هكذا تحدث الدكتور عدنان إبراهيم

من أعجب ما جاء في هذه الخطبة المثال الذي ضربه للسنة، هو يقول: لو أن ملكاً أعطى سكرتيره أمراً ليقرأه على الناس، فزاد السكرتير في الأمر، هل نقبل الزيادة؟ وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بتبليغ الرسالة، فلو زاد على القرآن فلا نقبله منه

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/23 الساعة 02:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/23 الساعة 02:51 بتوقيت غرينتش

هكذا تحدث الدكتور عدنان إبراهيم

يكفي أن تستمعوا إلى هذا التسجيل القصير الحديث؛ لتعلموا ما الذي يروج له الدكتور عدنان إبراهيم، وكل الملاحظات التالية هي من هذا التسجيل القصير، واسمعوه لتعلموا أني لم آتِ بشيء إلا من أقواله.

زعم أن سنة الآحاد عند جماهير علماء المسلمين تنسخ القرآن، وهذا كذب صريح، لم يقل أحد من العلماء إطلاقاً أن سنة الآحاد تنسخ القرآن، ونتحداه أن يأتي بمثال.

يدعي كذباً أيضاً أن القرآن لا ينسخ القرآن، وأين هو من آيات التدرج في تحريم الخمر وغيرها؟ وأين هو من قوله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها"؟، ولماذا هو فقط من بين كل المسلمين فهم أن المقصود بهذه الآية المعجزات والآيات الكونية وليست الآيات القرآنية؟ من أين جاء بهذا التفسير الذي يخالف ظاهر النص القرآني الصريح؟

يترك كل فقهاء السنة ليتبع فتاوى الإباضية والزيدية والإمامية الاثني عشرية في قضية الوصية.

يقول عن الإمامية الاثني عشرية (إخواننا)، فهنيئاً له بإخوانه الذين يسبون أبا بكر وعمر ليل نهار.

وأخطر ما في كلامه، وأبعده عن الصواب، أن كل ما جاءت به السنة ولم يكن في القرآن الكريم هو زيادة لا نقبل بها، أين هو من قوله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"، وقوله تعالى: "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، وقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، وقوله تعالى: "وما ينطق عن الهوى"؟!

أين هو من قوله تعالى مخاطباً أمهات المؤمنين: "واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة"؟ ما هي الحكمة المقصودة في هذه الآية إن لم تكن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

يريدنا أن نتبرأ من السنة والحديث الشريف، الذي أمضى أجيال من العلماء أعمارهم في نخلها وتصحيحها وانتقاء الصحيح منها حتى وصلتنا صافية ممحصة نفاخر بصحتها الدنيا، ويريد أن يسلبنا ديننا وسنة نبينا سيرته العطرة.

من أعجب ما جاء في هذه الخطبة المثال الذي ضربه للسنة، هو يقول: لو أن ملكاً أعطى سكرتيره أمراً ليقرأه على الناس، فزاد السكرتير في الأمر، هل نقبل الزيادة؟ وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بتبليغ الرسالة، فلو زاد على القرآن فلا نقبله منه.. ما هذا الكلام؟!.. أين تذهب بالآيات التي ذكرناها أعلاه وتأمرنا بطاعة الرسول واتباعه؟ وأي تطاول على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، في تشبيهه رسول الله برسول ملك أو سكرتيره، وأنه يقول ما يشاء من عنده، كما يقول السكرتير ما يشاء.

بل يذهب هذا إلى أنه لا يقبل أي حكم شرعي لم يذكره القرآن وجاء في السنة حتى لو ثبت بحديث مشهور أو متواتر.

يقول: نأخذ من السنة الأحكام العملية التي كان يمارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام الناس، مثل الصلاة والوضوء؛ لأنها انتقلت جيلاً عن جيل بالمشاهدة وليس بالحديث، ونقول له: ومن أين تأخذ أحكام الغسل؟ هل كان عليه الصلاة والسلام يغتسل أمام الناس؟ ومن أين تأخذ أحكامه في تعامله مع أمهات المؤمنين، أحكام الأسرة، أليس من أحاديث أمهات المؤمنين؟ ومن أين تأخذ أحكام تعامله مع الأطفال ومع الخدم ومع الصبيان؟ أليس من أحاديث أنس بن مالك خادمه عليه الصلاة والسلام؟ ومن أين نتعلم أخلاقه الحسنة عليه الصلاة والسلام؟ هل كان كل الناس على إطلاقهم يعاملونه يومياً؟ أم فقط نخبة من الصحابة المقربين الكرام الذين نقلوا لنا كل حركاته وسكناته وأقواله بالأحاديث؟ وأين ومن أين ومن أين؟

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد