحيح "6"

في هذه الزاوية، نقبض على خطأ لغوي مشهور سوّل له إهمالنا أو جهلنا أن يظهر على اللافتات أو المنتجات أو في وسائل الإعلام. هذا، لننبّه وننوّه ونصحّح، لا لنفضح. وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح.

تنبيه على العمود

الخطأ: تنبية، العامود.
الصواب: تنبيه، العمود.
من المؤلم أن تكون هذه الأخطاء في لافتة في مكان عزيز وهو المسجد الكبير.
الخطأ الأول في اللافتة هو كلمة "تنبيه" إذا كتبت بتاء مربوطة بدلاً من الهاء، وهذا غير صحيح. وأسهل طريقة للتأكد هل الكلمة مختومة بتاء مربوطة أم بهاء، هو تنوين الكلمة. فإذا نطقت هاء، فهي هاء، وإذا نطقت تاء، فهي تاء مربوطة، وحين نجرب نطق كلمة "تنبيهٌ" منونة، نجدها بالفطرة ننطقها "تنبيهُن".
أما الكلمة الثانية فقد كتبت كما ينطقها البعض بالعامية "عامود"، وهذا غير صحيح. فالكلمة بالفصحى هي "عمود"، والصفة بالفصحى هي عمودي، وليس عامودياً كما يخطئ البعض.

يا نساء العالم اتحدن!

الخطأ: إشتري… واحصل. للوجة.
الصواب: اشترِ… واحصل. للوجه.
هذا الإعلان -بصيغته الحالية- لئيم جداً! فبأي حق تشتري المرأة غسول الوجه، ويحصل الرجل على الـ"كريم" المرطب؟! المرأة تدفع والرجل يحصل على الهدايا المجانية؟
نعم، هذا بالضبط ما يقوله الإعلان. فالفعل "اشتري" موجه للمرأة، ولو كان موجهاً للرجل لكتبوا "اشترِ" (فعل أمر مجزوم بحذف حر العلة). أما الفعل "احصل" فموجه للرجل، ولو كان موجهاً للمرأة لكانوا كتبوا "احصلي".
إذا لديهم خياران: إما أن يقولوا "اشتري… واحصلي على…" ويكون الخطاب بالكامل هنا للمرأة. أو أن يقولوا "اشتر… واحصل على…" ويكون الخطاب موجهاً للرجل.
أما الخلط الوارد في الإعلان أعلاه، فأمر يجب علينا -نساء العالم- التصدي له، حفاظاً على مكتسباتنا! ولكن بالأصالة عن نفسي بالنيابة عنكن، لن أمانع إذا غيروا صيغة الإعلان إلى:
اشترِ غسول الوجه، واحصلي على كريم مرطب.
وهنا يدفع الرجل التكلفة، وتحصل المرأة على الهدية (أو يا حبذا لو حصلت على المنتج والهدية معاً!)، وتستقيم عجلة الإنفاق، ويستقر الاقتصاد، ويعيش الجميع في ثبات ونبات!
وكما في المثال السابق، كلمة "وجه" من الكلمات المختومة بالهاء وليس بالتاء المربوطة، ويمكن تنوينها للتأكد من أنها هاء.
كما أن ترك فراغ بين واو العطف وما بعدها في "و احصل" غير سليم، والصحيح هو كتابتها "واحصل" دون فراغ. السبب في ذلك هو أن واو العطف شأنها شأن فاء العطف أو باء الجر، تلصق بالكلمات التي تتصل بها، ولا تكتب منفردة؛ لأنها من حرف واحد. فلا نكتب "ذهبت ب السيارة"، بل نكتب "بالسيارة".

ثلاثة أيام

الخطأ: ثلاث أيام.
الصواب: ثلاثة أيام.
قد تكون مسألة العدد والمعدود من الأمور المحيرة في العربية، لكن مع معرفة القاعدة تستقيم الأمور. فالقاعدة تنص على أن الأعداد من 3 إلى 10 تخالف المعدود من حيث الجنس، أي إذا كان الشيء الذي نتكلم عنه مذكراً، يكون العدد مؤنثاً (مختوماً بالتاء المربوطة)، وإذا كان الشيء مؤنثاً، يكون العدد مذكراً!
وكي نحكم على جنس الشيء، نعيد الكلمة إلى مفردها، فكلمة يوم كلمة مذكرة. إذا كان عليهم أن يكتبوا "ثلاثة أيام" بدلاً من "ثلاث أيام".
ونجد في القرآن الكريم أمثلة جلية على هذا:
{قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} (آل عمران:41).
{قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} (مريم:10).
فنجد رب العزة قال "ثلاثة أيام"؛ لأن يوم كلمة مذكرة، وثلاث ليالٍ؛ لأن ليلة كلمة مؤنثة.
ويمكن ملاحظة أخطاء أخرى في الإعلان منها: "إعتباراً"، والصحيح هو "اعتباراً"، وأيضاً "إستقبالكم"، والصحيح هو "استقبالكم" بهمزة وصل لا قطع.

عبوة على سبيل الحبوة
الخطأ: حبوة.
الصواب: عبوات.
هذا حتما خطأ بريء وغير مقصود؛ إذ يبدو أن من يطبع أخطأ وكتب حبوة بدلاً من عبوة. لا، بل في الحقيقة هذا ليس خطأ تماماً. فكلمة "حبوة" بالفصحى تعني العطية، وكثيراً ما نسمع العبارة "لقد حبا الله فلاناً خيراً كثيراً". وفي هذه الحالة، لن يكون هناك داع لكلمة مجاناً، فالأصل في الحبوة أو العطية أو الهدية أنها بلا ثمن.
إذاً أين الخطأ؟ الخطأ أنه كان يجب أن تكون الكلمة التالية للعدد "عبوات" أو "حبوات"؛ لأن العدد يتبع المعدود في الإفراد والتثنية والجمع، وأربعة تدل على الجمع.
كما أن التنوين على كلمة مجاناً كان عليه أن يكون على النون وليس على ألف التنوين. فالتنوين يوضع على الحرف نفسه في تنويني الضم والكسر، فلماذا يوضع على الألف في تنوين الفتح؟ ومن لديه شك، يمكنه الرجوع للمصحف ليلاحظ أن تنوين الفتح لا يوضع على الألف، بل على الحرف السابق لها.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد