هل نخون أنوثتنا بمساحيق التجميل واللون الوردي؟.. رؤيتي كناشطة نسوية

أشكو من نشر الصور العارية في الصفحة الثالثة بالصحف البريطانية، وأشعر بالانزعاج عندما يكون العالم مهتماً بأحمر شفاه امرأة أكثر من إنجازاتها، وبينما يشتعل النقاش حول "إضفاء اللون الوردي على مستلزمات الإناث"، هل يُعَد تشجيع ابنتي البالغة من العمر 6 سنوات على التزيُّن لقضاء أمسية بالخارج انتهاكاً لمبادئي؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/15 الساعة 06:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/15 الساعة 06:24 بتوقيت غرينتش

أعتقد أنني ناشطة نسوية، ربما تتبادر إلى ذهنك الآن صورة غرفة مليئة بنساءٍ يعصرن أيديهن توتراً، بينما أنا واقفةٌ، وأقوم بالاعتراف بذنوبي.

الشعور بالذنب ليس هو السبب وراء ترددي، ما أعنيه هو أنني أعتقد أنني ناشطة نسوية، ولكنني لست متأكدةً حقاً من امتلاكي للمعايير اللازمة لذلك.

أنا متحمسةٌ للقضايا التي تتعلق بالنساء، وعلى استعداد لاعتلاء منبرٍ أو اثنين بكل فخر لإلقاء الخطب الارتجالية.

أشكو من نشر الصور العارية في الصفحة الثالثة بالصحف البريطانية، وأشعر بالانزعاج عندما يكون العالم مهتماً بأحمر شفاه امرأة أكثر من إنجازاتها، وبينما يشتعل النقاش حول "إضفاء اللون الوردي على مستلزمات الإناث"، هل يُعَد تشجيع ابنتي البالغة من العمر 6 سنوات على التزيُّن لقضاء أمسية بالخارج انتهاكاً لمبادئي؟

كان ذلك آخر يوم قضينا فيه وقت الظهيرة معاً بمفردنا قبل بداية الفصل الدراسي الجديد، وبعد أن خططنا للذهاب إلى المسرح في المساء، قررتُ أن أقضي وقت بعد الظهر في تدليلها، أو كما تحول الأمر فيما بعد، منحتها حماماً سريعاً، وطليت أظافرها بشكلٍ سيئ، بينما شاهدت هي حلقاتٍ متتالية على قنوات المراهقين غير المناسبة لسنها. اخترنا فستاناً وردياً، وسترةً (متلألئةً) من الصوف، وانتقينا بعضاً من مجوهراتها (الأقل ابتذالاً)، وحقيبة يد صغيرة (تشبه حقيبة الفتيات الناضجات أكثر)، وأخيراً، ساعدتها في وضع القليل من ظل العيون وقليلٍ من مُلمّع الشفاه.

هل فعلتُ شيئاً خاطئاً؟ لا أعتقد ذلك. هل أخون ميولي النسوية؟ ربما! من غير المرجح أن يتسبب وقتنا معاً بعد ظهر ذلك اليوم في شعورها بالرغبة في أن تصبح عارضة أزياء فاتنة بدلاً من عالمة صواريخ. أشك في أنها ستعتقد أن المظهر، بشكلٍ استثنائي، أكثر أهمية من أي شيءٍ آخر. ما فعلناه بعد ظهر ذلك اليوم كان من أجلها، وجعلها تشعر أنها مميزة. الأمر لا يختلف عن محاولة الهروب من الواقع التي تقوم بها صديقاتي النساء عندما يكن يائسات، فيمسكن بهواتفهن، ويحجزن موعداً للاسترخاء في منتجعٍ صحي، بعد الاعتذار بسبب سلوك أطفالهن للمرة التاسعة في ذلك اليوم. هل نعتبر أنفسنا حينها خائناتٍ لأنوثتنا؟ لا.

ابنتي لا تهتم بما يعتقده الآخرون عندما ينظرون إليها (وأتمنى أن يستمر ذلك الأمر لفترةٍ طويلة)، إنَّها مهتمة بتأثير الأشياء على شعورها الداخلي. قيامها بما تراني أقوم به يجعلها تشعر أنَّها ناضجة ومستقلة أكثر، وهو شيءٌ يتوق إليه معظم الأطفال سواءً اتفقنا ودعمنا هذا الأمر أم لا. لم يكن الأمر متعلقاً بالشعور أكثر كـ"امرأة"، في ظل ذلك المفهوم السلبي الذي يقضي بأنَّ المرأة تُعرف فقط بمساحيق التجميل والأزياء. الأمر كان يتعلق ببساطة بالتواجد في مستوى يتعلق بالأشخاص البالغين. وإذا كان استخدام شفرة لحلاقة لحية تخيلية له نفس التأثير، فمن المحتمل أنَّها كانت ستفعل ذلك.

أنا أعارض بشدة إلهاء الفتيات بألعاب الأطفال والدُمى، التي يمكن أن تضيق تطلعاتهم. ولقد حاولنا مقاومة ذلك التيار الوردي في منزلنا، وسُحقنا أسفله في النهاية. ولكن بدلاً من الصراخ لطلب المساعدة من أسفل ذلك البحر من أكوام البلاستيك اللامع، رفعتُ نفسي على لوح تزحلق، وركبتُ تلك الموجة، هذه الأدوات الشخصية ذات اللون الوردي، ومساحيق التجميل، وقصاصات التزيين البراقة لن تضع ابنتي في حفرةٍ ضيقة لا يمكنها رؤية النجوم منها. هناك أشياء في عالمنا أكثر قوة وانتشاراً، وستحاول إلحاق مثل هذا الضرر بها.

ما يهم هو أن تتحلى هي بالثقة والقدرة على فهم ذاتها بنفسها، بدلاً من تعريفها من قبل الغير. إذا كانت أكبر العوائق لتحقيق ذلك هي اللون الوردي والقليل من طلاء الأظافر، فإنَّ الحاجة إلى النسوية كانت لتختفي من الوجود منذ زمن بعيد.

– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية لهافينغتون بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد