ما هي الفرص المقدَّمة للشباب العربي؟

فالشباب العربي اليوم لا يعيش الحياة التي يعيشها أي شاب في العالم، فالشباب في العالم يملكون فرصاً كثيرة في الحياة، فرصاً يستطيعون بها بناء أنفسهم وبناء دولهم وبناء حياتهم لتكون كما يريدون، في عالمنا الموضوع مختلف،

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/16 الساعة 01:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/16 الساعة 01:45 بتوقيت غرينتش

الشباب هو التغيير، هو المستقبل، هو الطموح الذي لا حدود له، الأحلام التي لا سقف لها، الطاقات التي لا تنفد، فكم على الشباب العربي الانتظار للحصول على فرص، فرص للحياة، فرص للتغيير، فرص للحرية، فرص للمشاركة، فرصة للشعور بالأهمية!

القرارات الخاطئة التي يتخذها الشباب العربي اليوم هي بسبب قلة الفرص، فالشباب العربي اليوم لا يعيش الحياة التي يعيشها أي شاب في العالم، فالشباب في العالم يملكون فرصاً كثيرة في الحياة، فرصاً يستطيعون بها بناء أنفسهم وبناء دولهم وبناء حياتهم لتكون كما يريدون، في عالمنا الموضوع مختلف، فالفرص دائماً تأتي متأخرة فتصل لجيل آخر ليس جيل الشباب، والشباب العربي يجري ليحصل على فرص، ولكنه لا يجدها، فالكثير قد فقد الأمل من إيجاد الفرصة الذهبية، ومنهم ما زال يجري على أمل أن يجد ما يريده، وفي عالم آخر، عالم مثالي، الفرص تجري وراء الشباب، دون جعلهم يفقدون كرامتهم، وأحلامهم، ومبادئهم لأجلها.

فجأة ستصبح فخراً لبلدك، وسيتم تداول اسمك بين الجميع، وستقدم الحكومة لك الدعم المعنوي (الذي أنت لست بحاجة له فعلياً)، وسيهنئونك ويقدمون لك التكريمات وأوسمة الشرف، كل هذا سيحصل عندما يتم اكتشاف موهبتك أو علمك في بلد آخر، ستشعر بالخزي عندما ترى كيف هنَّأك بلدك على نجاحك في بلد آخر، بكل وقاحة سيفتخرون بك وسيقولون بكل جرأة هذا صنع بلدنا.

الفرص الحقيقية ليست فرص عمل، ولا فرصاً مادية؛ بل أن يشعر الشباب بالدعم من بلده وأن يشعر بالعدل، أن يشعر بأنه مكسب لبلده وليس حملاً ثقيلاً.

شيئاً فشيئاً ستجد أن الشباب قد رضخ للواقع وبدأ يتنازل رويداً رويداً عن شغفه الذي كان في يوم قادراً على بناء عالم كامل، وسيقبل بما يقدم له، وسيعتبره فرصة كبيرة لن تتكرر مجدداً، فعندما حصل الشباب العربي على فرصة اغتنمها، ولكنها كانت فرصة وهمية كاذبة؛ حيث تم استهلاك واستنزاف القدرات الشبابية وأحلام الشباب العربي في الدمار والدماء، في القتل والتخريب، وهذا ليس ذنب الشباب؛ بل ذنب مَن منع الفرص الحقيقية عنهم.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد