في هذا الوقت من كل عام، تتدفق السير الذاتية على أقسام الموارد البشرية في كل مكان، فعبارة "سنة جديدة، شخصية جديدة" كثيراً ما قد تدفعك لمحاولة الحصول على وظيفة أحلامك أو تطوير حياتك المهنية.
وحينما كنت أعمل في التوظيف في شركة "سيتي سي في"، كنت أغرق في طلبات التوظيف في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. ولتسريع عملية مراجعتها، ومثل كل من يعمل في مجالي، كانت لدي بعض الأمور المحددة غير المقبولة في السير الذاتية، والتي في حالة وجودها كانت تؤدي إلى استبعاد صاحب السيرة الذاتية من الوظيفة مباشرةً.
والآن، ولأن عملي هو تقييم وإعادة كتابة السير الذاتية لإعطاء أصحابها أفضل فرصة ممكنة ليتمكنوا من النجاح في تقييم موظفي الموارد البشرية، تمكنتُ من تحديد قائمتي للأمور غير المقبولة في السير الذاتية بشكلٍ أكبر.
وهذه هي نصائحي العشر الأفضل لما يجب أن تتجنب ذكره في سيرتك الذاتية، حتى تتمكن من الحصول على وظيفة أحلامك، وتضمن ألا ينتهي الأمر بسيرتك الذاتية في سلة المهملات.
1- تجنب استخدام كلماتٍ مثل "دعمتُ"، و"ساعدتُ" و"عاونتُ" إن أمكن. فسيرتك الذاتية يجب أن تكون عما يمكنك فعله بمفردك، ركز على إنجازاتك الفردية.
2- حاول ألا تبالغ في استخدام كلمات "تمكنتُ"، و"أنجزتُ"، و"طورتُ"، فأنا أرى هذه الكلمات دائماً. وفي الواقع، أي تكرار للكلمات هو أمرٌ منفر للغاية. ابحث عن طرقٍ جديدة لشرح ماهية مهاراتك، وكن أكثر فاعلية وحيوية في استخدامك للغة.
3- العبارات مثل "خبرةٍ واسعة، وسجلٍ حافل، ومتحفز، والتركيز على تحقيق النتائج، وحيوي، ويستطيع العمل في فريق، وسريع الوتيرة، ويجيد حل المشكلات"، استخدام مثل هذه العبارات عند كتابتك عن نفسك ليست فقط نمطية، وإنَّما لا معنى لها. لا يريد أحد رؤية هذا، يجب عليك شرح ما تمكنت مهاراتك من تحقيقه بدلاً من وصف هذه المهارات فقط. وأسوأ السير الذاتية هي التي تقول "اشتملت مسؤولياتي على"، فأنا لا أريد أن أعرف ماذا كانت مسؤولياتك، أريد أن أعرف ما القيمة التي أضفتها في الماضي، وما القيمة التي ستضيفها في المستقبل. تحتاج سيرتك الذاتية إلى توضيح كفاءتك في عملك، وليس فقط طبيعة عملك. وتعتبر عبارة "أخلاقيات عمل قوية" واحدة أخرى من تلك العبارات التي لا تضيف أية قيمة، وتوحي بالتوسل إلى من يقرأ سيرتك الذاتية لتصديق تفاخرك الزائف بنفسك. بدلاً من ذلك، فإنَّ وصف أي إنجاز أو قصة نجاح تشيد بالتزامك هي فكرةٌ عظيمة. وعلى العكس، أن تكتب في سيرتك الذاتية أنك متفاني، وملتزم، وشديد التحفز، وما إلى ذلك دون دليل ليس بالأمر الجيد.
4- لا تضيع الوقت والمساحة في ذكر ما هو واضح. بعض الأشخاص يكتبون أنَّهم يستمتعون بالعمل في بيئةٍ سريعة الوتيرة، في حين أنَّه عادةً يكون ذلك أمراً بديهياً في الوظيفة التي يتقدمون لشغلها. إذا كنت تعمل مثلاً في ردهة التداول في البورصة، فمن المؤكد أن عملك سيكون سريع الوتيرة. أو عندما يتقدم جرَّاح لشغل وظيفة، لن يقول إنَّه "جيدٌ في العمل بيديه". وبالمِثل، لا تقل إنَّك "محترف وتركز على تحقيق النتائج" أو أنَّك "تركز على الحلول". فكل من يعمل هو محترف يحاول تحقق النتائج.
5- لا تستخدم كلمة "مبتكر" في الحديث عن نفسك. يمكنك أن تصف عملية أو منظومة قدمتها بالابتكار، ولكن لا معنى لتلك الكلمة عند استخدامها لوصف نفسك.
6- كتابة "سيرة ذاتية" هي واحدة من أكثر الأمور النمطية شيوعاً وعبثاً في السير الذاتية على الإطلاق. كما أنَّها إهدارٌ لمساحة فارغة قيمة. إلا إن كنتَ تستخدم صيغةً غير شائعة للسيرة الذاتية، وهو أمرٌ لا يُنصَح به. فيما عدا ذلك، سيكون من الواضح لأي شخص أن سيرتك الذاتية هي سيرةٌ ذاتية، ولن يحتاج أحد لمساعدة في معرفة ذلك.
7- ذكرك لاهتماماتك، بما في ذلك "القراءة" و"التواصل الاجتماعي"، لا يضيف شيئاً. فإذا أضفت جزءاً يتضمن اهتماماتك الشخصية، يجب أن يترك أثراً. القراءة والتواصل مع الآخرين هي أشياء يفعلها الجميع؛ لذلك يجب أن تذكر اهتماماتٍ تُبرِز بعضاً من سماتك. إذا ربحت مثلاً في السابق ميدالية برونزية في الأولمبياد، فهذا شيءٌ عظيم يظهر أنَّك ملتزم وحريص على النجاح، ولكن لا فائدة من ذكر الأنشطة العامة، آملاً أن ذلك سيجعلك تفوز بأية نقاط إضافية.
8- "تخطيت التوقعات" هي عبارة عتيقة متبقية من كتيب للتدريب على الإدارة يرجع إلى السبعينيات. فهي لا تضيف أي شيءٍ على الإطلاق. بدلاً من ذلك، إذا تمكنت من تحقيق أهدافك في عملك السابق، احكِ قصةً توضح كيف قمت بذلك، وماذا كانت النتيجة. و"سجل حافل بالنجاح" ليست بالعبارة الجيدة كذلك، فكيف يمكنك قياس النجاح؟ عوضاً عن ذلك، خُض فيما قمت به بشكلٍ جيد وصِفه بطرقٍ ملموسة.
9- لا تكتب أنَّك "تستطيع العمل وحدك أو في فريق"، فليست هناك خيارات أخرى متاحة للعمل كما تعلم. وهناك البعض من مسؤولي التوظيف الذين يقولون إنَّ هذه العبارة مقبولة؛ لأن صاحب العمل يريد أن يرى دليلاً على الاستقلالية، أو روح المبادرة، أو العمل الجماعي، أو أياً كان. ولكنَّهم مخطئون، هذه العبارة ليست جيدة. الأفضل من ذلك أن تذكر الإنجازات التي تحملتَ فيها المسؤولية وحدك في مشروعٍ ما، أو عندما كنت جزءاً من فريق عمل ناجح، فأنت تحتاج إلى أن تكون أكثر تحديداً من أن تقول ببساطة إنك تستطيع العمل بمفردك أو في فريق.
10- لا تكتب "المراجع متاحة عند الطلب". إذا كنتَ ناجحاً، وعُرِضَت عليك الوظيفة، سيُطلَب منك توفير بياناتهم. لا حاجة لك أن تشغل مساحةً في سيرتك الذاتية لتذكر ذلك.
هذه هي نصائحي العشر الأفضل لما يجب عليك عدم إدراجه في سيرتك الذاتية. الآن، ابدأ بتعديل سيرتك الذاتية، واحصل على تلك الوظيفة التي تريدها.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لهافينغتون بوست؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.