تجربتي كـ”معاقة” في الحصول على وظيفة ثابتة.. هذا ما حدث معي

تم تقليص ساعات عملي، وتقييد مهماتي، ولم تكن تتم دعوتي إلى المناسبات الاجتماعية مع طاقم العمل. وعندما سألتُ رئيسي في العمل بشأن العمل لبضع ساعات إضافية خلال شهور الصيف، تدهور الموقف أكثر. وأبلغني أنني لا أستطيع تنفيذ نفس القدر من العمل بالمقارنة مع زملائي

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/16 الساعة 04:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/16 الساعة 04:41 بتوقيت غرينتش

"مَنحتُكِ هذه الوظيفة لكي أحاول أن أساعدكِ". جملةٌ قالها لي أحد رؤسائي السابقين في العمل. آذتني هذه الكلمات بشدة، وشعرتُ بإهانةٍ وحزن شديدين. فحقيقة أنَّه، نظراً لكوني معاقة يجب منحي أي وظيفة بدافع الشفقة فقط، وليس وفقاً لقدراتي، هي جوهر المشكلة.

هذه واحدة من التجارب العديدة التي مررتُ بها خلال السنوات الست الأخيرة في محاولة البحث عن وظيفةٍ دائمة، وتعلمت منها أنَّ الجهل ربما يكون نعمةً في بريطانيا اليوم عندما يتعلق الأمر بقضية الإعاقة.

أفعلُ كل ما بوسعي لتغيير ظروفي، وأبحثُ عن الوظائف بشكلٍ منتظم، وأحضر عدداً لا حصر له من مقابلات التوظيف كل عام، ودورات تدريبية ينظمها مركز العمل، بالإضافة إلى العمل التطوعي. ورغم ذلك، لم تقدني أيٌّ من هذه الطرق إلى الوظيفة المنشودة، وأدركُ أنني لست الوحيدة في هذا الموقف؛ إذ أشارت إحصائيةٌ نُشرت في استطلاعات الرأي حول القوى العاملة بالمملكة المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى أن 80% من الأشخاص غير المعاقين لديهم وظائف، بالمقارنة مع 48% فقط من المعاقين.

عندما يحصل شخصٌ معاق على وظيفةٍ أخيراً، فإن الدعم المتوفر يكون قليلاً أو غائباً عادةً؛ ولهذا السبب يعاني كل من الموظف ورئيس العمل أثناء العمل معاً.

هذا الأمر عانيتُه بنفسي في عدة مناسبات على مدار السنوات. ونجحت من خلال موقع "Enable" في الحصول على وظيفةٍ بنوبة مدتها خمس ساعات مقسمة على يومين، مع ضرورة العمل لمناوباتٍ إضافية. ورغم ذلك، بدأت الأمور في التغيُّر. تم تقليص ساعات عملي، وتقييد مهماتي، ولم تكن تتم دعوتي إلى المناسبات الاجتماعية مع طاقم العمل.

وعندما سألتُ رئيسي في العمل بشأن العمل لبضع ساعات إضافية خلال شهور الصيف، تدهور الموقف أكثر. وأبلغني أنني لا أستطيع تنفيذ نفس القدر من العمل بالمقارنة مع زملائي، وعندما كنت أُوشِك على تنفيذ مهمةٍ ما بكفاءة كان يتم منعي فوراً من تنفيذها، بدلاً من منحي الفرصة لإظهار قدراتي، أو تدريبي ودعمي لكي أتمكن من تنفيذ المهام بأفضل ما يمكن.

أُجبِرتُ على الشعور بعدم الراحة، وقررت الرحيل. وربما يرى البعض أنَّ هذه كانت محاولة من مديري لدفعي إلى الاستقالة. في النهاية، شعرتُ أنني لا أملك خياراً سوى الرحيل.

لا بد من توفُّر التدريب والدعم في مكان العمل لصاحب العمل، وكذلك للموظف لكي يتمكنا من العمل معاً. ووفقاً لمنظمة "سكوب" الخيرية، فإنَّ 85% من الأشخاص المعاقين في المملكة المتحدة يؤمنون بأن سلوكيات أصحاب العمل لم تتحسن منذ عام 2012، وأوافق هذا الرأي بشدة.

أشعر بأنني ألتزم بالجزء الخاص بي من الصفقة، بينما الحكومة لا تلتزم بالجزء الخاص بها. فهي لا تحثُّ الأشخاص المعاقين على العمل بقطعها لإعانات العمل والدعم (الأموال والمساعدات التي يحصل عليها الأشخاص في المملكة المتحدة في حالة عدم تمكنهم من الحصول على وظيفة بسبب مرض أو إعاقة) في غياب بيئة دعم شاملة وقوية للمعاقين، بل تدفع بهم إلى موقفٍ لم يستعدوا له، ولم يستعد له صاحب العمل أيضاً. إنَّها خطةٌ تهدف للفشل.

تتحدث الحكومة البريطانية عن تحفيز الأشخاص المعاقين. وقاموس "أوكسفورد" للغة الإنكليزية يُعرف كلمة "تحفيز" بأنَّها "الأسباب التي تدفع شخصاً ما إلى فعل شيء ما أو التصرف بطريقةٍ معينة".

السبب وراء حاجتي لوظيفة هو أنَّني أريد أن أشعر أنَّه بإمكاني المساهمة في المجتمع. أملك أصدقاءً معاقين كثيرين، وكلهم متحفزون أيضاً لنفس السبب. لستُ أنا أو أصدقائي هم من يفتقدون التحفيز، بل الحكومة، وهذا يبدو واضحاً في عجزها عن تقديم أي دعم فعلي للمعاقين.

إيلي ماي فوريستر: كاتبة مستقلة بالمملكة المتحدة. لديها شلل دماغي بسيط، وتسعى إلى التوعية بمعنى الإعاقة في حياة الإنسان.

– هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لهافينغتون بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد