أمورٌ لا بدّ منها

لا أحب المقالات أو التدوينات السردية، خاصة تلك التي تقدم النصائح، لكنني مضطرة هنا بدايةً لذلك الأسلوب وعرض بعض النصائح الضرورية جداً والأساسية جداً لكل قادم لإسطنبول، تحديداً من كانت زيارته الأولى وتجربته الأولى في السفر

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/21 الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/21 الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش

لا أحب المقالات أو التدوينات السردية، خاصة تلك التي تقدم النصائح، لكنني مضطرة هنا بدايةً لذلك الأسلوب وعرض بعض النصائح الضرورية جداً والأساسية جداً لكل قادم لإسطنبول، تحديداً من كانت زيارته الأولى وتجربته الأولى في السفر.

الهدف الأساسي من المدونة -كما قلتُ سابقاً- هو التعريف بالمدينة، وتسهيل زيارتها والتجول فيها على كل من يأتيها من العرب، فمع الأسف هناك الكثير من المدونات والمواقع الأجنبية التي تهتم بهذا الموضوع، لكن المحتوى العربيّ ضعيف للغاية، والسياحة العربية -كما شاهدتُ وأشاهد- لا تتعدى الطرق التقليدية، سواء بالأماكن المُزارة أو بالاستكشاف والتجول.

إسطنبول ليست فقط السلطان أحمد وتقسيم

دائماً ما أخبر كل من يسألني أو يرسل لي طالباً النصيحة عن إسطنبول، أن المدينة ليست السلطان أحمد وآيا صوفيا والفاتح، وليست تقسيم والاستقلال أو السوق المسقوف. حاول أن تنتهي من الأماكن التاريخية والسياحية والمتاحف في يومين أو ثلاثة، ثم فرّغ نفسك تماماً لاستكشاف خبايا المدينة وأسرارها.
سأكتب في الأيام القادمة برامج سياحية لأهم الأماكن التاريخية في يوم أو يومين.

اذهب إلى بلاط وفنار، وعرّج على جيهانغير، واقصد كوزجونجوك وما حولها، الجانب الآسيوي من المدينة ثريّ جداً بالأماكن والزوايا التي تستحق أن تُزار، فلا تهملها أبداً.

وتأكد دائماً أن لكلّ مكان تذهب إليه هناك أزقة خلفية وجانبية ملأى بالحكايا.

عليكَ بالمشي ثمّ المشي ثمّ المشي

استكشاف المدينة سيراً على الأقدام كنزٌ يجهله الكثيرون، وسحر إسطنبول الحقيقي هو السير في أرجائها، والمدينة دائماً تهيئ الجو لسكانها وزائريها وتغريهم للبدء برحلة المشي والتوهان بين أزقتها وحواريها.

صدقني، لن تستمتع بالمدينة إذا لم تمشِ ولم تفضل متعة المشي على استقلال وسائل المواصلات، حتى وإن كنت لا تعلم وجهتك، أو لستَ متأكداً من صحة طريقك، فالمدينة لا تضيّع من أتاها أبداً، والطريق الذي تسلكه ذاهباً لا تسلكه آيباً قدر ما تستطيع.

أين تقيم؟

اختر مكاناً في قلب المدينة القديمة وقريباً من وسائل المواصلات. تستطيع إيجاد فنادق ونزل لا تتعدى تكلفة الليلة الواحدة فيها الـ15 أو الـ20 دولاراً. ابحث جيداً أو اسأل ساكني المدينة أو من أتاها سابقاً.

ماذا عن الخيارات غير التقليدية؟ ابحث في موقع Airbnb فلربما أحببت أن تستأجر شقة كاملة في حال قدمت مع عائلتك، أو استئجار غرفة في بيت تركيّ كنوع من التغيير وتجربة العيش مع أشخاص محليين.

ماذا عن الإقامة المجانية؟ عليكَ بموقع CouchSurfingالذي يقدّم خيارات الإقامة المجانية وعروض الضيافة. الموقع مناسب للأشخاص المغامرين التواقين لتجربة كل ما هو غريب ومختلف.

بطاقة المواصلات

بطاقة المواصلات والمعروفة بـ"Istanbul Kart"، هي شريان الحياة لكافة المواصلات العامة في إسطنبول، الحافلات والترام واي والمترو وعبّارات البسفور. يمكنك شحن البطاقة بالمبلغ الذي تريد، الأمر الذي يوفّر عليك الكثير من الأموال التي يمكن أن تدفعها في حال استخدمتَ تذكرة الرحلة الواحدة "جيتون jeton".

يوجد كشك في المطار يبيع هذه البطاقات، وفي حال اشتريتها فور وصولك، يمكنك استخدام خط المترو الذي يصل المطار بالمدينة، بدلاً من استخدام سيارات الأجرة التي قد تكلفك الكثير.

كيف تتنقل؟

طرق المواصلات في إسطنبول ميسّرة جداً، بإمكانك التنقل من مكان لآخر بكل سهولة، وأحياناً هناك أكثر من خيار متاح للتنقل. كسائح تستطيع التنقل بين الأماكن التاريخية المهمة في المدينة بشكل سلس، الاعتماد الأكبر يكون دائماً على خط الترام واي T1، الذي من خلاله تستطيع الوصول لأماكن تاريخية مثل جامع السلطان أحمد وآيا صوفيا وقصر توب كابي والسوق المصرية والسوق المسقوفة وقصر دولمة بهتشه وغيرها الكثير.

حمّل تطبيقات المواصلات قبل قدومك للمدينة، ستسهّل عليك الكثير أثناء التنقل والتجوال، وأهمها moovit, trafii و google map.

اشترِ بطاقة الدخول للمتاحف

التي ستوفر عليكَ المال وعناء الوقوف في طوابير شراء التذاكر الفردية التي تخص كل متحف. سعر البطاقة 85 ليرة تركية وتسمح لك بالدخول إلى جميع المتاحف في المدينة لمدة 5 أيام. المدينة مليئة بالمتاحف، أتممتُ العامين والنصف فيها وإلى هذه اللحظة ما زلتُ أكتشف وجود متاحف لم أكن أعلم بها من قبل.

تحويل العملة

تحويل العملة من الأمور السهلة في إسطنبول، إذ تنتشر محلات الصرافة وأجهزة الصرف الآلي في كل شارع تقريباً، لكن احذر من صرف نقودك في المطار أو في الأماكن السياحية المشهورة، كمنطقة تقسيم أو إمينونو أو السلطان أحمد، فدائماً ما يكون سعر الصرف أرخص مما هو عليه.

أين تأكل؟

ستجد أمامك الكثير من الخيارات فيما يتعلق بالأكل، بدءاً من المطاعم التركية الشعبية مروراً بالمطاعم الغربية أو حتى المطاعم العربية وخاصة الشامية التي تحويها المدينة.

الأكل قد يكلفك الكثير دون أن تدري، إن كنت قد خصصت ميزانية كافية لهذا الأمر دون أن تعبأ بالنقود التي ستصرفها فليكن، أما إن كانت ميزانيتك محدودة فهناك الكثير من المطاعم المحلية والشعبية التي تجد عندها طعاماً لذيذاً بأسعار معقولة، ابحث عن مطاعم الـpide، الشاورما التركية، الكباب والمشاوي، tantunı، kumpir مثلًا، وبذلك تكون قد جربت الأكل الشعبي المحلي ووفرت بعض المال.

سأكتب مفصلاً عن المطاعم والمقاهي التي تستحق الزيارة في تدوينات قادمة.

حمّل تطبيق BiTaksi فلربما تحتاجه

أصحاب سيارات الأجرة في المدينة ربما من أكثر الناس نصباً على السياح، أو حتى السكان المحليين، لذلك كما قلتُ سابقاً اجعل تركيزك كله على وسائل المواصلات العامة، أما في حال اضطررتَ لأن تستقل سيارة أجرة -الأمر مفضل فقط في حال المسافات غير البعيدة جداً- استخدم تطبيق Bitaksi لطلب السيارة، فأصحاب السيارات الذين يدعمونه يهتمون بالتقييم وبالتالي يكون من الصعب بعض الشيء أن يغيروا بالسعر الحقيقي.

– لا تحمل نقودك دفعة واحدة
اجعل حقيبتك أمام عينيك لا خلفَ ظهرك في الأماكن المزدحمة، سواء وأنت تمشي أو وأنت جالس.

– لا تردد بأن ترسل لأحد يسكن المدينة بأن يرافقك في جولة ما، فلا أجمل عندهم من أن يروا الدهشة في عيون من يزورها للمرة الأولى -في حال استطاعوا طبعاً-.

– لا تخدعنّك الأسواق الشعبية السياحية مثل السوق المصرية والسوق المسقوفة، ستجد معظم الأشياء خارج أبوابها بنصف السعر أو ربما أقل.

– إسطنبول مزدحمة جداً، يصل ازدحامها لذروته في ساعات الصباح الباكر وساعات ما قبل المغرب لما بعده بقليل، وهي ساعات بدء وانتهاء العمل في المدينة؛ لذلك لا تضيّع وقتك بالمواصلات في هذه الأوقات، وحاول أن تصل للأماكن التي تريدها في أوقات أخرى. الأمر فقط فيما يخص الحافلات، أما المترو والترام واي فلا تتأثر بساعات الأزمة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النصائح الأساسية كثيرة، ربما هذه أهمها ، وسيكون هناك تدوينات مفصلة عن أماكن الإقامة والأكل والمتاحف وغيرها الكثير

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد