لماذا لا تزال بعض النساء يتعاملن مع بعضهن بوقاحة؟

ما حفَّزَني لكتابة هذا المقال هو أنه بعد أسابيع من السلام النفسي، أصبحت مادةً لنميمةٍ إلكترونيةٍ لبعضهن. يكفي أنني أُخبِرت بأن آخذ "شروري" بعيداً عنهن. المضحك في الأمر، أن كل هذا أتى نتيجةً لردي في تعليقٍ على ما نشرَته إحدى الصديقات على موقع فيسبوك.

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/24 الساعة 03:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/24 الساعة 03:55 بتوقيت غرينتش

سافر معي في رحلةٍ إلى تسعينيات القرن الماضي. سطع نجم فريق سبايس جيرلز (فريقي الغنائي المفضل على الإطلاق)، وأصبحت "قوة الفتاة" ظاهرة عالمية.

في العصر الحالي، أصبح الكل نسوياً، ويطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة (وهو ما أؤيده تماماً) ويعبرون جهاراً عن دعمهم لغيرهن من النساء.

ولكن، لماذا حقاً لا تزال بعض النساء يتعاملن مع بعضهن بوقاحة؟

أنا لا أتحدث هنا حتى عن مجموعة فتيات مراهقات يتراشقن بالشتائم في ساحة المدرسة. فكِّر بالنساء في أواخر العشرينات أو منتصف الثلاثينات من عمرهن، هل أنت واثق أن أسلوب الوضاعة قد ولى بعيداً؟

ما استرعى انتباهي هو أن بعض النساء يبدو وكأنهن يقمن بالصيد في جماعات. إن كانت إحداهن (عادة تنعت نفسها بملكة النحل) لا تحب أخرى، فلا يُسمح لباقي القطيع أن يحببنها. لقد رأيت ذلك بنفسي، حين قامت مجموعة من النساء بإزالة إحداهن من حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، فقط لأن زعيمتهن لا تحبها. هل يعترض أحد لا سمح الله؟

لا تسئ فهمي؛ لا أقول هنا إنني لم أغتب إحداهن من قبل. أنا متأكدة أن كلنا فعلنا ذلك يوماً ما. ومع ذلك، أنا أعتقد أن هناك فرقاً كبيراً بين النميمة والوقاحة المحضة والاستقواء المُتعمَّد.

والاستقواء هنا هو: استخدام الشخص لقوةٍ أو نفوذٍ لإلحاق الأذى بشخصٍ آخر أو ترهيبه، بغرض إجباره على فعل شيءٍ مُعين.

حتى الآن، أشعر أنني محظوظة كوني لا أحظى بمثل هؤلاء الأشخاص في حياتي. ومع ذلك، ألاحظ مع الوقت بعض التفاصيل الصغيرة التي تشعرني بعدم الارتياح. آخر مرة حدث فيها أن لم يتوافق رأيي مع الأغلبية، فقطعت علاقتي بهن. هذا صعب حقاً، ولكنه صادق جداً. شعرت بارتياحٍ شديد أنني لم أعد مُحاطةً بأشخاصٍ سلبيين، وأنني حرصت على إعلامهم بذلك في رسالة جماعية – حتى وإن رغبت حقاً في قضاء ذلك اليوم بعيداً عن هاتفي.

شعرت بذاتي مجدداً، إيجابية وهادئة، معظم الوقت كنت أنتزع هاتفي لالتقاط صور لي.

ما حفَّزَني لكتابة هذا المقال هو أنه بعد أسابيع من السلام النفسي، أصبحت مادةً لنميمةٍ إلكترونيةٍ لبعضهن. يكفي أنني أُخبِرت بأن آخذ "شروري" بعيداً عنهن. المضحك في الأمر، أن كل هذا أتى نتيجةً لردي في تعليقٍ على ما نشرَته إحدى الصديقات على موقع فيسبوك.

لحسن حظي أنني لا أتحمل الأشياء باستسلام. فألقيت كلمتي، ثم ضغطت على زر الحجب، لم أعد أريد أن تحيط السلبية بحياتي مجدداً، هذا الحادث الوحيد أظهر لي صحة قراري، وأن معتقداتي وآرائي لا تزال صالحة.

كم هذا مخزٍ! أنا أحب الكثير منهن، ولا زلت أصنفهن كصديقات، القليل منهن فقط لم أعد أريد أن أتعامل معهن.

ما يقلقني هو أن بعض النساء أضعف أو أسهل في الوقوع تحت وطأة الترهيب. لقد أصبحت قوية بشكلٍ كافٍ ألا أدع مثل هذا الموقف يؤثر عليّ، ولكن هذا ليس حال الجميع.

ماذا حدث لمساندة الجميع في السراء والضراء؟ ماذا جرى لدعم النساء الأخريات وتمكينهن؟

أود أن أعرف إن مرَّ أحدكم بقصصٍ مشابهة.

– هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لهافينغتون بوست؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد