في خبر فاجأ عشاق الساحرة المستديرة في إنكلترا؛ بل والعالم كله، نادي ليستر سيتي الإنكليزي يعلن الخميس إقالة مدربه الإيطالي الماكر -كما يلقبه عشاقه- كلاوديو رانييري؛ بسبب سوء النتائج، في خطوة غير متوقعة!
كلاوديو رانييري أنهى مسيرته مع ليستر سيتي مرفوع الرأس، رغم أن الفريق يقبع في المركز السابع عشر ومهدَّد بالهبوط للدرجة الثانية، بعد موسم خرافي انضم خلاله الفريق إلى قائمة مفاجآت كرة القدم حين توج فريق قادم من الدرجة الثانية ولا يمتلك نجوماً بقيمة نجوم كبار الدوري الإنكليزي ليفربول والسيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي وآرسنال، وليس في خزينته من الأموال غير ما يدفع به أجور اللاعبين.
لم يكن الفريق يومها يملك غير حنكة رانييري وذكائه وخبرته وإرادته الإيطالية ولا غرينتا الإيطالية التي كانت واضحة جداً في طريقة لعب الفريق المغمور الذي تُوج في نهاية الموسم بالذهب المستحق.. وقدم رانييري ورجاله دروساً في كرة قدم ستظل راسخة في أذهان الإنكليز ومن ورائهم أوروبا والعالم الكروي بأسره.
قاد رانييري الفريق المغمور والمقاتل للعب في دوري الأبطال؛ بل وبلوغ الدور الثاني، وحتى وإن كان هُزم في الجولة الأولى أمام إشبيلية بـ2-1 إلا أنه قاتل من أجل المباراة وسجل هدفاً وزنه من ذهب، والخوف أن يتأثر الفريق بفقدان أهم عنصر فيه في مباراة الإياب ومَن غيره رانييري ليفتقده ليستر!
يغادر رانييري الفريق الإنكليزي تاركاً وراءه فراغاً كبيراً وثناءً كبيراً وحسرة كبيرة، فالاستقالة كانت حديث العالم بأسره، فمورينهو تعاطف، ومانشيني المرشح لخلافة الرجل في ليستر -وهو اللاعب السابق للفريق- تحسر. وأما اللاعب السابق للفريق والمنتخب الإنكليزي غاري لينكر، فترك دموعه تعبّر عن مرارة الخسارة.
فمثل المدرب رانييري يصعب تعويضه بين عشية وضحاها، كما يغادر رانييري والفريق في أحوج حالة له ولعقله المخطط والمدبر، فهو قاب قوسين من السقوط من ناحية وعلى بعد خطوة أخرى معاكسة من دور الثمانية لبطولة دوري الأبطال الأوروبي.
كلاوديو رانييري ابن الخامسة والستين صخرة الدفاع الإيطالي وواحد من أشهر المدربين في العالم اليوم. فقد تُوج بجائزة أفضل مدرب في العالم لموسم 2015-2016 التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم سنوياً.
بدأ رانييري مسيرته التدريبية في الثمانينات ومر بتجارب مع كبار أندية إيطاليا والعالم، فالسيدة العجوز كانت في يوم من الأيام تدار بعقل الرجل، ونادي العاصمة روما يشهد له بالحنكة رغم إقالته وكذلك ملعب سانسيرو وأيام الإنتر. أما في إسبانيا فقد قاد أتليتكو مدريد فترة من الزمن.
وكما كان تدريب المنتخبات حاضراً في ذهن الرجل، فقد كانت له تجربة غير ناجحة مع منتخب اليونان سنة 2014، إلا أن البداية الحقيقية لرانييري الملهم كانت مع ليستر سيتي، وبدأت 2015 حين قاد الفريق للعودة إلى الدوري الممتاز قبل أن يكمل بأم المفاجآت في الثاني من مايو/أيار 2016 ليستر سيتي يتوج بالدوري الإنكليزي والعالم يرفع القبعة ويقف احتراماً لعقل رانييري وروح المدرب الإيطالي التي بثها في الفريق.
فمن سيملأ الفراغ الذي تركه المدرب الإيطالي في ليستر سيتي وفي الدوري الإنكليزي الممتاز؟!
وبانتظار نهاية الموسم وما يخبئه المستقبل للفريق الإنكليزي المغمور، ليستر سيتي، بعد إقالة رانييري أو على أصح خسارته مدرباً بقيمة كلاوديو.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.