لماذا يوجد دائماً خوف من طاقات الشباب، وخوف مما يستطيعون تقديمه؟ لماذا تحارب طاقات الشباب بالتجاهل والإخفاء؟ لماذا يعتبرونها ناراً ويريدون إطفاءها؟ لماذا يعتبرون أن الشباب منافس لهم ويهدد ما هم فيه؟ فهذا التفسير الوحيد لما يعانيه الشباب من تجاهل ومجابهة لهم.
لماذا لا يقتنع البعض بأن للشباب دوراً مهماً للتطوير؟ لماذا لا يثقون بنظرتهم للمستقبل الذي هو ملكهم وهم أدرى به؟ لماذا لا يقتنعون بأن الشباب أقرب منهم للمستقبل وأقرب لما فيه؟ لماذا لا يدعمون قرارات الشباب ويعتبرونها دائماً معادية لقراراتهم؟ لماذا لا يؤمنون بأن مشاركة الشباب بكل شيء واجبة هذه الأيام لبناء مستقبل أفضل؟ المستقبل ملك الشباب، فلماذا لا يشاركون بصنعه؟ فصنع المستقبل ليس في المستقبل بل صنعه الآن، ومشاركة الشباب حالياً معدومة تماماً، فدورهم فقط التطبيق بصمت، دون إبداء رأيهم، أو أخذ حقهم في المشاركة، فهم فقط الآن مشاهدون لأشخاص آخرين وهم يرسمون المستقبل، في جميع مجالات الحياة.
يجب مشاركة الشباب في الاقتصاد والسياسة للبلد، والفن والرياضة، والصناعة والتجارة والزراعة والاتصالات والتكنولوجيا وفي جميع مجالات الحياة، والقرارات المتخذة، ويحب وضع موقع رسمي لهم يكون مسموعاً في كل هذه المجالات، فدور الشباب ليس فقط تطبيق القوانين بصمت دون المشاركة فيها، وإقناعهم بأنهم بهذه الطريقة قد شاركوا في التغيير.
فما يملكه الشباب ليس طيش الشباب فقط، فكم نرى أشخاصاً ذوي صوت مسموع وموقع فعال ويأخذون القرارات دائماً، ولكنهم أكثر طيشاً من مئات الشباب، لماذا يخافون من طاقات الشباب وقدراتهم، ويقفون بوجههم دائماً، ويتركونهم وحدهم دون دعم؟ فلا تخافوا من الشباب؛ لأن كل فئة عمرية لها عملها ودورها في هذه الحياة، والشباب لا يأخذون دوركم؛ بل أنتم مَن يأخذ دور الشباب.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.