عمران خان – رمز الإثارة والنجم الاجتماعي ولاعب الكريكت – ليس ذا مظهرٍ جذَّابٍ إلى هذه الدرجة. قد يرجع ذلك إلى صِغَرِ حجم عينيه، وكِبَر حجم أنفه، وجِلده المُنَمَّش، وشعر صدره الذي يظهر بين ثنيات القلادة الذهبية التي يرتديها فوق رقبة قميصه. ويبدو دائماً وكأنه استيقظ للتو بعد ليلةٍ طويلةٍ من شُرب الكحوليات، رغم أنه لا يشرب الخمر لكونه مُسلماً مُلتزماً. وهو مُرهقٌ دائماً. وفي جميع الأحوال، من الصعب فهمُ سبب الضجة حوله.
ويقول بلكنته التي تمزج بين لكنتي أكسفورد ولاهور: "لم أر نفسي شخصاً جَذَّاب المظهر أبداً. ولكن الناس بدأوا يقولون هذا عندما أصبحت ناجحاً؛ لذلك فأنا أعتبر هذا هو النجاح. كانت شقيقتي دائماً تقول إنني قبيح، وأنا أُوافقها الرأي".
علاوة على ذلك، ليس لدى عمران أيضاً القدرة على المغازلة أو السحر الصارخ المُتوقَّع، لكنّ له حُضوراً قوياً ودماثة خُلُقٍ كبيرة، بالإضافة إلى كونه رجلاً بمعنى الكلمة – حسب تعبير النيويوركيين. ولكن هل يُعجبه كونه رمزاً للإثارة؟ "إنه واحدٌ من الأمور التي لا تُؤخذ على محمل الجد".
عمران هو واحدٌ من أعظم لاعبي الكريكت في التاريخ، تخرَّج في جامعة أكسفورد بشهادةٍ في الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وهو يفخر بانتمائه لعرقية البشتون الباكستانية ومن أسرة ميسورة الحال. في الثمانينات، أصبح جزءاً من المُجتمع الراقي الذي يعشقه مُصوِّرو صُحُف المشاهير، إذ كان يرتاد نادي سانت جيمس الليلي "ترامب"، وكأنه عملياً يعيش فيه. وفي وقتٍ من الأوقات، كان دائماً يظهر بصُحبة النساء الجميلات، مثل: الفنانة إيما سيرجنت، والممثلة ستيفاني بيكهام، وسوزانا كونستانتين (شريكة اللورد لاينلي السابقة)، وسيتا وايت (ابنة ملك اليونان المنفي)، بالإضافة إلى ابنة اللورد وايت مالك شركة هانسون. يبلغ الآن من العمر 64 عاماً، لكن صورة الفتى المُثير اللعوب لا تزال مُلتصقةً بالأذهان. يأتي هذا على الرغم من أن معظم النساء اللاتي يظهر معهن الآن في العلن مُتزوجات، ويقول المُتهكِّمون إنه يخرج برفقتهن فقط من أجل الدعاية لمُستشفى السرطان الذي قام ببنائه في باكستان. هل سيبقى عمران أعزب إذن؟
تلمع عيناه عندما يبدأ الحديث عن النساء، لكنه لا يبتسم بسهولة. يقول: "يفترض الناس دائماً أن سبب قلقي من التخلي عن استقلاليتي يرجع لوجود الكثير من النساء حولي. وهذا جنون. لا علاقة للأمر بذلك..".
هل يُعجبه اعتباره الفتى اللعوب؟ "كان الأمر يُضايقني أثناء حياة والدتي؛ لأنها كانت مُتدينةً وكان الأمر يُغضبها. لكن الأمر لا يُهمني الآن". لكنه لا يظن أن النظر إليه بهذه الصورة منطقي. "لا، لدى الفتى اللعوب الكثير من الأموال والوقت، وأنا لا أمتلك أياً منهما". حسناً، هل هو زير نساء؟ "لا. الناس يقولون هذا فقط لمجرد أنني رجلٌ أعزب". ويقول إنه ليس لديه صديقةٌ في الوقت الحالي.
ويرفض النقاش بشأن مدى كفاية العلاقات لاحتياجاته؛ إذ عقد ذراعيه بطريقةٍ وقائيةٍ قائلاً: "إذا أجبت على هذا السؤال سأضع نفسي في موقفٍ صعبٍ للغاية؛ لأن الناس سيقتبسون كلماتي في باكستان. وفي باكستان، مجرد فكرة اعترافك بتعدد العلاقات يُثير غضب الكثيرين. أنا أحترم ثقافة بلادي، ويتطلَّع الكثير من الناس إليّ. وتقع على عاتقي مسؤولية عدم الاعتراف بهذه الأمور على العلن. الجميع يعرف أنني رجلٌ أعزب عادي، لكن لا حاجة لمواجهتهم بالحقيقة المُرَّة".
وتظهر خِصال عمران الشرقية جليةً في آرائه بشأن منح الأطفال قدراً كبيراً من الاهتمام والحب والأمان داخل العائلة الكبيرة. "أعتقد أنه يتعيَّن عليك منح أطفالك كل شيء. والطريقة التي تجري تربية الأطفال البريطانيين بها غريبةٌ جداً بالنسبة لي".
على عكس ذلك، كانت طفولة عمران مثالية؛ إذ اعتاد قضاء العطلة في جبال الهيمالايا أو الأدغال، ولم يعانِ العَوَز أو الحاجة إطلاقاً. ويَصِفُ طفولته بأنه ترعرع تحت "غطاءٍ آمن".
نعود بعد ذلك إلى موضوع الزواج. يستخدم عمران كلماتٍ مثل المسؤولية وإنكار الذات والتضحية. ويأخذ الزواج على محمل الجد دون شك. (لكنه لا يؤمن بالعيش مع شخصٍ آخر). "الزواج بالنسبة لي هو واحدٌ من أكبر المسؤوليات التي يتعيَّن على الرجل تَحَمُّلها. وأعتقد أن الرجل هو الفاشل عند فشل الزواج". ويحاول الهروب من الأسئلة قائلاً: "لا يجب أن تتزوج لمجرد الإحساس بالأمان، فالأمر يعتمد على إنكار الذات، ويُغيِّر حياتك تماماً. لا أخاف من المخاطرة. ولا أعتقد أنني أخاف من الالتزام أو الحميمية أيضاً. أنا فقط أظن أنه في حال ارتباطك، عليك أن تكون مستعداً للوفاء بكافة الالتزامات المُتعلقة بهذا الارتباط. وعليك أن تكون قادراً على إنجاح العلاقة".
وأضاف أن زواج الصالونات لا يزال خياراً مُتاحاً بالنسبة له. "ربما يكون هذا ما سأفعله في نهاية المطاف. أنا لا أبحث عن امرأةٍ مِثالية. لو كان شيئاً مُقدَّراً، فسوف يحدث. وتعلمت أن الإنسان لا يمكنه السيطرة على بعض الأمور في حياته، وأنا لا أعيش في المُستقبل".
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لصحيفة هافينغتون بوست؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.